أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح حسن الشمري - مالك الواسطي ... طير مهاجر في الظل














المزيد.....

مالك الواسطي ... طير مهاجر في الظل


صلاح حسن الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2384 - 2008 / 8 / 25 - 03:06
المحور: الادب والفن
    


أن مجرد سرد حلم من الأحلام لا يمكن إمراره علينا كقصيدة فكلا الحلم والقصيدة حقيقة حية ،ولكن بينما الأول هو ذكرى ،سرعان ما تبدأ بالتلاشي والتحول ،ومغامرة ،فأن الثانية لا يضيع منها شيء أو يتبدل ( ايلوار )
إن موضوع الشعر الأوحد هو الشعر نفسه، لذا فأن وليم بليك قد عرفه بأنه ليجورة تخاطب القوى الفكرية والليجورة هي القصة الرمزية، وانه يجب أن يستحث الهمم على الفعل، فالشعر كما يقول مايثو ارو لند نقد للحياة فالفنان عموما والشاعر بالذات ليس هدفه من كتابة الشعر أن يتذوقه الآخرون أو أن يبدوا إعجابهم به أنما هدفه هو أن يدل هؤلاء الآخرون على طريقة معينة في الحياة من خلال كتابة الشعر ،فالشعر تعليم والنقد تعليم والتعليم هو في حد ذاته خلق فينبغي أن تكون لدى الشاعر أو الناقد استجابة أبداعية، تتجلى بصورة إبداع خيالي يمثل انعكاسا للعالم الحقيقي الذي يعيش فيه المبدع وهو نتيجة طبيعية لتماسه مع ذلك العالم وحبه وكراهيته لما يجده فيه.
لقد أردت من ذلك مدخلا لتسليط النور على شاعر عراقي له رؤيته في مفهوم الشعر التي يعبر عنها في مجموعته الشعرية الثالثة ( طيور مهاجرة في الظل )، إذ لم تكن القصيدة بالنسبة له حدثا سياسيا أو تسجيلا لواقعة يومية بل كانت وما تزال، رغبة تهدف إلى تحقيق متعة التكوين الجمالي التي تصب في تغيير رؤية المتلقي بقدر ما تهدف إلى أن تكون وجودا جديدا، يكشف عن جماليات حسية وعقلية لا يمكن رؤيتها دون الفعل الشعري الإبداعي.
ذلك هو مالك الواسطي شاعر من جيل شعري مهاجر، للحنين فيه مساحات واسعة، كانت مجموعته الشعرية الثانية ( أقاليم البهجة والحزن ) شعلة حنين متقدة، وقد وصفه الروائي الكبير عبد الرحمن مجيد الربيعي عند تقديمه للديوان بأنه (( ديوان الحنين المتقد أبدا ))، والذي أهداه إلى الشاعر جواد الحطاب وهو إهداء لجيل شعري كامل لم يزل منشدا إليه رغم الاغتراب، جيل ضم تحت جوانحه عدنان الصائغ، خزعل الماجدي، عبد الرزاق الربيعي، أمين جياد، أمل الجبوري رعد عبد القادر، علي الطائي، أديب كمال الدين، دينا ميخائيل،هاشم شفيق،عذاب الركابي منذر عبد الحر، سلام سرحان، هادي ياسين علي، عبد المطلب محمود، نصيف الناصري،علي عبد الأمير، محمد تركي، عبد الزهرة زكي، سهام جبار، حكمت الحاج، طالب عبد العزيز، عمار عبد الخالق، خالد مطلك، عبد الأمير جرص وآخرون.
ورغم أن الوجود الاجتماعي هو الذي يقرر شعور الفرد، ورغم اغتراب شاعرنا طويلا فان القصيدة بالنسبة إليه وضمن رؤيته لها تظل وكما يقول شاهدا في الزمن المفتوح الذي يتكون من تراكم الأحداث اليومية والموروث الثقافي اليومي والتاريخي للشاعر الذي تكون ذاكرته جزءا من ذاكرة الأمة التي ينتسب إليها والذي لا ينفك أن يكون متأثرا أو مؤثرا بها إن استطاع، حيث لا اغتراب عن هذه الذاكرة وان اختلفت الأماكن وتعددت وتشرذمت وتباعدت، فهو لا يرى العالم بإحساسات وانفعالات وثقافة الآخر بل عبر ذاته التي تكونها لغويا لغة الأم دون غيرها، لذلك ظلت ذاكرته حية ناطقة بموروثه الثقافي اليومي وهو يجوب أزقة مدينة الثورة حاضنة الفقراء التي منها كانت انطلاقته الأولى بمجموعته الشعرية الأولى ( ثياب من ثلج 1978 )، كما هي حية بموروثه التاريخي فللمتنبي والبحتري والحلاج حضور في لغته الشعرية وللسياب والبياتي والحيدري وسعدي يوسف وحسب الشيخ جعفر ومحمد الماغوط واودينيس تأثير واضح في بنيته لقصيدة النثر، حتى باتت مشاريعه كما يورد عبد الرحمن مجيد الربيعي تتركز على شعراء ( تتلمذ ) على قصائدهم كما تتلمذ عليهم أبناء جيله ومن هم قبلهم كالسياب الذي ترجم إلى الايطالية مختارات من شعره والحيدري والبياتي.
شاعرنا طير مهاجر لا يعرف غير
(( خطايا جيل،
طارده الحراس كثيرا، خلف حدود الوطن العربي
لا تعرفه حتى الأزمان، ولا تسكنه الرحمة )) ،
ويبحث عن وطن
(( نبحث في هذا الليل المعتم،
عن وطن،
نسكنه في كل خفاء ))
وعندما يعجز في العثور عليه يطلب من نخل البصرة أن يأتيه
(( خف إلى ضاحيتي، يا نخل البصرة،
فها نحن نجهل من يسكن بين الألوان
ولا نعرف للعشق شعاب
والأحباب
وطن يأتينا في السر
يجمعنا في كل غياب
والأحباب
كلمات أنهكها الحزن
تصبح في غربتنا قاموس وكتاب )) ،
انه يعوض غياب الوطن بذكرى الأحباب فهم بالنسبة إليه وطن يأتيه بالسر ليجمعه بالغائبين عنه، ويتساءل...
(( من يهرب خلف الحدود لنا الذاكرة ؟
ثياب يبللها الهم
قد تستفيق على وطن
لا يغادره القتل إلا ثواني ))
(( فمن يلزم الآن بغداد
أن تسكن اليوم في نابولي ؟ ))
أن هاجس البحث عن الوطن لدى الشاعر والانشداد إليه كان ملازما لمعظم قصائد ديوانه الثالث التي عنون بعضا منها إلى من هم جزء من هذا الوطن، طيور مهاجرة مثله تبحث عن وطن يؤويها، فهناك قصيدة مهداة إلى عبد الرحمن مجيد الربيعي وأخرى إلى صاحب الشاهر وثالثة إلى عقيل الخالدي ورابعة إلى حسب الشيخ جعفر وخامسة إلى كاظم جهاد، وقد كان لمسحة الحزن في قصائده وقع جميل، انه حزن الجنوب الأزلي الذي لم تدركه من عاشرته سنين غربته فيقول
(( وامرأة تجهل التنفس بلغة الأعراب، كنت أكظم حزني أمامها وهي تستغرب حالها لأنها لم تعرفني بعد رغم ملازمتي إياها في ذات الغرفة أكثر من عشرين عاما، ترى متى تدرك هذه المرأة حزني ؟ ))
لقد عرفته منذ عام 2004 مستشارا لمنظمة sudjast formiz وتجسد لي حبه للعراق بشكل كبير من خلال إسهامه وبجهود شخصية في الحصول على زمالات دراسية لطلاب عراقيين في الجامعات الايطالية بحكم وجودة كتدريسي في جامعة نابولي وزرته في نابولي عام 2006 ولم أعرفه شاعرا الأ في عام 2008 عندما أهداني نسخة من ديواني شعره الثاني والثالث والسبب في ذلك عدم وصول قصائده بشكل كاف، ربما بسبب هجرته إلى ايطاليا في عام 1980 أو بسبب تأخره في النشر أو بسبب انقطاعنا عن العالم فيما مضى، لذا فهي دعوة خالصة للتأمل والبحث عن تجربة مبدعينا في المهجر.



#صلاح_حسن_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح حسن الشمري - مالك الواسطي ... طير مهاجر في الظل