أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إسلام يوسف - تتهجى أحرفها الأولى














المزيد.....

تتهجى أحرفها الأولى


إسلام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2385 - 2008 / 8 / 26 - 04:10
المحور: الادب والفن
    


حَلَمَة*

عينان مغلقتان
بروزٌ وردىّ ينتصب فوق كرةٍ لدنةٍ ناعمة
أيدٍ صغيرة منكمشة تتشبث بالكرة
حتى لا يسقط العالم
سائل شفيف أبيض دافىء
ينساب بنعومة كرزاذ مطرٍ على ورقة شجرٍ جافة
أسنا صغيرة لم توجد بعد
لتعض اللحم بشراهة
صدرٌ كبير يسع العالم
له رائحة أمواجٍ مصطخبة

بيت*

هنا السرير الصغير تحت سقفٍ واطىء
ترتمى علية دببة صعيرة بنية فى إهمال
وردة حمراء ترقد فى دعةٍ على الوسادة
وردة..يغشاها نور الصباح المندّى
هذه حجرة كبيرة: بخها سرير كبير ذو شراشف
و ناموسية متوجة بأنجمٍ فيروزية
هذا كومودينو فوقه كتاب و أباجورة زرقاء
البيت فوقه سماء زرقاء مرصعة بالنجوم
و سحبٌ تكفى قطراتها لبركٍ مائية
لقدمٍ صغيرة تطس الماء فى عبث
هنا باب تركوازىّ اللون ذو مقبض ذهبى
تزحف من تحته أوراق الخريف الصفراء
لشجر الليمون فى باحة المنزل

طائرة ورقية*

خيطٌ رفيع، طيور الجنة
تحوم حول طائرةٍ ورقية تناطح زرقة السماء
و تهمس للسحابات المسافرة إلى البعيد
طائرة ورقية ترى ماء البحر
واثقةً فى الهواء كصاحبٍ قديم
سيحميها من البلل
و يحملها على كفه الأزلية نحو المجهول
قدمٌ صغيرة بشبشب بمبى
تجرى خلفها فى خطىً قافزة للسماء
و شعرٍ مهوّش طفولىٍّ متناثر

طباشير ملونة*

هنا سبورة سوداء فى واجهة حجرة الدرس
تكتب بالطبشور الأزرق سماء
و بالأبيض القمر و بالأخضر شجر الليمون ببيتنا
و بالأحمر وردة فوق وسادتى
و بالبنى دببة صغيرة فى صدرى قبل النوم
و بالأصفر شمسٌ تمنح الليمون بشرتها
و بالأسود وقتٌ لا يجىء

تفاحة يانعة متوهجة الحمرة*

هذى مرآة هائلة الحجم بحجم جسد
تجلس أمامها على مقعدٍ صغير واطىء
بغير مسندٍ خلفىّ
كتفاحة على بشائر النضج عارية
لامعةً كماء اتلبحر تحت شمسٍ قائظة
ساخنة كزهرةٍ حمراءَ خجولة

تتلمس منبت الثدى
تملأ راحتيها من عجينٍ إلهىّ
و تعصر....
هنا بداية الإثارة التى تتعلمها الحلمة
تهبط حيث السرة الأزلية مفتاح الكون
يحملها مثلث حواء السحرى بين الفخذين الناميين
تعطى ظهرها للمرآة
تتأمل منبت الردفين
ستتعلم من الآن إنتقاء جواربها النايلون بعناية
ستعمل على أن تكون سوتياناتها صارخة الألوان
هذا أحمر شفاه وردىّ يعكس رغبةً مخبئة
ستعتنى بنعومة بشرتها
Easy sweetمستخدمة
لإزالة الحشائش من جذورها
ستنتقى ملابسها من ماركات عالمية
Christian Dior, Calvin Klein
ستتابع مجلات الأزياء
Vogue, Donna Maria
Red, Freundin
و ترتدى قمصان نوم قصيرة
لتكون واعية أكثر بفلسفة الجسد كتحقق وجودىّ
تقف على حافة الزمن لتختلس أوقاتاً ضائعة
تمارس بها لذة غير مكتملة أحادية الجانب
لتغوص فى عمق توحدها كشجرةٍ خريفية
تسقط فى بئرٍ مظلمٍ منسىٍّ لا قرار له

قبلة*

يتنفس حشائش الإبط البازغة
يتحسس الشعر الغجرىّ صعوداً إليه
يشم عطر براريه النفّاذة
يواجه الوجه
يلثم الشفة لثمات خفيفة
يلتحمان
ينبعث الوهج من أنفاسهما المتلاحقة
الآن ينفضّ الإشتباك
هذه كانت قبلة..قبلة كانت
ستتجرع من الكأس كثيراً
حتى ينفد الرحيق و تطلب المزيد

رقصٌ و أغانٍ*

خوليو إجليسياس
يهمس إليك كلمات حب منغمة
Je n ai pas changer
يجعلك تهملين خشب الأرضية الباركيه
و بقميص النوم الأحمر ترقصين كفراشة
فوق الماء أو بين غيمة
ترقصين الفلامنكو و التانجو وحدك
فى حجرة -أصبح- سقفها عالٍ
تأكلين الوقت حتى الساعة الخامسة و العشرين
و تغطين فى نومٍ مزخرفٍ بالأحلام

*shade out

عينٌ سوداء : لها عينٌ سوداء تنزع للقتل
إرتمت الهالات السوداء تحتها بإهمال
حينما تركها وحيدة لم يتركها وحيدة
ترك السرير يؤنسها
تنمو طحالب الحزن على عتباته
حتى حينما تهم بالقيام تنزلق
تضع البودرة بكثرة
و تدهن ما تحت العينين بالكريم المرطب
بعد ذلك ستتعودها المرآة طيلة اليوم

إسبريسو*

هذه قهوه سوداء فى فنجانٍ أبيض
لزوم الوحدة
قهوة سوداء فى صحة قسوة العالم المقبض
فى آخر الليل تتراص أمامها على الصينية
فناجين كثيرة تتسامر و تتركها وحيدة

رداء أسود فضفاض*

على عتبات الثلاثين- أو ما شابه- تأكلين الخبز جافاً
و السيدة الكبيرة ذات الحلمة الوردية
و الصدر بحجم العالم
ترقد على سريرٍ ذى شراشف
و ناموسية هى مهد العالم
توشيها أنجمٌ فيروزية
سكونٌ مطبق...هل تسمعين شيئاً؟
لا شىء غير خطوات الصمت تملأ الزوايا
قرِّبى أذنك من وجهها..هل تسمعين شيئاً؟
أنفاسٌ مكتومة ترحل مع الأبدية
لا شىء...غير أنفاسك
تصنع الأبخرة على زجاج النافذة
و الجسد المسجى على السرير
مغمض العينين فى دعة
ينام للأبد
بجانبه وردة حمراء و دببة بنية
و شمس صفراء
تحت السرير ترقد طائرة ورقية
تطبعين قبلة على الجبهة و ترحلين

موت: حركة ختامية*

ليس هناك من جديد
جفت أشجار الكلمات
لملمى أحرفك المتناثرة
ضعيها فىة صندوق الصمت الحجرىّ
و من فوق تلّة دعيه ينزلق
حتى حافة الموج
ثم
عودى
و
إنتظرى




#إسلام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السىء فى الأمر ....أنه ليس سيئاً إلى هذا الحد
- حجرة مظلمة
- بقايا أوراق محترقة من إعترافات قاتل جون لينون
- مرحاض عمومى
- ألم رصاص
- مقعد للجلوس
- أشياء حميمة
- المرآة ذات اللون الأحمر
- بحر يتسع لإحتوائى
- رسالة مغايرة...إلى الآنسة نون
- الإنتحار كفعل إرادى فى مواجهة لا إرادية و لا أدرية العالم
- عازف البيانو


المزيد.....




- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...
- -مين يصدق-.. أشرف عبدالباقي أمام عدسة ابنته زينة السينمائية ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إسلام يوسف - تتهجى أحرفها الأولى