احمد الجاسم
الحوار المتمدن-العدد: 2385 - 2008 / 8 / 26 - 04:09
المحور:
الادب والفن
إنك في حياتك تجري وتختبئ وتتألم في داخلك من تلك الذكريات العصيبة التي لا تستطيع الهروب منها ونسيانها ومن الألم الساكن في قلبك لأعز من تعرف في هذه الدنيا ..
وتتقلب وتتمزق وترى كل أحلامك تحترق كحلم من أحلام الطفولة.
ولا تستطيع التماسك بينما ينهار عالمك من حولك بفقدان الوطن .. والإنسان بفطرته كائن يبحث عن الاستقرار وطوال عمره في رحلة بحث دائمة ودءوبة عن السلام الداخلي والعثور على وطن حنون يشعره بالأمان متى ما انكشفت ستائر أسراره عن فمه..
يحتاج دائماً إلى من يهدهد الطفل في أعماقه، ويقتسم معه رغيف الحزن وماء الحلم.. نحن جميعاُ نحتاج إلى شخص واحد يهتم على الأقل بنا ,,
شخص نراه ونسمعه بصدق .. نلتصق به كالتصاق الورقة بالغصن ,, ونلتقي به كالتـقاء الوردة بحبات المطر ,,
شخص واحد على الأقل بشرط أن يرعى بإخلاص وحب وعمق.. أحياناًً قد تكفي إصبع واحدة لتحول دون انهيار السد الكبير.. وقد تأتي شمعة واحدة لتـنـير كل الظلام المخيف.. وقد تؤدي لمسة واحد حانية إلى تجفيف منابع الحزن.. وقد تغير ابتسامة حب صادقة الواقع المؤلم إلى أمل مشرق..
فالحياة بدون شخص نحبه واطن امن باهته تصفر فيها الريح ، لا طعم لها ولا لون.. "
كم هو مخيف ظل العصفور وهو وحده بلا أليف .. حينما يرحل قبل أن تغيب الشمس
أو تجيء الريح " .. فالوحدة شديدة المرارة والغربة موجعة.. ليس في طاقة المرء أن يتحملها..
وكيف للمرء أن يتحمل ألآم الوحدة ومعاناة الغربة وهو يدرك جيداً أن الحب بإمكانه أن يبلل جفاف
حياته وأن يمنح لحظاته ضحكة الحلم ورقصة الربيع.. ويتسرب إلى فصول الروح، من شقوق
الجروح.. ..فالإنسان عندما يجد وطن يؤويه و شخصاً يحبه صدقاً ويقيناً، فإن هذا الحب يحميه من الخوف و من الشعور بالوحدة ومن الحزن..
#احمد_الجاسم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟