أشرف بيدس
الحوار المتمدن-العدد: 2395 - 2008 / 9 / 5 - 04:57
المحور:
الادب والفن
سعاد
١ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٥بقلم أشرف بيدس
فى زمن الشح، حيث الأشياء قليلة جدا، والندرة تجتاح أحاسيس الناس وتفيض. وكساد العواطف ينتشر بوفرة. لا أملك سوى الكلمات الباردة وبعض من القصائد مكسورة القافية وعبارات مبحوحة نازفة يائسة. وأنين وآهات بطول الأيام وعرضها.
في زمن الشح لا مكان للحب، حيث يجوب الشوارع وباء الحاجة والذاتية. ويتراص الناس فى طوابير طويلة لا تتقدم خطوة. أو حتى تتأخر خطوة.
وأنا مازلت بين الناس أتجرع ما يتجرعون وأتنفس ما يتنفسون. وأعانى ما يقاسون. فماذا تنتظرين من رجل يقف فى طوابير صامتة.
أنا فى حاجة لبيت يؤينى من تلك الأرصفة الرطبة. لحصيرة من خوص تفصل ما بين الطين وجسدى النحيل. فى حاجة لكسرة خبز تسد الجوع. أو ماء تروى الظمأ. لحلم نتدثر به من غضبة الأيام. أو أى شئ يجعل العين تقيم النظر قليلا، لا أن تظل مكسورة.
عندما تتوافر هذه الأشياء أستطيع ان أحب وأعشق وأجرى وألهو. وأسهر الليل بحثا عن قمر أرى فيه وجهك. وحينها سوف أردد عليك كلمات دافئة وعبارات رقيقة، وأنظم فيك أيضا قصائد حسنة القوافى. ولن يمنعنى شيئ من التغزل فيك ليل نهار، وشراء هدايا بمناسبة ودون مناسبة. أما عدا ذلك فلا تنتظرى سوى كلمات البؤس والمعاناة والحسرة من شخص فقد شهيته للحياة والرغبة فى الاستمرار.
في زمن الشح لا يستقيم الهوى والحاجة. عندما ينكسر القلم المكلوم فلا يكتب إلا المراثى وعبارات التأبين. فى زمن الشح لا وقت للحب.
#أشرف_بيدس (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟