أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام خماط - عقل الدولة النقدي














المزيد.....

عقل الدولة النقدي


سلام خماط

الحوار المتمدن-العدد: 2390 - 2008 / 8 / 31 - 06:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان المهمة التي ايطت بالمثقف على مر التاريخ هي مهمة تمثيل الوجدان البشري والدفاع عن مبادئه ,وان اخطر ما يمارسه هذا المثقف هو قيامه بدور المدافع عن السلطة وخاصة الدكتاتورية او من خلال ما يقدمه من دعم ثقافي ينعكس ايجابا الى دعم سياسي قد يضفي الشرعية للسلطة الغاشمة ,فالحقيقة تقول يجب ان تكون هنالك مسافة بين المثقف والسلطة ان لم تكن بين الدولة وعقلها النقدي (المثقف ).
لقد كان المثقف في جوهر كل حدث شهده العالم او شهدته اي دولة والسبب في ذلك يرجع الى ان المثقف يجد نفسه دائما ازاء ما يحدث من تغيرات مكرها على معاودة طرح الاسئلة ,فلم يكن هنالك تغيير الا وكان بقيادة شريحة من المثقفين ان لم تكن شريحة اساسية افترضت نفسها طليعة لها ,وليس هنالك نظام ديمقر اطي او نظام يحترم الثقافة الا ورفع المثقف الى مرتبة لم يسبق له ان ارتقى اليها ,ولناخذ فرنسا على سبيل المثال ,حيث وضعت صورة احد مثقفيها على العملة الرسمية للدولة (الشاعر رامبو )
وكيف تعامل الرئيس ديغول مع من اشار علية بتوقيف (سارتر )بسبب اراءه ومواقفه المناهضة للحكومة الفرنسية انذاك فما كان رد ديغول الا:
(اتطلبون مني ان اضع فرنسا في التوقيف ),هكذا هو تعامل ونظرة العالم المتحضرللمثقف وللثقافة.
كان المثقف العراقي فاقدا لوظيفته النقدية قبل سقوط النظام السابق ,والان يجب ان يكون قد استرجعها ,لذا يجب عليه ان يزيل عن بصيرته غشاوة الايديولوجيا من خلال تحرير نفسه من الصيغ الجاهزه والمفاهيم المتاكلة وعليه كذلك ان يضع ذاته في مدرسة الواقع والحقيقة حتى لو كلفته الكثير وخاصة المدرسة المعرفية ,والخروج على الايديولوجيات بكل اشكالها وهذا يتطلب مراجعة للذات ولو كانت هذه المراجعة مؤلمة ,مراجعة للمفاهيم التي اصبحت بالية وخاصة الوهم الايديولوجي ,وان ينفض عن نفسه ثوب العقلية النصية الجاهزة والجامدة وان ينصرف الى ممارسة التفكير انطلاقا من الواقع لا انطلاقا من النظريات والافكار المستهلكة التي طالما تستر عليها وعلى فشله في ان واحد , فلو فعل هذا لاصبح بامكانه ان يصل الى ذروة النتاج الفكري والادبي والفني .
ان قمع الرقابة السلطوية في زمن النظام البائد ادى الى هجرة الكثير من المثقفين العراقيين ووفاة العديد منهم في دار الغربة امثال الجواهري ومصطفى جمال الدين وعلي الوردي والبياتي وغيرهم وهنا نتمنى من الادباء والفنانين والشعراء ممن لازلوا يعيشون في المهجر العودة الى الوطن والمساهمة في اعادة بناءه من جديد في ظل الديمقراطية التي تحدث عنها السيد المالكي ,فقلب المعادلة التي تقول مصر تكتب ولبنان تطبع والعراق يقرأ ممكنة جدا لو اتيحت الظروف بل لو هيأة للمثقف الظروف المناسبة ومنها دعم الدولة وليس السلطة من خلال اصدار التشريعات التي تكفل لهم سبل العيش الكريم فان ادوات الابداع متوفرة والاقلام لاتزال قادرة على صنع الحياة .
ان السيد المالكي اراد في كلمته التي القاها على مجموعة من الكتاب والادباء والفنانين ان يبذلوا الجهود من اجل خلق ثقافة مؤثرة تلعب دورا في تسريب المفاهيم الوطنية بصيغ مبتكرة ومتنوعة تهدف لخدمة سياسة الدولة والوطن من جهه وتحارب الثقافات والتوجهات المعادية من جهة اخرى .
فالوطن اليوم بحاجة الى مثقفين حقيقين يقع على عاتقهم تعرية وفضح السياسات الطائفية والتكفيرية والتي تروج لها بعض وسائل الاعلام ,فالمثقف العراقي الوطني قادر على تحديد الجهات التي تسعى لطمس الثقافة العراقي وقادر ايضا على عرض مشاكل المواطنيين وايصال معاناتهمالى المسؤول ,وان من مهام هذا المثقف هو نشر الوعي بين المواطنيين وترسيخ قيم البناء الديمقراطي الجديد والمساهمة في تبديد سحب الظلام واساليب الارهابيين واتلتكفيريين الذين يريدون ارجاع العراق الى عصر التخلف والظلام والدكتاتورية .


سلام خماط





#سلام_خماط (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم السيادة و سبل النهوض بالواقع
- مفهوم السيادة وسبل النهوض بالواقع العراقي
- ما يحتاجه المفاوض العراقي
- الديمقراطية والخطاب السياسي الغربي
- فصل الدين عن السياسة
- الديمقراطية والإعلام الحر
- من اجل نقله نوعية لنقابة الصحفيين
- مضامين الاتنفاقية العراقية الامريكية(صوفا)
- لا لتهميش منظمات المجتمع المدني
- دور العقل في إلغاء ثقافة العنف
- الظاهراتية(الفينومينولوجيا)
- النظام العالمي الجديد وتجاوز مبدأ السيادة
- مهام منظمات المجتمع المدني في الانتخابات القادمة
- الوعي الجماهيري أساس العملية الديمقراطية
- التوافقية سبب فشل نظام القوائم المغلقة
- شروط نجاح المصالحة الوطنية
- دور الإعلام في الانتخابات القادمة
- استقلالية الأعلام والارتقاء بالسلطة الرابعة
- نهاية دكتاتور أم بداية دكتاتورية
- صولة الفرسان واللحظة العراقية الراهنة


المزيد.....




- استمع إلى ما قاله بايدن في أول تصريحات علنية له منذ ترك منصب ...
- شاهد.. متظاهرون يتعرضون للصعق أثناء جلسة حوارية للنائب مارغو ...
- الرئيس الإيطالي يخضع لعملية جراحية
- هل تعرقل قرارات ترامب خطة مكافحة تغير المناخ العالمية؟
- المساعدات تنفد في غزة وسط حصار مطبق وأزمة إنسانية متفاقمة
- فرنسا والجزائر.. علاقة يحكمها التوتر والأزمات المتلاحقة
- مفتاح جديد للسيطرة على ضغط الدم المرتفع
- الجيش الإسرائيلي يعلن مهاجمته بنية تحتية تابعة لـ-حزب الله- ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن القضاء على المساعد الأبرز لقائد لواء غ ...
- الدفاعات الروسية تسقط 26 مسيرة أوكرانية غربي البلاد


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سلام خماط - عقل الدولة النقدي