أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - الانتخاب و الديمقراطية كونها -تجربة-!!














المزيد.....

الانتخاب و الديمقراطية كونها -تجربة-!!


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2372 - 2008 / 8 / 13 - 11:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نعم إنها حكومة جهلاء و جبناء و نائمين، و إذا كانت ثقافة حكومتنا ـ كأغلبية مسؤولين ـ لا تقتصر إلا على مبدأ: هذا لي و هذا لك .. هذا ربحي و هذا ربحك .. يجوز أن تقول كذا و لا يجوز أن تقول كذا و كذا.." فإن ذلك يُعد حقا مصيبة و وبالا على العراقيين أن يُبتلوا بحكام هم أبعد الناس عن الثقافة، و هذا طبيعي ما دمنا ننتخب على أساس الطائفة و القداسة و النضال القومي للبطل و الزعيم الذي كان أبـــــوه يقاتل الأنظمة عبر الجبال، و كنت أتوقع أن أجد و لو مسؤولا أو نائبا برلمانيا يسألني عما أكتب و ما أطرحه من مواضيع تمس الواقع العراقي، لكن يبدو لي أن هناك هوة سحيقة بين المسؤول و الثقافة و المثقفين.
إن الخلل يعود إلى العقل الثقافي نفسه الذي يتحكم بالعراقيين، الذي أوصل هذه الحفنة من المغامرين إلى أعلى عليين، فهؤلاء لا ينظرون ـ و طبعا هناك استثناء و لكنه قليل ـ إلى المسؤولية كتكليف ثقيل و أمانة يجب أداؤها إلى المواطن الذي انتخب المسؤول و أوصله إلى دفة الحكم، بل إن مسؤولين كبارا و في قمة الهرم لا يرون في منصبهم أي نوع من التكليف أو استمداد شرعية من المواطنين، لهذا نجده دائم الحديث عن الشعب بصيغة التملك "شعبي" و يتجاهل كلمة "مواطن" أو "فرد" كونها تحسسه بأن هناك مثيلا له بين الناس و لكنه يفضل عبارات كـ"الجماهير" و "أبناء شعبنا" لكي يشعرهم على الدوام بأنهم صغار بالنسبة إليه أو أنهم "قطعان" أو حفنة من ممتلكاته الشخصية، بالتالي فأقصى تواضع يظهر منه هو أن يتحدث عن "استفتاء"!! قد يشتم منه "عتابا" من الشعب، فمن الممكن أن لا يحصل بطلنا القومي هذا على 100% فيحصل على 97% فقط.
من هنا نجد أن عقلية كهذه لا يمكن أن تقدم للشعب أي شيء أو إنجاز أو خدمة و ستكون المصيبة كبرى لو تكرر انتخاب الأحزاب الطائفية و القومية ذاتها كونها أثبتت فشلها، و ما يخشى هو أن أحزابا بعينها تجاهلت و لا تزال تتجاهل فتاوي المرجعية و الرفض الواضح للنخبة العراقية المثقفة من استعمال صور و رموز الدين و المرجعية في العملية الانتخابية، بل إن قناة حزب من هذه الأحزاب تعلق دوما صورة المرجع الأعلى وراء كل مؤتمر خطابي لزعيمها.
لا زلنا نربط بين الدين و المسؤول، و المصيبة أننا نقيس أهلية المسؤول و كفاءته عبر مسبحته و مظاهر التقوى أو نقيس كفاءته بنضال أجداده و آباءه، و من هنا كان تقييمي للتجربة السياسية في العراق سلبيا كون الديمقراطية تتيح لنا فرصة تصحيح المواقف، لكن آليات العمل سيئة و تفتقر إلى المنهج الذي ينبغي أن يكون مركزه هو الفرد و ليس العشيرة أو القومية أو الطائفية و لا حتى الأسرة، و كمثال فإنني لا أتوقع أن تنجح الأقاليم الكبيرة التي تتكون من أكثر من محافظة كون المدن في هذه الحالة تغرق في الروتين الإداري و البيروقراطية و الشعارات، و لو كانت هذه المدينة و أقضيتها إقليما قائما بذاته لرأينا خطوات حقيقية نحو الأفضل و شعورا بالمواطنة و الانتماء إلى المدينة.
إن القومية و الطائفية كأساسين لأي ثقافة كفيلان بهدم الدولة على رؤوس مواطنيها، فهاتان العقليتان قائمتان على "الصراع" و رؤية المواطن الآخر المختلف قوميا و مذهبيا على أنه امتداد لما هو وراء الهوية الوطنية متجاوزا الحدود و بالتالي فهو "عميل" أكثر من كونه "مواطنا" و معلوم كم سقط من ضحايا تحت شعار "العمالة" و "الخيانة" فكان البعث مثلا يقتل الشيعي على أساس أنه ينتمي إلى مذهب "فارسي" أو هو عميل "الفرس المجوس" كما كان يسميهم البعث المجرم و موهما أيانا بأن "المجوس" هي صفة مشينة مع أن المجوس هم أحد أكثر الديانات الراقية و هادفا إلى مخاطبة العقل المتخلف ليقنعه بأن التشيع هو "مذهب إيراني عميل".
علينا الآن أن نقنع العراقي بأن تغيير المرشح و تجربة أناس جدد في السلطة هو أفضل من الابقاء على هذه الطغمة الفاسدة و إن كان الذين سندخلهم إلى البرلمان أناسا لم نجربهم بعد، لكن هذه هي الديمقراطية، يصوت الشعب لأناس معينين فإن هم نجحوا فإن الأمور تسير بشكلها الطبيعي و إن فشلوا فإن الشعب يأتي بأناس آخرين لتنفيذ المهام المطلوبة منهم و هذا هو هدف الانتخاب.



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فجأة.. العراقيون كلّهم بعثيون ..!!
- من حكم المركز.. إلى المركزيات.. نظرة إلى الفدرالية في العراق ...
- رحلتي مع الفيحاء
- -القومي-.. حاكما و معارضا!!
- أحزاب -وراثية- حتى العظم
- الديمقراطية التوافقية التآمرية و أزماتها
- هل تتخلى إيران عن نهج -الوهابية-؟
- المسلمون يهتفون: عاش هبل.. يسقط محمد..!!
- مؤتمر مدريد لحوار الأديان.. حكماء و دهماء
- الحوزة العلمية و الديمقراطية
- أزمة الفهم الديني في مجتمعاتنا
- الإرهاب ..بين الدين و القومية
- من صدام حسين إلى البشير..
- السفينة العراقية و حضرة -المفتي التمساح-!!
- إشكاليات تناقض الدولة الدينية و الدولة المدنية
- خرافة -الوحدة الإسلامية-!!
- العراق... الديمقراطية و المستبدون الأقزام
- -الوزير الوطني-... غير مرغوب به!!
- الخروج من تنور الطين
- هزيمة المنتخب العراقي... و الحرس القديم


المزيد.....




- تعرفة ترامب دخلت حيّز التنفيذ.. ماذا عليك معرفته الآن؟
- شقة بنتهاوس على قمة أنحف ناطحة سحاب في العالم معروضة للبيع ب ...
- شاهد السخرية والردود اللاذعة الصينية على نائب ترامب وتصريح - ...
- الرسوم الجمركية الأمريكية: سجال بين ماسك ونافارو كبير مستشار ...
- فرنسا: أطفال التوحد في انتظار الدعم والرعاية
- الخارجية الروسية تستدعي السفير الفرنسي وتوجه تحذيرا لباريس
- تحليل فيديو قتل الجيش الإسرائيلي لعناصر الهلال الأحمر الفلسط ...
- اعتقدنا أنها نهاية العالم: كيف ألقت أمريكا أربع قنابل نووية ...
- وفد حماس في القاهرة لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار، وإندون ...
- قضية ترحيل خليل! ـ القضاء الأمريكي يمهل السلطات لتقديم أدلة ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - الانتخاب و الديمقراطية كونها -تجربة-!!