أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كاظم حبيب - الخزي والعار للقتلة الأوباش .. للوحوش السائبة في بغداد .. الذكرى الطيبة للصديق والمثقف المتميز والإنسان كامل شياع ..














المزيد.....

الخزي والعار للقتلة الأوباش .. للوحوش السائبة في بغداد .. الذكرى الطيبة للصديق والمثقف المتميز والإنسان كامل شياع ..


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2384 - 2008 / 8 / 25 - 09:32
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


بكيتك يا صديقي العزيز أيها الإنسان المتميز والطيب , بكيتك بحرقة ولم استح من ذرف الدموع فقد أُصبت بالصميم ونكبت بصديق كبير , فالقلب حزين وحزين جداً على رحيلك القسري المبكر. وخسارتك كبيرة لكل من عرفك عن قرب وانتعش بحواراتك ونقاشاتك الفكرية الحرة والديمقراطية وعمق تفكيرك وسعة ثقافتك الإنسانية وموضوعيتك وحبك الكبير للإنسان وللعراق.
حين يدرك القتلة المجرمون أنهم خاسرون يفقدون صوابهم , وحين يضيق العراق بوجودهم وبأفعالهم الشريرة ووعيدهم يتخبطون , وحين يجدون أنفسهم في زاوية حادة جداً تضغط عليهم ولن يفلتوا منها .. وحين يشعرون بقرب نهايتهم السياسية وفقدان مصداقيتهم في صفوف الشعب يغوصون أكثر فأكثر في الجريمة , حين يفقدون أي رصيد حقيقي ويتخبطون بقراراتهم وقرارات أسيادهم الجبناء , يلجأون إلى الغدر , إلى إسكات الأصوات الجريئة والصادقة والمثقفة , إلى القتل الفردي.
المجرمون القتلة ما زالوا يملكون أسلحة خفيفة , تركت لهم وفي أيديهم الكثير منها ومن غيرها , وهم لا يتورعون عن توجيهها إلى صدور الناس الشرفاء , يطلقون نيران أسلحتهم ليقتلوا من يشاءون دون حسيب أو رقيب.
كنت يا صديقي العزيز تبادلني الرأي بأن الإرهابيين , الذين ما زالوا يعبثون بأمن الشعب أينما تسنى لهم ذلك لإدامة وإشاعة الخوف والفوضى في البلاد , سيستبدلون تكتيكاتهم , حيث يتعذر عليهم تنفيذ القتل الجماعي ويتحولون إلى القتل الفردي , إلى اختيار خيرة الناس , الذين لا يملكون حماية ولا يسكنون في بيوت آمنة , ليوجهوا نيران بنادقهم ومسدساتهم إلى العقول النيرة والمثقفة والواعدة كثيراً وإلى القلوب المفتوحة للناس لينهوا حياتهم.
رجوتك الحذر وتمنيت لك السلامة حتى في آخر رسالة تبادلناها قبل ثلاثة أيام فقط من جريمة قتل البسمة الدائمة في وجهك الحزين على ما يجري في هذا الوطن الذي استباحته هذه القوى الشريرة طويلاً.
في الوقت الذي كان رئيس الوزراء يلقي خطابه الطويل في اجتماع لعشيرة السودان ويدعو المثقفين العراقيين للعودة إلى الوطن , اغتال القتلة المجرمون واحداً من أبرز المثقفين والناشطين والساعين إلى التنوير الاجتماعي وبناء المجتمع المدني الديمقراطي الحر والفيدرالي في العراق. إن قتل العزيز أبو إلياس كان تحديا للدولة , لرئيس الوزراء , لمن يسعى على بناء الوطن , وجاء من مواقع لا بد لجهاز القضاء العراقي أن يضع يده على من أمر ومن نفذ هذه الجريمة النكراء لكي لا نبدأ مجدداً ننعي يومياً واحداً أو أكثر من أبرز مثقفي بلادنا , ولكي لا يُجبر البعض الآخر منهم على مغادرة العراق.
كنت يا صديقي العزيز مثالاً للمثقف والعالم والفيلسوف الطموح والراغب في المزيد من العطاء الفكري لشعبه والمتسم بالهدوء والموضوعية والتواضع الجم , كنت نموذجاً للإنسان القادر على تحريك الآخر للعطاء , فتبادلنا الرأي كتابة ومارسنا النقد لما نكتب وتحاورنا وناقشنا الكثير من الأمور , كنت عالِماً نموذجياً اقتدى بحكمة الصابئة المندائية الرائعة والقائلة " ويل لعالم لا يمنح من علمه , وويل لجاهل منغلق على جهله " , ففتحت عقلك وقلبك للجميع.
أعبر عن إدانتي واستنكاري الشديدين لهذه الجريمة البشعة وأطالب الحكومة العراقية وأجهزة القضاء بالعمل الجاد والكثيف من اجل الكشف عن القتلة الجبناء والمجرمين الذين تدربوا على سلب الحياة والبسمة من بنات وأبناء العراق الأوفياء وإنزال أقسى العقوبات القانونية بهم.
غيابك القسري الأبدي خسارة كبيرة للثقافة العراقية والعربية و خسارة للمثقفات والمثقفين , خسارة كبيرة لعائلته ولي ولبقية الأصدقاء الأحبة ..
الصبر والسلوان للعزيز إلياس , ابن الشهيد , للعزيز فيصل أخ الشهيد , ولجميع أفراد العائلة والأصدقاء المنكوبين بهذه الفاجعة المروعة.. ولكل من عرفك وعمل معك من الزملاء ..
ستبقى في الذاكرة أيها الفقيد الكريم إنساناً طيباً وبسيطاً ومثقفاً كبيراً وصديقاً صادقاً وأميناً.
برلين في 24/8/2008 كاظم حبيب







#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أليس مفيداً للعراق أن يتابع دروس الجزائر مع الإرهاب الإسلامي ...
- منظمة حقوق الإنسان في الدول العربية ألمانيا (أمراس)
- هل المأساة والمهزلة اجتمعتا في شخص واحد في العراق ؟
- هل الموقف الخاطئ من القضية الكردية له عواقبه الوخيمة في العر ...
- الخطوط العامة للمحاضرة:هل من ظواهر جديدة في اتجاهات تطور الو ...
- تحالف -مدنيون- المدني ولد متأخراً , ولكنه قادر وقابل للحياة ...
- الجلاد والضحية في بلاد الرافدين !
- تحية لعارف دليلة والحرية لبقية سجناء الرأي في سوريا!
- -مدنيون- وانتخابات مجالس المحافظات ثانية !
- -مدنيون- وانتخابات مجالس المحافظات!
- هل الأخوة الكُرد بحاجة إلى إبعاد المتطرفين منهم عنهم والقبول ...
- رسالة جوابية مفتوحة
- أيها السادة ... ما هكذا تورد الإبل!
- رسالة جوابية عن سؤال حول مصطلح الشيعة الصفوية
- سلام وتحية إلى عارف دليلة في سجنه المظلم في سوريا
- هل سيواصل حكام إيران السير على طريق صدام حسين ؟
- هل الضجة الإعلامية هي البديل المناسب عن وعي الواقع العراقي و ...
- هل من نتائج ملموسة لزيارة المالكي إلى برلين؟
- هل تحول قرَقوش السودان إلى راقص قرقوز في دار فور؟
- بيان صادر عن هيأة الدفاع عن أتباع الديانات والمذاهب الدينية ...


المزيد.....




- حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
- تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا ...
- تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال ...
- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - كاظم حبيب - الخزي والعار للقتلة الأوباش .. للوحوش السائبة في بغداد .. الذكرى الطيبة للصديق والمثقف المتميز والإنسان كامل شياع ..