زهدي الداوودي
الحوار المتمدن-العدد: 2394 - 2008 / 9 / 4 - 09:40
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
تعلمنا من كتب التاريخ أن الاغتيال هو أسلوب من أدار له التاريخ ظهره.
وتعلمنا من سرفانتس أن دون كيشوت لم يتمكن من إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء بسيفه الخشبي.
وتعلمنا من غاليلي أن الكرة الارضية تدور حول الشمس رغم إرادة الكنيسة.
وتعلمنا من زرادشت أن الصراع الأزلي بين النور والظلام، سينتهي بانتصار الخير على الشر،حتى لو استمر ذلك آلاف السنين.
وتعلمنا من كلكامش أن الحب أقوى من الجبروت.
وتعلمنا من كامل شياع، الشاب الجميل والمثقف والفيلسوف والسياسي أن الاستخفاف بقوى الظلام والجهل والتخلف، وعدم التحصن بطوق من الحماية، هما إهانة واستخفاف بهؤلاء الجبناء الذين أرادوا أن يثبتوا له العكس، هو الأعزل الذي رفض الحماية مكتفيا بقلمه المخيف.
إن قوى الظلام والتخلف استهدفت كامل شياع ليس لأنه مستشار في وزارة الثقافة ولا لأنه ينتمي إلى الحزب الشيوعي ولا لأنه مندائي، على فكرة لم أعرف بذلك إلا بعد استشهاده، رغم معرفتي به منذ 1984 .
إنهم اغتالوه لأنه مثقف جرئ من طراز فريد ونموذج جذاب يسحر حتى الجهلاء الذين ينجذبون بسرعة إلى أفكاره النيرة وكلماته الجميلة وتواضعه.
لقد اغتالوه لأنه خير ممثل وخير رمز للمثقفين العراقيين. إنهم بذلك أرادوا شيئين:
أولا، قطع الطريق أمام جيل المثقفين الجدد للإقتداء به.
ثانيا، توجيه رسالة إلى المثقفين العراقيين الذين يناضلون من أجل مجتمع ديمقراطي فدرالي حضاري علماني.
إن الهدف الأساسي إذن من اغتيال كامل شياع ليس إنهاء حياته الغالية فحسب، بل توجيه رسالة إلى المثقفين العراقيين المشاكسين من خلاله بغية إسكاتهم وإخضاعهم، ولكن هيهات. إن اغتيال كامل شياع لن يزيد سوى من تكاتفهم وإصرارهم على قول الحقيقة وفضح التخلف والجهل والمحاصصة.
أيها المثقفون العراقيون: انتبهوا.
في تكاتفكم يكمن النصر.
ولنجعل من كامل شياع ميدالية لشرف الكلمة.
#زهدي_الداوودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟