أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - الثّعلب التائب- قصّة للأطفال














المزيد.....


الثّعلب التائب- قصّة للأطفال


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 2384 - 2008 / 8 / 25 - 03:07
المحور: الادب والفن
    


خرجت الثعلبة " خدّوع " من مغارتها في الصّباح الباكر جائعةً، فمنذ نهار الأمس لم تذُق هي ولا ولداها طعامًا ، وأخذت تبحث وتُفتِّش بين الأشجار والأعشاب لعلّها تجد شيئًا تأكله.
لقد صادفت في حلمها الليلة ديكًا كبيرًا وافترسته ، وها هي تبحث عنه .
اقتربت الثعلبة "خدوع " من أطراف القرية ، وهي متأكدة أن الديكة والدّجاج تعيش هناك .
اقتربت بحذرٍ شديدٍ ، وبدأت تراقب من بعيد ...ها هي ترى دجاجة تقترب ، لا بل دجاجتين وأفراخهما الصغار : الأولى سوداء ويجري خلفها أربعة من الصّيصان الصغيرة ، والثانية حمراء وخلفها خمسة صيصان صغيرة ايضًا .
سال لُعاب الثعلبة وقالت في نفسها : "لقد جاءت الرّزقة ".
واختبأ ت خلف صخرة وأخذت تنتظر بصبر اقتراب الدجاجتين ، إنهما تفتّشان عن الطعام بين الحقول .
ها هي الدجاجة السوداء تقترب ، ولكنها تريد الحمراء ، فإنها أكبر وأسمن ، ولكن لا بأس ، قالت الثعلبة ، فلتكن السوداء ..وهجمت خدّوع على الدجاجة السوداء وسط ذعر وخوف أفراخها الصغار ، وقبضت على رقبتها بأسنانها وهربت بها إلى مغارتها.
استقبل الثعلبان الصغيران أمهما بفرح ، وخاصة عندما شاهدا الدجاجة السوداء .
وهمت الثعلبة أن تفترس الدجاجة لتأكلها هي وصغيراها ، ولكنها فوجئت برفضهما ، إنهم يريدونها أن تعيش معهم ، تُسلّيهما ويلعبان معها .
وافقت الثعلبة مُكرهةً.
نامت الثعلبة وصغيراها جائعين ـ وصورة الصيصان الأربعة الصغار لا تفارق تفكيرها ، انهم يركضون خلفها ويصرخون ويبكون ...ماما...ماما...ماما .
استيقظت خدّوع في الصّباح منزعجة ، وقامت إلى صغيريها وعانقتهما بحرارة شديدة ، ثم تفقّدت الدجاجة السوداء وخرجت إلى الحقول باحثة عن الدجاجة الحمراء .
ولمّا وصلت إلى المكان ، اختبأت خلف صخرة وأخذت تراقب وتنتظر ، وإذا بالدجاجة الحمراء وخلفها تسعة من الصيصان تقترب رويدا رويدا وهي تكتك لصغارها .
ولكن يا للحظ السيئ ، إن الدجاجة الحمراء تراها من بعيد فتعدو وهي تنادي صغارها ، ولكن الصيصان لم تسمع لها ، انها تقترب من الثعلبة وتصرخ بصوت واحد حزين ...ماما ...ماما ..ماما .
ونزلت دمعتان من عيني الثعلبة ، فعادت إلى المغارة وهي تحمل في فمها خسّة قطفتها من الحقل القريب.


وبعد لحظات قليلة ..دَرَجَت فوق الحصى والعشب الأخضر دجاجة سوداء ، درجت مسرعةً وهي تقرقر فرحةً : "أين انتم يا فراخي ..؟ أين أنتم يا أحبائي ؟!




#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصّتي مع الحياة
- لقاءٌ مع الله
- الحَمَلُ الوديع
- تعالَ يا سيّد
- طفل البوسفور ..قصة للأطفال
- أتراني أحلُم-قصّة للأطفال
- انّه يسوع ...
- يا مكحولة العينين
- عبلّين ...صلاتي
- وجدانيات
- الحُلم -قصّة للأطفال
- ولا أنا ادينُكِ
- ما بين -هكذا- والسَّمَك
- سيّدي ..نرنو اليكَ
- الأخلاقُ تاجُ الحضارة :قصّة للأطفال
- الكرمة...لوحةٌ ولا أحلى !
- الجُميزة الدّهرية
- فصل الصّيف - فصل التين والتعيينات
- كُلّ السِّحر بعينيكي
- أنتَ الماءُ الحيّ


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - الثّعلب التائب- قصّة للأطفال