|
موت محمود درويش الإنسان
محسن ظافرغريب
الحوار المتمدن-العدد: 2370 - 2008 / 8 / 11 - 09:53
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
كما كان العراق توأم فلسطين، في ظل ذل الإنتداب البريطاني مطلع القرن الماضي، وكلا التوأمين كانا مُذ تحرير القائد العراقي المسلم الكردي"صلاح الدين الأيوبي" لبيت المقدس من حملات الفرنجة، وعراق"سعدي يوسف" وفلسطين صاحبه في ذات الغار توأمه"محمود درويش"(توفي في مستشفى"ميموريال هيرمان" بمدينة هيوستن بولاية تكساس الأميركية بعد خضوعه لعملية جراحية في القلب المفتوح/*)، ما زالا على درب الشوك ، توجهما فخار النثر وغار الشعر معا، على قيد الموت في مقتبل التاريخ الحديث وعلى خارطة طريق واعد واحد، حتى مصاب جناح التوأم الفلسطيني بالأمس، برحيل محمود درويش داخل أرضه، عائدا كالطائر المهاجر ليدخل جنة الوطن، فيما مازال توأمه خليله"سعدي يوسف"، بعد أن وارى وحيده وبكره"حيدر"، تراب مقبرة الغرباء جوار شاعر عرب القرن الماضي الأكبر "الجواهري" النجفي، وجوار عتبة السيدة زينب في ريف دمشق الشام(الأموية)، حليفة وتوأم طهران(الصفوية)، بإمتياز، مازال"أب ُحيدر"(عقبه الشاب"حيدر" دفين السيدة زينب) ينتظر، وما انقلب على عقبيه وما بدل، ولا صاحبه(درويش فلسطين)، تبديلا، أحد الجناحين(درويش) هيض وقضى في عمر 67 سنة، والثاني، في عمر 74 أسفي على شباب يوسف العراق، بقي مقصيا منتبذا من أخوته رفاق الشقاق والنفاق في العراق، على أطراف عاصمة الضباب"لندن" التي إذا زكمت، عطست تبعها التقليدية"بغداد"!، تبعا لها بالعدوى، بقي أب ُحيدر ينتظر. فتأمل عراقية، حيدر دفين السيدة زينب(ع)، مناصفة وأبي فرات(الجواهري) الأبي والكبير في الجوار، عراقية ما قبل مسخ المجتمع العراقي المدني، واختلاله بالعسكرة البعثشوفينية التي أفضت بالنتيجة -إن لم يكن بالنوايا- للأسلمة الطائفية في ظل الولي السفيه، الإحتلال الفاشي. تأمل عراقية ووطنية حفيد القائد العراقي المسلم الكردي(السني)"صلاح الدين الأيوبي": الجنرال والعلماني(السني) العربي، مؤسس جمهورية العراق الخالدة الزعيم الخالد "عبدالكريم قاسم"(تقدس إسمه ورسمه في سماء العراق وسواده الأعظم الحاكم، خاصة شيعته)، الذي قدسه عرب العراق الشيعة، فكان رئيس حكومة العراق(الزعيم الأمين)"قاسم" القائد فعلا والعراقي بإمتياز: الأوحد الصمد الذي لم يلد ولم يكن له كفوا أحد !، حتى خلفه رئيس حكومة العراق(القوي الأمين) "د. الجعفري"، الذي أيضا كان قد أغتاله أمير الأميركان، خلف السلف صدام الخيانة والعمالة والإجرام، المدان دوليا، حليف صدام الإجرام، بالأمس القريب، وكيل الأصيل المحتل، الإختلال - الإحتلال الآن. لكن(الزعيم الأمين)، تمت تصفيته جسديا فعلا، وبقي(القوي الأمين)مثل مسيح لدى آخرين أو مثل مسخ لدى آخرين، ولد ليتعذب، جناح كسيح كسير !. فأي الجناحين كان العراق و فلسطين و"سعدي يوسف" الأكبر عمرا من توأمه"محمود درويش"؟!، وأي كان العربي: قولا وفعلا؟!، العراقي الوطني(قاسم العراق الشعوبي!)، الذي قاتل في كفر قاسم وجنين على أرض فلسطين، قبل ستة عقود نكبة فلسطين من الزمن الردي سنة 1948م(ولد درويش سنة 1941م في قرية" البروة" قضاء"عكا" التي دمرت سنة 1948م ليهاجر درويش مع عائلته إلى لبنان قبل أن تعود العائلة وتعيش في"الجليل". أجبر(درويش) على مغادرة"فلسطين" بعد أن أعتقل مرات عدة ثم عاد بعد التوقيع على اتفاقيات السلام المؤقتة) حتى سنة 2008م، أم تبع وكيل الأميركان قبيل ليلة 23 يوليه تموز 1952م الأعرابي عبدالناصر مصر الذي أنقذه الأميركان في العدوان الثلاثي على وادي النيل سنة 1956م ثم أنقذوا صدام الصغير الأشد كفرا ونفاقا في عدوانهم الثلاثني على وادي الرافدين سنة 1991م؟!، لتحرير ضباط ناصر، مصر من السودان، وتحرير الثورة العربية الكبرى العراق من العثمانيين و(الصفويين المجوس)، بإسم قضية العرب المركزية فلسطين التي سوقت وسوغت ربيعي بغداد 1963-2003م، بعد حلم صبر 40 سنة و 7 سنين عجاف أخرى كسني يوسف خازن غلال مصر، قمحها وقطنها طويل التيلة وفولها وفومها وبصلها وعدسها، مصر التي في خاطري(أم الدنيا)، كما العراق(أب الدنيا) وبدء التاريخ، إحتضار حضارة وحواضر وثغور وأمصار، ونثر وشعر ونبض شارع وشعور وشعار وشعائر ورموز/ بالأمس"محمود درويش" وغدا"سعدي يوسف"، وولاء لقضايا الوطن ولمقدرات أجياله المضيعة في العدوتين والغوطتين والرئاستين، ولمصلحته العليا ولخيراته ومقدساته الآن وغدا، وفي الليلة الظلماء بعد الألف، تفتقد بغداد، لا حراميتها، بل قل قمرها، حيث لا زعيم إلا من كان نصب حر حرفه و وجهه للندى، جواد كريم، لا مطية أضل من الأنعام سبيلا، لا حصان طروادة مصون غير مسؤول!. أجياله مثقفون بعقلية واضع العمة، حجاج العراق الثقفي، وما يليه من مجتمع خلدوني وتهافت وبؤس فلسفة وفلاسفة وعمران ومآذن وحمائم وعمائم، قفوهم حيثما ثقفتموهم!.
/* توأم فلسطين، بقية النثر والشعر الشريف المنتظر، تضمنت عمليته الأخيرة إصلاح قرابة 26سم من الشريان الأورطي(الأبهر) الذي تعرض لتوسع شديد جاوز درجة الأمان الطبيعية المقبولة طبيا، ونجحت العملية ثم حدثت مضاعفات بعدها. قبلها خضع(درويش) لقسطرة القلب و لسلسلة فحوص دقيقة للتأكد من وضعه الصحي الإجمالي واستعداد القلب والكلى خاصة لمثل هذه العملية الدقيقة".
ترجمت أعمال"درويش" لنحو 22 لغة وحصل على العديد من الجوائز العالمية. وقام بكتابة إعلان الإستقلال الفلسطيني الذي تم نشره قبل عقدين من الزمن في الجزائر عام 1988م.
#محسن_ظافرغريب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحن فخورين بأدباء ومثقفي الرافدين
-
معرض-البعث ثانية-!
-
الأديب سولجنتسين يدخل الجنة !
-
أسبوع المصالحة الثقافية العراقية !
-
هل,أتاك, حديث ATTAC ؟!
-
طائر الراين، غريد !
-
حجب الحقيقة العنيدة
-
مهرجان إيران بعنوان ديوان
-
بابل في أمستل !
-
طائر غريب
-
في مولد فرانس كافكا Frans Kafka *
-
الثقافة في عام؛ بابل عاصمة الثقافة العراقية
-
البستاني، قرن وربع القرن من الزمن
-
الموت يغيب بطل البطالة الطويلة قصيري
-
بمناسبة اليوم العالمي للاجئين
-
نص الإتفاقية الأمنية طويلة الأمد المزمع عقدها بين العراق وال
...
-
مذكرة تفاهم أقل من إتفاقية !
-
إتفاقية أقل من معاهدة !
-
الإنتخابات تيار الإصلاح الوطني
-
العراق قمر صناعي مداري !
المزيد.....
-
حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع
...
-
صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
-
بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
-
فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح
...
-
الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
-
الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان
...
-
مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
-
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
المزيد.....
-
سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول
/ ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
-
سلام عادل -سیرة مناضل-
/ ثمینة یوسف
-
سلام عادل- سيرة مناضل
/ ثمينة ناجي يوسف
-
قناديل مندائية
/ فائز الحيدر
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني
/ خالد حسين سلطان
-
الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين
...
/ نعيم ناصر
-
حياة شرارة الثائرة الصامتة
/ خالد حسين سلطان
-
ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري
...
/ خالد حسين سلطان
-
قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول
/ خالد حسين سلطان
-
نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|