عقيل الناصري
الحوار المتمدن-العدد: 2387 - 2008 / 8 / 28 - 10:15
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
رحلت قبل الأوان وبدون وداع يا رفيق الدرب والمفردات، حتى أمست بعدك الغربة ملل وستكون أطول مما ظننا نحن رفاقك ومحبيك.. لقد أبحرت قبلنا وكان يحدوك الأمل في إعادة بناء ما كنت تحلم به وما تجادل فيه للثقافة و فعلها العضوي، للناس ومصائرهم للعراق ومستقبله.. وكنت المستوعب لهذه الفكرة الهائلة..
وقررت السفر وكان ملاذنا نحن القاعدون أن نردد قول مبدع عراقي مثلك:
لا مفر إذن
صار مجاً حديث المساكين عن مدن الحلم
مر الفلاسفة المتعبون هنا أو هناك
ومر كثير من الأنبياء
ولم يلتفت للبلاغة..."
سواك
والكم القليل من أصدقائك العضويين..
شاءت الصدف والمصائر أن تبدأ رحلتك حيث فر الآخرون.. حيث كنت ترى في مرآة العراق ما كنت تتخيله ليصبح أكثر ألفة ومنه يشع قليل من الدفء والاخضرار ليعيد إنتاج ذاته وناسه من خلال الثقافة وترسيخها في وعينا الاجتماعي وبما تحمل من مضامين إنسانية جميلة ترى في الإنسان الغاية والوسيلة وفي الفقراء مادة التاريخ والمثقفين رافعتها.
وأني أتساءل عن من قرر إنهاء عطائك وحياتك وأجبرك على الرحيل القسري!!
وماذا كان يفكر عندما قرر قراره الأهوج؟ وماذا جنى ؟ أو يتوقع أن يجنيه؟
أإسكات العقل أم تعطيل المنطق؟ أو أن منهجك الموضوعي لسنن الطبيعة يتقاطع وما يراه من رؤية أحادية ذات لون واحد ونغم واحد وطريق واحد؟ والحياة متشعبة المناحي ومتشبعة بالألوان!
أم أنه أرادك أن لا تكون حراً في التفكير ومتعدد الرؤى للحياة؟
أي ذنب اقترفته؟ وأنت المسكون بالنور والحب وكنت تلملم الأفكار التي نثرتها بيننا لتقيم بين أهدافها المعابر لكل أطياف الثقافة!!
ومن هي الحشرة التي نفثت فيك سمومها؟
المسكونة منذ البدء بالظلمة، بل أنها الظلام وكانت تخشى سطوع ما فيك من قيم
نم أيها الرفيق سيجرف النهر غبار القتلة
وسيبقى صمتك كلام
واغتيالك استفهام
سنبحث عنك في واحة الروح
وعند ارتقاء العقل
في القلب والوجدان
وستبقى في ضمائرنا طالما لا اختناق يدوم برغم أن ثقافتنا قد أثخنت بالكبت المكتوم
#عقيل_الناصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟