عزيز الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 2386 - 2008 / 8 / 27 - 09:59
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
اغتيال المناضل الشهيد كامل شياع مأساة جديدة للفكر، والثقافة العراقيين.
كامل شياع يسقط في ميدان الكفاح ضد الظلام، والظلاميين، أعداء الفكر، والإنسان.
كامل شياع يلتحق بقائمة العشرات من شهداء العلم، والأدب، والثقافة، والفن، منذ سقوط صدام، وكأن من سجنوا، وقتلوا في عهده البغيض لا يكفي مذابح الفكر، والثقافة، في العراق.
الأنظمة الشمولية ، والحكام الديكتاتوريون، يحقدون على الفكر الحر، والكلمة الحرة؛ يرتجفون منهما، وينفسون عن الهلع تنفسيا جبانا، غدارا، بالقتل، والتعذيب، والسجون؛ ودعاة الالكراهية، والظلام، من الإسلاميين ربما يزيدون حقدا، وشراسة، وجبنا، في التعامل مع الفكر،والثقافة، والمفكرين، ، حتى إن لم يكونوا في دولة إسلامية، بل في أية دولة من دول العالم. هؤلاء يحلمون بتصفية حرية الفكر، والمعتقد، والنشر، في العالم كله، وذلك باسم الدين، وبعنوان الجهاد من أجل الإسلام، لأنهم لا يعيشون إلا في الظلام، ومن أجل نشر الظلمات في العالم كله.
لقد خسر العراق منذ ست سنوات عشرات من خيرة العلماء، والأساتذة، والأطباء، والصحفيين، والأدباء، جنبا لجنب مع مئات الآلاف من أبناء شعبنا الآخرين من ضحايا الإرهاب، بمختلف فروعه، وصنوفه.
إن قوى الشر، حتى وإن اختلفت مع بعض، فإنها متفقة على الحرب على الثقافة، والعلم، والفنون. إن جرائم جيش المهدي ضد الجامعات، ومحلات الموسيقى، والسينما، وتحريمهم للغناء، ومحاولات نشر، وتعميم، أفكارهم الطائفية، وسمومهم الخمينية، لا تقل عن جرائم الإرهابيين التكفيريين القاعديين، وفلول النظام البائد. هناك بين كل القوى المعادية للحرية، والانفتاح الإنساني، قاسم مشترك، هو القتل، والنحر، ومطاردة حماة الفكر الحر، ومبادئ حقوق الإنسان، وكان الشهيد من بينهم.
دعاة الظلام منتشرون في أنحاء العالمين العربي، والإسلامي، وجرائمهم تتواصل، ولكن لكل أمر حده، ولكل جريمة يوم حسابها مهما طال الزمن.
تحية للشهيد كامل شياع، والخزي الأبدي لقاتليه، وتعازي الحارة لعائلته وأصدقائه، وزملائه.
26 آب 2008
#عزيز_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟