ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 2368 - 2008 / 8 / 9 - 10:10
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
قالوا عنه بأنه خائن باع القضية ، وصفوه بالعميل لأميركا ، من حق المخونين أن يختلفوا مع شخص الرئيس الراحل أنور السادات في الرأي توقيتاً وتقديراً ، وليس من حقهم أن يخونوه ويرموه بالعمالة ، لعلهم بعد أن كرموا قاتله بالأمس القريب ، يهرولون ويكابرون ، فيما أقدامهم تضرب بأكتافهم ، هرباً واستجداءً للسلام مع إسرائيل والتفاوض مع أميركا .
لقد خرج السادات الرئيس المصري عن صمت السياسة العربية البائسة وكسّر قوالبها الجامدة ، بعقلية الصحافي والسياسي والعسكري ، الذي استدرك مبكراً ، ولكن بعد أربعة حروب مريرة دفعت مصر ثمنها غالياً من فم شعبها ، فيما الفلسطينيين على حالهم ، يتقاتلون ويتصارعون وكأن شيئاً لم يكن ، استدرك أن معركتنا مع إسرائيل حضارية علمية أكثر منها عسكرية ، وهذا ليس انهزاماً من الحقيقة وهروباً من الواقع أو إقراراً بالتراجع ، إنه الواقع الحي بمسلماته الفريدة ، وهي أن قوة الحضارة تغلب حضارة القوة .
في كل يوم تبعد إسرائيل أشواطاً وأشواطاً عما وصلت إليه منذ قيامها قبل ستين عاماً ، فيما نحن نزداد ضعفاً وتخلفاً ، ونقف أمام المرآة نتأمل تجاعيد وجهنا بعد أن أكلها زمن الهزائم ، ونصرخ عالياً بحياة وأرواح قادتنا العظام ، ونعلق صورهم في دورات مياهنا ، وإسرائيل تقصي وتحاسب في سباق مع الزمن .
لنقر بأن اسرائيل ليست وراء تخلفنا ، نعترف بأنها أحد العوامل الرئيسية ، لكنها ليست المسؤولة عن تأخر حال العالم العربي ، ولسنا بصدد جلد الذات ، وإحصاء ما انجزناه مقارتة مع إسرائيل ، لكننا يجب أن نضع الأشياء في موضعها الصحيح .
الصحيح أننا خسرنا الحرب ، وبعنا أرضنا بثمن بخس لقاء الوصول إلى كرسي السلطة ، ثم عدنا وحركنا جبهات الحرب دون أن نحرر شيئاً ، في الخسارة الأولى قدم الرئيس الراحل جمال عبد الناصراستقالته للملايين ، وأياً كان فالتاريخ سيظل يشهد هذا اليوم ، وسيسجل أن غيره خسر ولم يقر بالخسارة ، وفوق هذا يريد استعادة أرضه اليوم دون أن طلق رصاصة واحدة أو ينزل بواحدة من شعارات استكباره .
أخيراً أطلت إيران برأسها المثلث ، الفارسي ، الإسلاموي ، الشعبوي ، أطلت من جحرها لتنذكرنا بشعارات تصديها الفارغة ، وتعيد الكرة مرة أخرى ، ولم تكتف بالخيانة كما فعل أصحابها ، بل ذهبت إلى إعدام السادات بقوانين جهلها وغرورها .
إن السادات دفع حياته ثمناً لمواقفه وأفكاره في السلام ، السلام الذي يعيد الأرض والحقوق ويحرك السواعد نحو البناء والعمل ، فهل يدفع هؤلاء "الممانعون" ثمن ممانعتهم أو ماذا هم دافعون ؟.
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟