أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الحاج - أنت الان ..نحن..!!














المزيد.....

أنت الان ..نحن..!!


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2373 - 2008 / 8 / 14 - 10:05
المحور: الادب والفن
    



"ما تيسر من غناء الوداع في حضرة الدرويش "

ما من مكان في زحمة الرثاء سوى نهنهة القرفصاء..
وما من كلام يليق براحل الراحلين سوى سرب عشق معتق في دنان الأمهات..
هكذا أبدأ الخاتمة..
كلها الكلمات تسمرت منذ غروب السبت..
جف الندى ..
تحت الخماسين .. أطلقها المذيع الجهوري ..فبكيت
لم يفاجئني موت من ترك الحصان وحيدا..لكنه جزع الفراق..

* *
أرجعتني الذكريات إلى بدء الرحيق..
كان درويش طفلا في تمام العنفوان ..قمرا يطل علينا كل شهر بقصيدة..
..حفظنا كاليتامى كل شيء عن مواويل يغنيها لأم
،ولولا شيب حزيران في مفرقيها يا ظلنا ما عرفناك..
ولولا قهوة الصبح من يديها ما عرفت الأغنيات..

* *

صار درويش كهلا ..غضنت شعره البنادق والمنافي والخلافات والمسافات من بيروت الى الخضراء ..فبان للعاشقين سحر الأخاديد..!!
قاد الحداثة حيث شاء فلم تمت القصائد بغته في المزهرية..!!
مات من مات في بحور الشعر لأن العشق لم يكن يوما نيشان الحجيج أو خطاب التباهي أعد على عجل للمصفقين.............!!

* *
وبقيت أنت..
أنت وحدك..
وحدك طعم الأرض..رغوة الحلم..ألوان العلم
يا وحدنا
أسكرتنا فيك التوابل ، واسترحنا من هزائمنا على ضفاف قصيدة قالتك يوما في الفراغ
لملمنا ضفائر شعرك..
وحفظنا ها عن ظهر قلب..
تذكرنا كيف كنا نضيء التفاعيل مما خبأناه تحت الوسائد ونغني كي يزول الاحتلال..
كم كنت رومانسيا حينها..
وكم كنا عند بابك فقراء..!!
أحببناك..كما أنت
استرقنا منك ما استطعنا من قواف وقبل
عتبنا عليك..
اختلفنا معك..
لكننا لم ننسحب من عشقنا كالآخرين..!!

* *

كنت نبيا في اجترار الأمنيات..
كنت شقيا في لعبة الكلمات..
وكنت ذكيا..في اقتياد الأغنيات..
المسافة بيننا كانت كالمسافة بين زهر اللوز والحنظلة..
قربنا الموت فصرنا جسدين في فضاء من أغان موجعة
قبل أيام..
رأيناك تفرك ناي كنعان..وتصلي للبعيد
أعيتنا التراكيب..
ثم.. قرأت لنا عن الرحيل والراحلين ..
غمرتنا صوفيتك الموحشة..فغرفنا انك تحزم ما تبقى من حنين وتغادر..
كما غادر غسان والآخرون..
لا فرق في قبضة الردى بين السكتة والرصاصة
سيدي لم تمت بالقلب..
إنما متنا فيك جرحا تقيأ بين رام الله وغزة

* *
غادرتنا..
أعدتنا ليتمنا..
أريتنا ..قبحنا
ودعتنا بلا وداع
كل المنافي لم تتسعك..
عدت صمتا لاذعا..
جسدا يفارقه الغناء..
لكأن روحك لا تزال ترفرف فوقنا
ولا تهبط مع هبوط الطائرة
أخذتك رام الله بين ذراعيها ..مسحت على شعرك كالمسيح..
أي صلاة عليك تجوز..
وأي شعر عليك يجوز..
هنا..
كأنا هناك
حاولنا احتضانك..
ردنا التلفاز
قبلتك شفاهنا عن بعد
وانتحبنا
عذرا..
ليس بالإمكان أن ندحر ليلا بأيدينا صنعناه
وليس بالإمكان أن نجني من الوقت
سوى شوكا زرعناه
فآه..حين تلقى الموت
وآه حين ..نلقاه

* *
يا محمود
بالله عليك..
بلغ منا السلام لكل الذين استفاقوا ..
و أعطوا النهايات لون التراب..
فأنت..وهم..
شهقة الياسمين
وأنت وهم..
لون حرقتنا في حضرة الغياب..!!

* *
هرول الجثمان..
من فوق الأكف
استقر على الفضاء
قرأنا الفاتحة..
هذا المسجى.. أرضع شعره للعاشقين البارحة
هذا المسجى .. ألقى قصيدته الأخيرة..
فوجمنا
صرخنا كما يحكى الرواة عن نخل تقصف في العراق
صرخ الجميع..
رحماك ياسيد الشعراء
أنت الآن نحن..
أنت الآن نحن..!!



#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هس ولا نفس..!!
- مانخوليا..!!
- ناصر..ثورة..56..!!
- حزب الله..، وحزب الليل..!!
- صواريخ واللا بيزنس..!!
- في حضرة التاريخ..!!
- سنة أولى ..موت..!!
- كل امتحان ونحن بخير..!!
- ممنوع الرفص..!!
- نكبة..أم نكبات..!!
- سامحنا.. أيها الصديق..!!
- سامحنا ..أيها الصديق..!!
- كبسولة آاااااا..تحميلة لأ..!!
- حدث هذا الصباح..!!
- بيان هام..!!
- من سلمان الى بنت سلطان..!!
- مصرنة..أسرنة..فتحنة..حمسنة..!!
- صنعا..وإن طال الطفر..!!!
- SXS....!!
- تهدئة أم تهيئة..!!


المزيد.....




- الفن في مواجهة التطرف.. صناع المسرح يتعرضون لهجوم من اليمين ...
- عائشة القذافي تخص روسيا بفعالية فنية -تجعل القلوب تنبض بشكل ...
- بوتين يتحدث عن أهمية السينما الهندية
- افتتاح مهرجان الموسيقى الروسية السادس في هنغاريا
- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الحاج - أنت الان ..نحن..!!