علم الدين بدرية
الحوار المتمدن-العدد: 2372 - 2008 / 8 / 13 - 10:09
المحور:
الادب والفن
بسم الله الرحمن الرحيم
مَحْمُود دَرْويْش...
أيُّها الفارسُ الْمُسَافرُ على بِسَاط الرِّيح ..
هذا بعضُ رثاءٍ .. أو بعضُ لِقاء
علم الدين بدرية
بَكى السِّندِيانُ ...
وَنَاحتْ حَمائِمُ الأيْكِ يَوْمَ فُرْقاكْ . ..
تَكَسَّرَ قَلَمي ...
وَمَدَامعي تَبَوأت حُرُوفَ الصَّمْتِ ..
ثَارَ بُرْكَانُ الْكَلِمةِ ... في مِعْرَاجِ ذِكْرَاكْ !!
تَنَاثَرَتْ أَبْيَاتُ قَصِيدَتي .. تَكَسَّرَتْ أوزَانُها ..
وَضَاعتْ عُرُوضُها مَعْ الْقَوافي ..
فَكَيْفَ أُرَتِّبُ الحْرُوُفَ وأُخْرِجُ مَعَانِيَ الْكَلِمَاتْ ..؟!
بَعْضُ الرِّجَالِ يَرَى فِي الْمَجْدِ غَايَتَهُ
والْمَجْدُ يَسْعَى لِلْبَعْضِ دُوُنَ طَلَبْ
كُنْتَ سُلْطَانًا عَلَىَ الشِّعْرِ ، وَسَتَبْقَى سُلْطَانَ الأدَبْ
مَهْمَا نَأى الصّوُتُ ، أو غَابَ وَجْهُكَ واحْتَجَبْ
سَتَبْقَى أُنْشُودَةً ، وإمَامَ الشِّعْرِ والْخُطَبْ
خَمْسُونَ عَامَاً وَأَنْتَ تَصُوغُ الْكَلامَ مِنْ ذَهَبْ
وَجْهُكَ الْغَضُ فِي أَعْمَاقِنِا بَاقٍ لَمْ يَغِبْ
نَلْقَاكَ فَارِسًا دُمُوعُهُ مِنْ حُزْنٍ وَمِنْ عَتَبْ
******
بَعْضُ الْبَلابِلِ تَشْدو مِنْ كَلِمَةٍ وَوتَرْ
وَبَعْضُ الرِّجَالِ أَبْلَغَ مِنَ الْقَصِيْدِ وأَكْبَرْ
وَبَعْضُ الدِّمُوعِ تَنْهالُ مِنْ مَحَاجِرَ وَمَطَرْ
وَدَمْعُ الرُّوحِ أَعْظَمُ مِنْ الْعُيُونِ وأَطْهَرْ
******
فَارسُ الْكَلِمَةِ ما مَاتَ ...
والنُّسورُ تَهْوَى الْقِمَمْ
لا يبغي سُوى السُّحُبِ عَرْشًا
هُو ذَاكَ الْعَلَمْ
سَتَعُودُ يا مَحْمُود في الآكَامِ نَهْرًا
وفي الأَشْجَارِ زَهْرًا
سَتَعُودُ .. إن عَادَ الرَّبِيْعُ مُكَلّلاً ..
بالْوُرُودِ بِزَنَابِقِ الْحُقُولِ
بِرائِحةِ الْيَاسَمِين .. وفَرَاشَاتِ السِّهُولْ
سَتَعُودُ بِصَوتِ الْخُبْزِ ..
بِقَصِيْدَةِ الأَرْضِ ..!!
تَحْمِلُ عِبْءَ الْفَرَاشَةِ .. إلى أُمِّي ..
تَسَابِيْحَ شِعْرٍ .. وَعِطْرَ قَلَمْ ...
******
أَرَاكَ بِعَيْنِ بَصِيْرَتِي هُنَاكَ مُكَرَّمًا
أَرَاكَ في جَنّاتِ النَّعِيْمِ مُخَلّدًا ..
لِمِثْلِكَ تَنْسَابُ الْمَدَامِعُ عَسْجَدًا
لِمِثلِكَ بَابُ الْخُلُودِ .. يَبْقَى مُشَرَّعًا
#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟