أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محسن صابط الجيلاوي - خيون حسون الدراجي – أبو سلام














المزيد.....

خيون حسون الدراجي – أبو سلام


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 875 - 2004 / 6 / 25 - 16:02
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


 هل اسمّيك ؟ لا يقدر الاسم ُ أنْ
يمحض الحب،
لا يعرف الحبُّ سوراً،
ولا يملك العاشقون الثمنْ
غير أن الضلوع تراقصُ بينَ
الولادةِ والموتِ ،
بين القماط وبين الكفنْ
ايّهذا الوطن....
رشدي العامل    

من منا لم يعرف أبو سلام نحن رواد نادي سرجون أواسط السبعينات، ذلك المكان الجميل القريب من أبو نؤاس والمكتظ دائما بالشعراء والكتاب والطلبة وجموع من ناس مليئين بالأحلام الجميلة والعائدين بعد يوم عمل طويل مُتعب أو محاضرة في جامعة أو لقاء حزبي...كل شئ كان هادئا وأخاذا كهدوء المكان وشاعريته؛ هناك يتم تداول الشعر، قراءة الجديد واللقاء بالأصدقاء...كان يتوسط هذا الحشد أحيانا والمكتظ في الغالب بنرجسية المثقفين أبو سلام...ما يميز ابو سلام عن سائر رواد هذا المكان هي ( جراويته البيضاء) وابتسامته الهادئة، وذلك الحضور الواثق...، تغلف حياة هذا الرجل أشياء جميلة كثيرة لعل ما يحضرني منها بشكل كبير إنشداده وحفظة وطريقة قراءته للشعر الشعبي... كان صديقا لأغلب الشعراء الشعبيين، وكنت أنا أيضا لي علاقة بقسم غير قليل منهم واسمع منهم مباشرة..لكنني لا أعرف لماذا كلما جمعتني جلسة مع ابو سلام اطلب منه بإصرار قراءة ما يحفظه من قصائد شعبية...كنت انتشي واشعر بان هذا الكادح البسيط بروحه المتوهجة وهو القادم من مدينة الفقراء الثورة، والذي جرب الفقر وشظف العيش وذاق مرارة الكدح..وحده يمتلك ذلك الإحساس الرائع بالمفردة الشعرية وعمق مضمونها.وعندما يقرئها تحس بلا تردد أن الكلمات تتحول إلى روح وثابة إلى أغاني مليئة بالأمل والتطلع نحو الغد الأفضل...كما أسلفت كان صديقا لأغلب الشعراء الشعبيين الذين كنا نسميهم ( بالتقدميين ) وكان بعضهم ينظر له على انه رجل مقتحم للمكان لكونه لا يتكلم مثلهم بتلك المفردات الطنانه.. عندما بدأ العسف الفاشي والدفع السمين انسحب اغلبهم وللأسف من ساحة الشعر للناس إلى ساحة الشعر لتمجيد البعث والقائد الضرورة..ورغم ذلك بقى أبو سلام يحفظ أشعار بعضهم بنفس ذلك الإصرار وتلك الروح لأنها كانت قصائد كأنها ُسرقت من داخلة، وعبرت عن شئ من روحة وأحلامه الكبيرة...مع الأيام، أواخر السبعينات بدا سرجون خاويا من زبائنه المعهودين ومنهم أبو سلام...كنت حينها مختفيا وقبل مغادرتي الوطن بشهرين تقريبا كنت أسير حذرا في احد شوارع بغداد الفرعية،  وإذا أبو سلام أمامي بجراويته وطلعته الرائعة، تلاقت نظراتنا وأحسست أن ابو سلام مختفيا مثلي، حاول احدنا أن يتجنب الثاني ولكن للحظات تلاقت عيوننا ثانية. ودون شعور ولثواني مرت سريعة انفتحت أحضان احدنا للأخر لنتعانق بحرارة أحسست إنها مليئة بالحب والمرارة والأسى...كان الجو مشمس وحارا نوعما، بغداد تبدو حزينة، كئيبة يظللها العسف الفاشي بكل حدة....قال لي ابو سلام، ما بالك بكاس بيرة وطز في كل السفلة من فاشيي اليوم...إحساسنا كان مشتركا ان الحياة تحت رحمة هؤلاء القتلة لا تُحتمل...تحدث أبو سلام عن الثبات والموقف، وعن الشعراء الذين أداروا ظهورهم للشعر النبيل، ولكن قال سأتحدى هؤلاء الفاشست بالشعر والجسد والإرادة، وساعلمهم معنى الصمود والثبات على الموقف إن تمكنوا من القبض علي ضاربا على صدره بكل ذلك العزم والتحدي أنا أبو( سليمه) هكذا كان يحب أن يلقب نفسه...تحدث لي عن العائلة، والأولاد، وقرأ لي قصيدته المفضلة ( بهيجه)...غادرت الوطن وتناهى إلى مسامعي اعتقال أبو سلام وربما استشهاده، فقد تردد ذلك كثيرا ذلك، لا أعرف...؟ولكني اعرف أبو سلام في الحالتين هو أفضل منا نحن الممتلئون بنرجسية المثقف وروحه القصيرة، وتقلباته المفجعة…، أما أبو سلام وأمثاله فهم روح هذا الوطن وجذوته، فان كنت شهيدا أيها الأخ العزيز فهذا مجد سيفتخر به أبنائك وكل من عرفك شهما، أبيا، ورجلا حقيقيا..وان كنت حيا وهذا جل ما أتمناه أرنو إلى جلسة معك مليئة بكل تلك الأيام حيث الشعر والأحلام العظيمة..فأنت يا ابو سلام الشاعر الكبير الذي يستحق كل احتفاء....



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شاعر وقصيدة - حميد حسن جعفر …. والكلام
- ملف عن الشهيد ، ملف عن الإبداع المقاوم…
- حول قرارمجلس الحكم 137 الرجعي
- إلى رجل الايروتيكا السياسية سعدي يوسف
- خيول
- نصوص عراقية / العدد الثاني
- من اجل(طبقة) سياسية جديدة في العراق
- خيول
- حوار هادئ مع شاعر النشيد الطويل… برهان شاوي
- مقاومة الأيتام…
- المقاومة يا عرب…!!
- بدون تعليق
- عن أي مقاومة تتحدثون ...؟
- أبو شفيع...
- مشاهد واعترافات
- سوالف مزعل الدواح الجزء -2
- سوالف مزعل الدواح جزء -1
- الشيوعية ما بين كاظم حبيب وداود أمين دعوة من اجل حزب يساري و ...
- حول الحزب الشيوعي العراقي – الكادر


المزيد.....




- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محسن صابط الجيلاوي - خيون حسون الدراجي – أبو سلام