رحيل درويش وشياع

محمود القبطان

الحوار المتمدن-العدد: 2387 - 2008 / 8 / 28 - 00:46
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

في ظرف اقل من أسبوعين غاب عن الساحة الأدبية علمين من أعلام الأدب والشعر في العالم العربي في ظروف غير متشابهة.الأول نتيجة ظروف صحية قاهرة وبعد عملية جراحية توفي في مشفى في باريس وترك خلفه إرثا كبيرا في الساحة الأدبية ,ومن منا لم يقرأ لمحمود درويش.كان محمود درويش عضوا في الحزب الشيوعي الإسرائيلي,لم تذكر ذلك أية صحيفة أو قناة فضائية عربية ,وعند ذهابه إلى موسكو لمناسبة تسلمه جائزة تقديرية قرر وقتها أن يرجع إلى مصر والبقاء هناك بعض الوقت,وعندما أشاع المتربصون به أنه ترك الحزب الشيوعي, أجاب كل الصحف الصفراء وقتها :إنني غيرت موقعا وليس موقفا.وبقى ملتصقا بقضيته المركزية,فلسطين, الى يوم وفاته.وقبل أيام غادر الساحة الثقافية العراقية العلم الكبير كامل شياع اثر غدر جبان من محرمي الثقافة وطالبي الجهل برصاص مسدس كاتم الصوت,أرادوا فيه أن يثبتوا أن الرصاص أقوى من الثقافة,وهرب القاتل الجبان,لأنه مأجور ويعمل لحساب جهات تخاف الثقافة والأدب,وألا لماذا هرب وهناك من يقف خلفه وبقوة.هكذا يتصور القتلة أن حب العلم والأدب سوف يتوقف بعد اغتيالهم الجبان للشهيد شياع ونسوا أن هناك الآلاف من تعلموا من الشهيد ومن زاملوه على الطريق باقون.انه طريق العلم والحرية والثقافة للجميع ,انه طريق محو الجهل الذي يتعكزون عليه,ولولا الجهل لما استطاعوا أن يغيبوا عالما وعلما في الأدب .وهم نفسهم الذين احرقوا مكتبة العالم الفيزيائي العراقي الكبير عبدا لجبار عبدا لله بعد أن سجنوه .أنهم نفس الجهلة ونفس مسدساتهم كاتمة الصوت القديمة_الجديدة لكن بلباس جديد,وفارق الزمن 40 عاما.من له مصلحة في هذا الاغتيال الجبان غير المتضررين من انتشار الثقافة و الحريات وحب الأدب والعلم.في يوم تشيعه قال الكثير من المثقفين,وحسب ما تناقلته بعض الصحف,أن هناك جهات معروفة تقف وراء خذا الاغتيال الجبان.إن على الحزب الشيوعي أن يطالب السلطات المعنية بان تكشف عن الجناة وأن تعرض على الجماهير كل ملابسات الاغتيال,ولماذا كان كامل هو المستهدف .إن الجماهير الشيوعية والوطنية التقدمية الديمقراطية تريد أن تعرف الحقيقة.يجب أن لا نكرر ما ألت إليه التحقيقات بشأن اغتيال الشهداء شاكر محمود و ستار خضير ومحمد الخضري في وقت كانت مباحثات الجبهة مع البعث قائمة ولم تعرف الجماهير اكثر من تصريح هنا وهناك عن التحقيق ,و مرت الأعوام ولم يعرف الجاني الجبان وان كان العصابة معروفة.أن انتخابات المحافظات قريبة وملئ المسدسات كاتمة الصوت
قد بدأت وقد يسقط اكثر من شيوعي وديمقراطي ووطني يحب شعبه برصاصهم,وسوف نبكيهم وسوف يخسرهم العراق, لكن يعلم هؤلاء القتلة إن في العراق مئات الآلاف من الذين نذروا أنفسهم للعراق ومن أجل سعادة شعبه واستقلاله.على الحكومة أن تصدق مع الشعب في الكشف عن القتلة والقصاص منهم وأن تحمي الحريات,وأن لا تطالب المثقفين بالرجوع للوطن فقط ورصاص الملتحين ينتظرهم حيث عجز البعث من كسر شوكتهم.
المجد والخلود لشهداء الحركة الوطنية الديمقراطية.
الخزي والعار للقتلة الجبناء ومن يقف ورائهم.

#محمود_القبطان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات