عايد سعيد السراج
الحوار المتمدن-العدد: 2384 - 2008 / 8 / 25 - 09:15
المحور:
الادب والفن
هم الجالسون على أرنبة أنوفهم, كأنهم صيادو لغة الفراغ , وأولئك هم شاخصة ًأعرافهم , يُدركون ما خفي منها وما بطن , فهم يَجْرون وراء سيّدهم , ككلاب ٍ عضّها الجوع ُ , وراحت تَلْهَثُ وراء ما بخُسَ من الطعام 0 همّازون لماّزون , حملوا رؤوساً على شاكلتهم , عافها الغباء والخسَّة , فَوَطِئَ كل شيء فيهم , ما عدا أقدامهم , لا يَلوون على شيء ٍ , فكل َ ما ثَمُنَ أضحى غاية الوصول , أذلوا الأرواح والأجساد , وهم يتعاركون على خدمة الرجل الوضيع سيد الكرامات , وَكُلَّما تمكنوا من ذلك , أو تمكن هو منهم , كانوا قيعاناً تُداس , لم يُذلّوا النَفَسَ والتّنفْسََ , بل مَلَؤا المحيط بروائح العفن , وأنت دائماً تتساءل لماذا ؟ ألا للوضاعة من نهاية ؟ التفاخر الكاذب بالأنساب والإدعاء يُشَدّد عليهم وضاعات ٍ جديدة ٍ , ويتركهم في عالم السفاهة يتباهون 0 كيف يذرف الدمعَ رجل ٌ غَلَت أحقاده كل ّ أترابه , وراح يتباهى عليهم رَفْعَة ً واقتدارا في ابتكار أسباب ٍ للنفاق جديدة !! وهو لم يعد مُخَرّباً , بل أضحى مُخرِّباً , وسيداً في الفتنة وزرع الشقاق, كيف لهؤلاء المتباهين بالأكاذيب والدجل اليومي ,أن أصْبحَوا تجاراً للأخلاق , ومزاودين على الجميع في العلن ؟ أية أشياء لا تلمهم سوى ما يبيضون به على زبانيتهم , ولَمّةَ العفن كرائحة البيض الفاسد 0
فهم يوزعون لك وعليك كل ّ ما أنتجته عقولهم الخربة , وما بطن من أساليب المكر , ويزدادون في كل صغيرة ٍ وكبيرة ٍ , فلا يهمهم إن نَهَشُوا الأعراض والكرامات إذ هم في بروج الأقداس , يوزعون الغيم , إذ ْ دوّخهم الوسواس الخنّاس , وراحوا يقذفون ما أنتجته عقولهم المريضة التي غصّتْ بالحقد والإدعاء الكاذب وهربت من جحورها المليئة بأنفسهم المذعورة , بفعل نمطية الحالة الجبانة , الذليلة , والمُستنْعبة , يرمون بسهامهم في كل الاتجاهات وكل الذين لا يشبهونهم , حيث تحول هؤلاء إلى حالة ٍ مرضيّة مستعصية ٍ ليس على الحل فقط , بل وعلى الفهم أحياناً , مدادهم في ذلك الحالة المستنعبة , وعفونة المكان , فهل من أصلاح ٍ لشرائح واسعة ٍ من مدّعي ْ الثقافة والقيميّن على الانحطاط الاجتماعي , والأخلاقي , الذين يتصيّدون أخطاء الناس , ولا ينفضون الأرْمَاسَ التي فرّخت صِئباناً للشَرِِّ في عقولهم 00 فمن يدري ؟ هؤلاء المتباكين على ذوات ٍ شريرة ٍ لا تشبه إلا ذواتهم 0
#عايد_سعيد_السراج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟