أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - من منفية غجرية إلى محمود العربي - محمود درويش-














المزيد.....

من منفية غجرية إلى محمود العربي - محمود درويش-


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 2371 - 2008 / 8 / 12 - 10:38
المحور: الادب والفن
    


كما قلت يا محمود:
جئتَ لهذا الزمان مصادفة...ومررتَ به مصادفة
بنيت مملكة من الشعر وبنينا لك صوامع محبة
فلماذا تهجرنا وتغادر راحلا مع الملك الغادر؟
هل وعدك بولادة جديدة؟
بأغنية حورية فريدة؟
لقد كنت له الطريدة
وهاك ..تعلق بشبكته يصطادك رغم تضرعاتنا
رغم صلاتنا
اصطادك هناك حيث وحدك مع المكان المهجور
لم ينتظرك "خارج الأرض " ولا خارج السماء
لكنه اغتالك خارج الزيتون والرماخارج الزمان...خارج البلد الحزين

يارفاق الدرب مع محمود:
لا تنسوا البنفسج ولا السنبلات الخضر
لاتنسوا أن تقرعوا الكنائس
وأن تعدوا المساجد هاجعة مضيئة تلهج بأقوال محمود
لا تنسوا أنه يغادركم ...فقد وعدوه بعالم أفضل
لقد وعدوه بفلسطين في الجنة
وبالجليل في عدن، فلا تحزنوا
هناك لا خريف ولا حروب تنتظر ...
هناك لا صيف يحترق ولا قذائف تستعر
لقد أفلح الصياد في اقتناص الطريدة
لأن قلبونا عنه كانت بعيدة
لأن عيوننا النازفة كانت شريدة
لأن الموت المنتظر كان قريبا
من شرايين محمود أقرب
من أوردة محمود أقرب
لديه أدوات لا نعرفها وقدرات لم نكشفها
لديه عدة لم يستطع قلب محمود أن يوقفها
لا تخف يا صديقي ولا تحزن، فما زلت فارس المقاومة
ومازلت غريبا على المساومة
وستبقى سيولة الشعر الواضحة لا تحسن المداورة
ها أنت تطير...تعود لقرية التاريخ الأبدية
للزمن الطويل في غد مستحيل
ها أنت ترحل عنا وعن حياتنا المشؤومة
عن حشراتنا المسمومة
ها أنت تطير بأجنحة فراشة
تحرر جسدك من كوابيس البقاء
لتدخل نواميس الخلود
ها أنت تطير حمامة بيضاء
تعود إلى فلكك الأخير

هاقد قررت تركنا وأعلنت يتمنا
فلم تفلح محبتنا في إذعانك للموت
هزمته أكثر من مرة...لكنه اقتنص اللحظة
وانسل بين شراشف السرير
ملاك الموت أناني في الحب
...أرادك له وأخذك منا إليه
إلى زمانه وفضائه وقيامته
لم تجد أجنحتك الرقيقة
فعدت للغياب...وللغز أن تكون أو لا تكون
هاقد صرت هناك... في مكان ودعته قبل أعوام
أعلنت التمرد على جبار لا يُهزم
يعبر وينتظر ولا يمل من العودة والرحيل
تماما كما انتظرتَ لقاء الجليل
رسولٌ كنت لفلسطين ورسولنا ستبقى للعالمين
زهر الرمان وبراعم اللوز تفتقد لمساتك
تتكسر أغصانها على باب حيفا
وتذبل أوراقها عند الفجر وقبل الشمس بقليل
اكتمل المنفى وضاعت فلسطين
بين الكلام والسهام واقتتال المجاهدين
لم تصل صحف يماماتك
ولا سقوط النجمات على سطح الخليل
لأن مزامير حماس
وشهداء الشاطيء نسيت جراحك وضحايا الأمهات
حولتها لأضاليل
هاقد مضيت قبل أن تراهم في الغي يذبحون القتيل
لم تكن يا محمود قبيلة
بل دولة من دول الكلام وحبيبا للسلام
كنت الغريب القريب...الفرد الحاشد
لم تتنكر لحليب البروة ولا لبرتقال يافا
لم تتعب من حمل حقيبة فلسطين
جمع من الأصحاب بانتظارك
حشد من الأحباب على باب السماء
فوق النجوم يحملون الأكاليل
ستجد إميل بينهم ...تسبقها أقدام فدوى وابراهيم
خرجت من عالمنا من شرنقتنا...من عراكنا
من غبش العيون وفقر القلوب وانحلال الضمائر في إسرائيل
أنت ...يامن كنت وستكون ..هنا وهناك بين الحلم والحقيقة
ضيعتنا وضاعت حجتنا المربوطة بخطابك
القابعة أمام بابك
تنتظر شعاع الشعر وقصائد الحجارة
أحزمتنا منجل حصادنا عبر الزمن الطويل
سرابٌ أرواحنا...سراب تشاؤلنا
سراب وحلم لا ينفك لا تنحل عقده ولا تتحطم أصنامه
فالحاضر أسوأ والماضي أصغر والمستقبل ضئيل
كنت الشمس في نهارنا والقمر لليلنا
فماذا نفعل بعدك وكلنا غرباء على درب الرحيل؟
أحقاً جاءت ساعتك؟
متى تكون ساعتنا وإلى أي اتجاه تنحرف عقاربها؟
يابن عهود لم تُنفذ وسيوف لم تُشحذ
لماذا وافقت ملك الموت وصادقت على عهده ونسيتنا؟
بماذا ستستقبلك حوريات الشعر في السماء؟
بتاج من لؤلؤ الحروف وطين الأنبياء؟
لا شك هناك سيكون لك مكان مع المتنبي والأشقاء
ستستقبلك غمامة مطر صوفية
وتمطرك بقبلات حب أبدية
سنحزن دون شك ونحزن
لكن أشعارك تعيدنا إليك
لصوتك في القدس الشرقية
وحين تهون النفوس ويضعف الحس
سنقرأ " سَجل" ونفتح باب" الجدارية"



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل لديكم وصفة تناسب مقام النظام السوري؟
- رسالة مفتوحة إلى رئيس محكمة الجنايات الأولى القاضي - محي الد ...
- لمعتقلي إعلان دمشق
- مولود لا هو من الجن ولا من الإنس سيخرج من كم الحاوي اللبناني
- المحاكم الوطنية للشعب والدولية للزعماء
- بين مشاهد الفقر وفستان السيدة أسماء وحقوق الإنسان مسافات كيف ...
- كيف أصيبت باريس الساركوزية بجذام الأسدية بعيد الثورة الفرنسي ...
- ميزان اللقاء السوري الفرنسي
- مجزرة صيدنايا عربون سورية للعضوية في - الاتحاد من أجل المتوس ...
- الفرق بين إنغريد بيتانكور وفداء حوراني
- حجز حرية وزيارة ...أولها غارة وآخرها خسارة!
- الخصوصية السورية !
- تعلموا الديمقراطية من دول إسلامية، لكنها مع الأسف غير عربي ...
- باص السلام الإسرائيلي السوري
- الإطاحة - برأس المملوك جابر السوري آصف شوكت-
- إلى الأسير سيطان الولي
- صرخة قبل فوات الأوان!
- بعد اتفاق الدوحة، ماذا ينتظر إيران؟
- بيروت الكبيرة الزاهية بألوانها، عصية على احتمال الأسود
- بيوت بلا خبز، تعني بيوت بلا كرامة!


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فلورنس غزلان - من منفية غجرية إلى محمود العربي - محمود درويش-