صبري يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 2376 - 2008 / 8 / 17 - 11:49
المحور:
الادب والفن
حلَّ صيفٌ معبَّقٌ بدفءِ الشَّمسِ
رحَلَتِ السُّفنُ
تحملُ فوقَ دفئها أسرارَ الحنينِ
رَمْلُ السَّواحلِ يداعبُ هداهدَ الرُّوحِ
تسمعُ عاشقة شدوَ البلابلِ
أرهفَ طفلٌ السَّمعَ
إلى عذوبةِ التَّغريدِ
عشقٌ على مدى الأوقيانوسِ!
قبلةٌ على نهدِ عاشقة
على وجنةِ البحرِ
حلّقَ نورسٌ عالياً
مبدِّداً انشراخَ الغربةِ
تدلَّتْ أغصانُ الدَّوالي
فوقَ براري الذَّاكرة
تهفو إلى اخضرارِ القلبِ
إلى انتشالِ الأسى
من حفاوةِ التُّرابِ!
هاجتِ الدِّماءِ
فوقَ هاماتِ السَّنابلِ
غصّةٌ حارقة تغلغلَتْ
في شموخِ النَّخيلِ
بكاءٌ على مدى اللَّيلِ
هربَتْ قططُ الحيِّ
إلى أدغالِ البراري
صراعُ الجماجمِ يعلو قاماتِ الجبالِ
صراعُ الأحبَّةِ يفلقُ رقابَ الأشجارِ
صراعُ الأرضِ يخلخلُ خدودَ السَّماءِ
قلبي يعتصرُ من لظى الآهِ
آهاتي تضاهي جهامةَ الرِّيحِ
تخلخلتْ عظامُ الأجدادِ
تحتَ جواريشِ التيهِ!
حلّقتِ الطَّائرة
فوقَ اخضرارِ البساتينِ
ارتعدَتْ أوصالُ الدَّوالي
عبرَ الفلاحون في أقبيةٍ
مرصرصةٍ بسديمِ الدخّانِ
موتٌ تحتَ ظلالِ البيلسانِ
موتٌ تحتَ ظلالِ التِّينِ
موتٌ أكبر من مساحةِ الأكفانِ!
إلى متى سيغزو الموتُ
فسحةَ الأمانِ؟!
رحلَ الرَّبيعُ قبلَ الأوانِ
رحلَ العشقُ قبلَ اكتمالِ الوئامِ
إلى متى سيبقى سديمُ الصَّباحِ
معفَّراً بتاجِ الهوانِ؟!
#صبري_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟