عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم
(Abdulsattar Noorali)
الحوار المتمدن-العدد: 2366 - 2008 / 8 / 7 - 10:13
المحور:
الادب والفن
اقطعْ لسانكَ عن فمكْ!
ماحاجةُ الإنسانِ للسانِ
في وطنٍ يكون فيه النطقُ ملكاً خالصاً
لحضرةِ السلطانِ؟
إنْ قلتَ حقاً قيلَ موتورٌ عميلٌ
يستحقُ الشنقَ
أو إقامةً جبريةً
مُعـذَباً خلفَ دجى القضبانِ
إنْ تلعنِ الحروبَ والهزائمَ الكثيرةَ
فأنتَ من صدىً لصهيونَ
لامبرياليةٍ
وأنتَ مدسوسٌ خبيثٌ وانهزاميٌ
بلا أصلٍ ولا ألوانِ
اقطعْ لسانكَ عنْ فمكْ!
ما منْ سميعٍ أو مجيبٍ
داخلَ الأوطانِ
كلُ الكلامِ مُدبجٌ ومزوقٌ ومفبركٌ
أو أكلةٌ جاهزةٌ
في مطبخِ العُورانِ والعُرجانِ والغلمانِ
ومخدعِ النسوانِ.
إقطعْ لسانك عن فمك!
إنَ الكلامَ مراقبٌ.
إنَ السلامَ مراقبٌ.
حتى رموشُ العين تحتَ رقابةِ الأخوانِ.
هذي خطاك على الطريق رهينةٌ
محسوبةٌ
مرسومةٌ
تمشي عليها وفقَ خط بيانِ
أو تستحيلَ جثةً هامدةً
بينَ يديْ سجانِ
أو ضيفهُ الدائمَ مقطوعاً عن النورِ
عن الهواءِ
عنْ أهلكَ والأصحابِ والجيرانِ!
خُطَّت إشاراتُ المرورِ وزُينتْ
في مدنِ البلدانِ
في العالمِ التعبانِ
كي لايمرَ الركبُ منحرفاً عن الربانِ
قلْ ما تشاءُ!
بشرط أن لا تنتقي الحروفَ والكلامَ والأغاني
إلا على رجعِ صدى السلطانِ.
قلْ ما تشاءُ!
وهل هنالكَ ما تقولُ وتشتهي
ما لم يمرَ على المطابخِ في قريشَ
وآلِ فرعونَ
أميرِ المؤمنينَ
ومجلسِ الخصيانِ
واللاهثينَ على التجارةِ والنخاسةِ بالحروفِ
وباللسانِ
بموطنِ الإنسانِ؟!
ياأيها المواطنُ العزيزُ والكريمُ
والرافلُ بالنعيمِ والأمانِ!
ارفعْ يديكَ مُسلِماً، قلْ:
إنني من عِرق ركابِ السفينةِ
شاهدٌ ومبشرٌ بالخيرِ، بالفتحِ
وبالقائدِ منصوراً
ووحياً ملهماً
وفلتةَ الزمانِ!
كلُ الرعية مُنعَمُ ومُعَزَزٌ ومُكرَمٌ
بالروح بالدم هاتفاً ومفدياً
لجلالةِ السلطانِ !!!
1994
#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)
Abdulsattar_Noorali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟