|
أنا ولميس ورب العالمين
فارس البصري
الحوار المتمدن-العدد: 2374 - 2008 / 8 / 15 - 05:08
المحور:
الادب والفن
أنا : هوالعبد الفقيرالذي تجاوز العقد السادس من عمره ، ويحلم بعودة الصبا والشباب . لميس: فتاة جميلة لاتزال تعيش في سنوات الضياع . رب العالمين :هوالله الذي استحلفته زوجتي العجوز، وطلبت منه ان يعيد الي العقل وهووحده الشاهد على عزلتي ووحشتي . قبل شهرين صرخت زوجتي بأعلى صوتها : أما أنا أو لميس ....عليك ان تختار. قلت مازحــا ً: في هذا العمـر ليس لي الا ان أختار لميس...دعي قلبي مـع لميس واتركيني أعيش معها سنوات الضياع . قالت : اذن انا ذاهبة الى بيت ابني الكبير...وأتمنى ان يكون قلبك وحده مع لميس ان كان لديك قلب في هذا الجسد الهزيل الذي فقد أهم عضوا فيه فعاليته ...وحـده تراب القبرهوالدواء .
خمسة أيام في الاسبوع أهيم مع لميس وأعشقها حتى الألــم ...أتذكر أيامي وأبكي و عندما تحزن لميس أحزن معها ...أبتسم مثل ماهي تبتسم ... صدى صوتــها في أعماقي...أشعران قلبي معها ...هي الكيان الانثوي المقدس .. جسدها لايغيب عن ذاكرتي أبدا... في اللغة: لميس هي المرأة اللينة الملمس ( يعني الخفيفة على القلب والمعدة )... وهل تصدقون ان( ابن منظور) في لسانه الطويل قد أثارغضبي عندما ألحق اللامس بلميس ..واللامس هي المرأة التي لاترد يد لامس( فاجرة ) ولو كان (ابن منظور) مثلي يشاهد لميس لقال عنها انها الطاهرة وليس الفاجرة ، والطاهرات في تراثنا كثيرات ولكن لحد الآن لم تزرني احداهن .
عندما تزورني لميس أغلق الابواب والنوافذ ..هي وأنا لوحدنا ورب العالمين يراقبني وعندما تغادرني أعيش مع احلام اليقظة لكي لا أنساها وأحيانا ً أتصل بصديقي وغريمي أبو خالد وسؤالي الأول هو: كيف كانت أحوالك هذا اليوم مع لميس..وهكذا نبدأ حديثنا.. كل منا عاشق لهذه الفتاة ...وكل منا يعبرعن أفراحه وأحزانه هو وأنا وغيرنا نعيش سنوات الضياع . ذات يوم قال أبوخالد : ماذا نفعل لو غادرتنا لميس ؟ قلت له : الله وحده أعلم .
قبل خمسة أيام زارني ابني الكبير ليسأل : بابا كيف هي أحوالك مع لميس ؟ قلت : أنا بخير مادامت لميس بخير...ولكن ماهي أخبار الوالدة ؟ قال: انها على خيرمايرام ويبدو ان الشباب عاد اليها ...وهي تسلم عليك كثيرا وتنقل لك تحيات مهند . قلت : ياملعون من وراء هذه اللعبة ؟ قال : أليس من حقها العشق والحب والهيام ...اذا كنت أنت تعيش في سنوات الضياع وتنافس يحيى في حبه للميس ، فالوالدة اختارت العيش مع نور لتأخذ من جوارها حبيبها مهند . قلت : اذن لتعود الوالدة الىالبيت ولكل حادث حديث . قبل يومين عادت زوجتي ومعها جهاز تلفزيون صغيروثلاثة من أحفادها مع والدتهم . بادرتني هي بالكلام قائلة : يبدو ان كل شئ في البيت على حاله . قلت :ماذا تقصدين..؟ قالت : يظهران زيارات لميس لم تغير شيئا ً. قلت : قبل كل شئ قولي لي لماذا هذا التلفزيون..؟ قال الحفيد الأصغر(ماجد ): جدي انت عاشق وجدتي أيضا عاشقة ..وكل منكم يريد ان يعيش مع حبيبه لوحده ولهذا لك الصالون ولجدتي غرفتها . قلت : يا ماجد خذ التلفزيون الى غرفة جدتك... وبعد ثوان صاح ماجد بأعلى صوته : ياجماعه تعالوا بسرعة...اسرعوا...دخلنا جميعا ً الى غرفة زوجتي التي هي بعمري الآن . قلت :ها لميس ماهو رأيك ؟ قالت : يايحيى كيف فعلت كل هذا ؟ قلت : لميس (التلفزيونية ) حركت في أعماقي ذكريات حبي وعشقي لك يا ميس(اسم زوجتي) ولهذا أخرجت كل صورنا من أيام زمان ..وحتى الرسائل الغرامية ومنذ هذا اليوم ستكون جدران غرفتك شاهد على حبي لك يالميس ..المعذرة ميس ..وأخرجت من محفظة نقودي صورة زوجتي وهي في عزشبابها، وقلت : انظروا لجدتكم .. قالت زوجتي وهي تقبلني بحرارة : أين احتفظت بهذه الصورة طوال أربعين عاما ً؟ قلت : في قلبي ومن ثم في محفظتي ... قالت زوجة ابني : ياعمه هل أنت بحاجة الى مهند بعد الآن ؟ ردت زوجتي : يا رغد خذواالتلفزيون معكم ...مادام يحيى الى جانبي العفو أقصد جدكم أبوالفوارس ...ورب العالمين سيكون الشاهد على حبنا في سنوات الشيخوخة المثمرة ،وليس الضياع . وهكذا نحن الآن ميس وأنا نعيش حالات من العشق الروحي والجسدي. أنا أقول : أنت روحي ان كنت لست أراها .........فهي أدنى الي من كل داني
وميس تـقول : خيالك في عيني وذكرك في فمي ..... ومثواك في قلبي فأين تغيب ؟ *********
#فارس_البصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
45عاما ًوعبدالجباروهبي (أبوسعيد) في عالم الشهادة
-
الماضي والحنين اليه....
-
عبدالجباروهبي(أبوسعيد) قلم اليسارالعراقي اللاذع
المزيد.....
-
-دوغ مان- يهيمن على شباك التذاكر وفيلم ميل غيبسون يتراجع
-
وسط مزاعم بالعنصرية وانتقادها للثقافة الإسلامية.. كارلا صوفي
...
-
الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته
...
-
شائعات عن طرد كاني ويست وبيانكا سينسوري من حفل غرامي!
-
آداب المجالس.. كيف استقبل الخلفاء العباسيون ضيوفهم؟
-
هل أجبرها على التعري كما ولدتها أمها أمام الكاميرات؟.. أوامر
...
-
شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
-
لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة
-
وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض
...
-
الفلسفة في خدمة الدراما.. استلهام أسطورة سيزيف بين كامو والس
...
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|