|
اليسار الاممي تضامن مع غزة وليس مع حماس
ابراهيم علاء الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2390 - 2008 / 8 / 31 - 07:26
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
في التغطيات الصحفية عادة ما تنشط وسائل الاعلام في تنفيذ تغطية مكثفة لفعاليات الافتتاح، وهذا ما حدث مع ما سمي بسفينتي كسر الحصار، التي حملت 44 ناشطا يساريا من امريكا واوروبا وهم اعضاء في "اللجنة الاممية الدولية لفك الحصار عن غزة". وبالرغم من محاولات حركة حماس ابقاء جذوة الاعلام مشتعلة ، لانها تدرك ان ما قام به اليسار الاممي لن يفك الحصار عن القطاع ، وان كل ما في الامر هي تظاهرة اعلامية حاولت حماس توظيفها باقصى طاقة ممكنة عل الصعيد الداخلي باشاعة نوع من الارتياح في اوساط جماهير غزة التي ابتليت بحركة الاخوان المسلمين وقوات طغيانها "القوة التنفيذية"، وايضا على الصعيد الخارجي فانبرى المتمسك بلقب رئيس وزراء "باظافره واسنانه" الشيخ اسماعيل هنية ليدعو السيد عمرو موسى ووزراء الخارجية العرب لامتطاء المراكب ويقتدوا باليسار الاممي وزيارة غزة للتضامن مع حكومتها الهنية الزهراوية. طبعا كالعادة الاعلام يخبو بعد انتهاء حفل الافتتاح وكما يقال "انفض السامر" ولم ينفك الحصار، ولم ياتي عمرو موسى او اي من وزراء الخارجية الى غزة ليستقبلهم رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية. لكن السؤال .. لماذا لم يدعو الشيخ العلامة اسماعيل هنية السيد مهدي عاكف مرشد الاخوان المسلمين ليركب المراكب كما فعل العلمانيين الكفرة على راس الاف الاخوان ليفك الحصار عن غزة،. ام ان السيد عاكف وحزبه اكبر من ذلك، فهو يرتب اموره بالقاهرة ليعتلي كرسي الخلافة، لياتي بعد ذلك الخليفة الخليفة المزعوم على راس جيش عرمرم والذي يفترض ان يكون استجاب لطلب "النصرة" الذي اطلقه حزب الخرافة؟. ام ان الحقيقة هي ان كل ما سعت اليه حماس من مبادرة اليسار الاممي هو الجانب الاعلامي لتبيث قواعد امارتها الطالبانية؟. الحقيقة التي اغفلتها اجهزة الاعلام ، ان اليسار الاممي من الشيوعيين والعلمانيين والليبراليين "الكفرة" كان دافعهم هو التضامن مع سكان غزة الذين جوعتهم واضطهدتهم وقتلت شبابهم حماس. وانه لولا فهمهم العميق للتشابكات السياسية وفهمهم للاولويات وانه لو كان الامر متعلق بحماس لجاء اليسار الاممي ايضا ولكن ليتظاهرامام شواطئها احتجاجا على الانقلاب على الشرعية وعمليات القتل والاعتقال والتعسف والاضطهاد الذي لحق بغزة واهلها، المحاصرة بالقوة التنفيذية وجيش العدو في نفس الوقت. وقد كشفت حماس للمرة الالف عن انتهازيتها وبراغماتيتها واظهرت ان العلمانيين الشيوعيين اصدقائها وحاولت توظيفهم لاضفاء الشرعية على انقلابها ، وهي التي تقول عنهم "كفرة ومجرمين "واعدء الاسلام والمسلمين وانها وامتداداتها الاخوانية لن يهدأ لهم بال حتى يعلن هؤلاء الكفرة اسلامهم او يدفعوا الجزية لامارة المسلمين. ومن المؤكد ان نشطاء اليسار الامريكان والاوربيين تغاضوا عن كل ما تمثله حماس من فكر ماضوي متعصب وعن اهدافها وتطلعاتها، فقط من اجل اهل غزة المحاصرين بحماس، وليس لاضفاء الشرعية على حكومة حماس والتي هي ليست ضد اليسار فحسب بل ضد كل ما هو ليس اخوان مسلمين. وقد برهن قادة حماس انهم يجيدون استخدام "التقية" اي الكذب واظهار ما ليس هو حقيقة موقفهم ورؤيتهم ، والا فكيف يقبلوا مصافحة اليساريين الشيوعيين والعلمانيين وبينهم يهود، وهم الذين يحرمون رد التحية على الغزاوي المسيحي، وكيف يمن "عاشق لقب رئيس الوزراء الشيخ اسماعيل هنية على "الكفرة الملحدين" بالاوسمة وهم اعداء الله والدين؟ الا يكشف ذلك عن مدى الانتهازية السياسية وان ليس ادعائها الأسلمة الا وسيلة للوصول الى السلطة؟ وانها تمتطي الدين لتحقيق اهداف سياسية؟ والسؤال غير البريء هل سمحت "القوة التنفيذية" لبائع خمور في غزة ان يوفر لهؤلاء "الكفار الملاحدة" بضعة صناديق من الويسكي والبيرة والجن والفودكا ، حرصا منها على راحة وسعادة من جاؤوا ليتضامنوا مع اهل غزة، فحولتهم للتضامن معها، وهي تعرف ان الخمور ليست محرمة عند الملاحدة وانهم يتعاطون بعض اصنافها كما يشربون الماء، ام ان اليساريين احضروا خمورهم معهم؟. كما ان النساء اليساريات المتضامنات كن سافرات متبرجات عاريات فكيف قابلهم الشيخ هنية الم يخشى على نفسه من الفتنة، اليست المراة عورة، ومثيرة للفتنة ، ولذا لابد من وضعها في كيس اسود خوفا على اخلاق رجال المسلمين الذين يفترض بانهم يقتدون بالرسول الكريم وهو على خلق عظيم. اما من الناحية السياسية فاليساريين والشيوعيين الذين جاؤوا للتضامن مع اهل غزة هم متعاطفون مع اليهود ايضا، ومؤيدون لحق دولة العدو بالوجود، وحقها بالامن والاستقرار، ويؤيدون مطالبها بالتطبيع ، وكل ذلك من المحرمات "على الاقل لفظيا" عند حماس والاخوان المسلمين ، فكيف تقبل حماس التعامل معهم وباحترام كبير وتشيد بجهودهم وتقدر عاليا مبادرتهم؟ ام ان البراغماتية الحمساوية وهي "التقية" بمفهوم حماس تسمح بذلك " نأخذ ما في مصلحتنا ولا نهتم بالباقي" ؟؟ المشكلة الكبرى ان اكاذيب حماس وبسبب براعتها "التقيوية" تنطلي على السذج والمساكين والبسطاء من الناس ، فيتصوروا بان حماس هي التي جندت الامريكان والاوربيين ليبحروا باتجاه شواطيء غزة للتضامن معها، وان ذلك بداية لكسر الحصار، وبداية لهزيمة مشاريع السلطة الفلسطينية "التصفوية" وانتصارا للحق "ان الباطل كان زهوقا" وخطوة كبرى على طريق تحرير فلسطين. وروجت اجهزة الاعلام التي يسيطر عليها الاخوان المسلمين مثل قناة الجزيرة لبطولة المتضامنين ، وقدرة حماس على تجنيد الراي العام العالمي الى صفها ، وانها والمتضامنين معها تحدو العدو الصهيوني واجبروه على سحب زوارقه الحربية من طريق مركبين صغيرين لا يصلحا حتى للصيد. واخفت حماس "تبعا لمبدا التقية" واجهزة الاعلام المتعاطفة معها حقيقة ان هذان المركبان ما كان لهما ان يقتربا من المياة الاقليمية لغزة التي يسيطر عليها العدو الا بموافقة تل ابيب، وان العدو كان بمنتهى السهولة قادر على اغراقهما بطرق عدة، وقد حاول عندما "اعمى" اجهزة الملاحة فيهما وكان يمكن لولا تدخل العديد من الدول "الكافرة" و"العدوة" من وجهة نظر حماس ان يتيه المركبان في البحر اربعين سنة. والحقيقة الاخرى التي اخفتها حماس والاعلام الذي يرى نجاحه من خلال الاثارة هي ان هؤلاء المناضلين اليساريين الامميين لم ياتوا للتضامن مع سلطات امارة غزستان الاسلامية، وانما جاؤوا للتضامن مع الشعب الفلسطيني بصفة عامة ومع اهل غزة بصفة خاصة. واخيرا اليس من الاولى لحماس ان تاتيها النجدة من حلفائها وشركائها في الفكر والمنطلقات والاهداف من اخوان مصر والاردن وسوريا ، ومن شريكها بالنضال حزب الله ، بدلا من ان ياتي من اعدائها الايديولوجيين اليسار والشيوعيين؟ فهل يجروء دعاة الاسلام السياسي ان يركبوا البحر باتجاه شواطيء غزة؟؟ واذا ركبوا فهل يصلوا الشواطيء سالمين ؟ ام ستغرقهم زوارق العدو او تنزع من قواربهم ادوات الرؤية وتجعلها عمياء فتتوه في البحر المتوسط اربعين عاما قبل ان يكتشفها مغامر اوروبي وقد ابتلعها البحر وذهب ركابها طعاما شهيا للاسماك. يقال في الامثال "حبل الكذب قصير" واثبتت نظرية النازي "جوبلز" (اكذب اكذب حتى يصدقك الناس" فشلها ، واصبح من حاول تقليدها مثل صحاف العراق وقبله احمد سعيد صوت العرب اضحوكة "لكل من يسوى ولا يسوى" ولكن حماس ما زالت مصرة على ان حبل الكذب طويل وان نظرية جوبلز صحيحة.
#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خطوة اردنية لوقف النصب والاحتيال
-
فضيحة سياسية ثقافية مذلة للعرب في بكين
-
هل هناك فرصة لنجاح الحوار في القاهرة ..؟؟
-
هل ينزوي الكذابون في رمضان
-
يا أهل غزة معبر رفح لن تفتحه حماس
-
امير -حزب الخرافة- يدعو الملوك والرؤساء الى الاسلام ... (1)
-
امير -حزب الخرافة- يدعو الملوك والرؤساء الى الاسلام ... (2)
-
استباقا لطردها من دمشق حماس تتجه لعمان
-
الحوار الفلسطيني مضيعة للوقت
-
الى محترفي تنظيم الجنازات ... الثورة الفلسطينية لم تمت
-
هل تجوز الشماته بالميت يا قوى الظلام؟؟؟
-
شيخ الحارة في اليمن امرأة
-
العاهل الاردني يعلن هزيمة -الهلال الشيعي-
-
ايها الفلسطينيون متى ينتهي يوم عاشورائكم؟؟؟
-
الديمقراطية وصراع القبائل في موريتانيا
-
المهندسة جميلة بلوش في دولة امير المؤمنين
-
نعم للانتفاضة.. ضد امارة غزستان الاسلامية ؟!!
-
هل مهمة اليسار الفلسطيني القيام بدور قوات المراقبة الدولية
-
دعوة غريبة لأهل الاردن
-
دعوة غريبة لأهل الاردن
المزيد.....
-
جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR
...
-
تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
-
جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
-
أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ
...
-
-نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
-
-غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
-
لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل
...
-
ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به
...
-
غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو
...
-
مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|