أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - المعادلة الطردية... الدولار والنفط!














المزيد.....

المعادلة الطردية... الدولار والنفط!


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2368 - 2008 / 8 / 9 - 10:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان صعود أسعار النفط وانخفاض قيمة الدولار أهم المظاهر التي شهدها العالم خلال العام الماضي على الصعيد الاقتصادي، فضلاً عن أزمة الرهن العقاري الأميركية وانعكاساتها الأوروبية وعلاقة ذلك بأسعار الفائدة فضلاً عن سعر الدولار، لاسيما في الأشهر الأخيرة.
لقد ارتفعت أسعار النفط بنحو 100% أو أكثر، فقد قفزت من مستوى 65 دولاراً للبرميل الواحد حتى وصلت إلى 140 دولاراً، وانخفضت في الفترة ذاتها قيمة الدولار بين 15 و20% مقابل اليورو و12 و15% مقابل الين الياباني، فهل هي مصادفة أن تنخفض قيمة الدولار حين ترتفع أسعار النفط؟ وهل يمكن تصوّر ارتفاع أسعار النفط بارتفاع قيمة الدولار؟ وكم هو حجم العوائد التي ستحصل عليها الدول المنتجة للنفط في هذه الحالة؟
جرت محاولات لاستخدام اليورو بدلاً من الدولار في تعاملات الأسواق المالية العالمية، خصوصاً في تحديد أسعار النفط، وهو ما حاول العراق اللجوء إليه للتخلص من آثار الحصار الدولي ولإعطاء أفضليات لدول أوروبا التي لم تكن متحمسة للحرب، لاسيما ألمانيا وفرنسا، كما حاولت إيران اللجوء الى استخدام اليورو لاعتبارات سياسية بالدرجة الأولى، وبلا أدنى شك لاعتبارات تفضيلية اقتصادية، الأمر الذي يعني محاولة للتملص من تأثيرات سياسة واشنطن، لكن هذه الخطوات كانت محدودة التأثير، لاسيما أن اللجوء إليها كان تحت تأثيرات الحصار والمقاطعة وفي ظرف دولي غير مناسب وفي إطار خيارات سياسية واقتصادية وتجارية شبه مفروضة. ولكن ما علاقة ذلك بهبوط أو انخفاض قيمة الدولار وبارتفاع أسعار النفط، وبالتالي كيف يؤثر سعر النفط في قيمة الدولار؟
يمكن القول إن اسواق النفط عالمية وأسعاره تكاد تكون متقاربة في الأماكن المختلفة، وبالتالي فإن اجمالي الطلب العالمي على النفط وإجمالي المعروض منه في البلدان المنتجة للنفط جميعها يكاد يكون معلوماً، كما أن الطلب الأساسي على النفط ناتج عن استخدامه كوقود لتشغيل وسائل النقل، مع كميات أقل للتدفئة وتوليد الطاقة والصناعات البتروكيماوية، ولذلك فإن الطلب المتزايد عليه، لاسيما من الدول الناشئة حديثاً والمستهلكة كثيراً كالصين والهند مثلاً، ظل يسهم في رفع أسعاره.
قد لا تؤثر كثيراً تسعيرة النفط باليورو طالما تجري المقارنة مع العملات الأخرى ومنها الدولار بالدرجة الأساسية، الأمر الذي تكون انعكاساته محدودة، ولعل استبدال الدولار بعملة أخرى بما فيها اليورو يحتاج إلى حدوث تغيرات دولية جوهرية وجذرية، لاسيما في ما يتعلق بموازين القوى وصعود قوى اقتصادية عملاقة موازية، أو متفوقة على الولايات المتحدة بقدراتها الاقتصادية والمالية وبتراكم رأس المال والتكنولوجيا، وهذا لا يتوافر في الوقت الحاضر أو في المدى المنظور على أقل تقدير. وإذا كان سعر البرميل الواحد للنفط حالياً يقترب من 140 دولاراً أي ما يزيد على 90 يورو، فهل سينخفض الطلب ومن ثم تتراجع أسعاره بحيث يضطر المنتجون إلى تغيير سياساتهم واستراتيجياتهم النفطية؟ صحيح أن معدل زيادة سعر النفط باليورو كان أقل من سعره بالدولار، لكن قيمة الدولار انخفضت قياساً ومقارنة بالعملات الرئيسية الأخرى، الأمر الذي جعل سعر النفط باليورو موازياً لسعره بالدولار، بيد أن انحدار قيمة الدولار أسهم في ارتفاع أسعار النفط كعملة أساسية متداولة، ذلك أن أسعار النفط بالنسبة الى الولايات المتحدة أدت إلى تفاقم عجزها التجاري الذي بلغ 708 مليارات دولار، ولو افترضنا بقاء سعر النفط كما كان عليه في مطلع عام 2007، أي 65 دولاراً للبرميل الواحد، فإن تكاليف الكمية نفسها من واردات النفط للولايات المتحدة، كانت ستهبط إلى 179 مليار دولار، ولكان العجز التجاري قد انخفض بنسبة 20%، ولكن مثل هذا التصوّر هو مجرد تقدير ليس أكثر.
إن قيمة الدولار لا تهبط لأنه العملة الأكثر قدرة على المنافسة، كما أنه قادر على تخفيض العجز التجاري، ولكن الأمر له علاقة طردية بارتفاع الطلب العالمي على النفط، الذي يزداد كل يوم وسيؤدي حتماً الى المزيد من التراجع في قيمة الدولار، وتلك هي المعادلة الطردية بين النفط والدولار!



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواطنة الإلكترونية!
- المعاهدة الأمريكية - العراقية.. هل اقتربت ساعة الصفر؟
- اللاجئون وأوروبا: بين «مزدوجين»!
- السودان ومحنة العدالة الدولية
- أوهام التنمية العربية
- شبح الانسحاب الأميركي من العراق!
- شارل مالك الكبير ولبنان الصغير
- بوش وحصاد الشرق الأوسط!
- في دلالات الحوار الكندي - الإسلامي: فكرة الهوية والخصوصية!
- المنفى والهوية والحنين إلى الأوطان
- جيفارا والحلم الغامض
- التويجري الكبير والحقيقة الخرساء
- النمو الاقتصادي والتنمية الإنسانية: تأصيل المفاهيم!
- قمّة روما والأمن الغذائي
- المعاهدة العراقية-الأميركية: هل التاريخ مراوغ؟
- ماذا بعد وثيقة الإعلام العربية؟!
- مفارقات العدالة الدولية
- أزمة الرهن العقاري الأميركي... ما انعكاساتها على العالم العر ...
- مهنة الدبلوماسية!
- حرية التعبير وتحديات الإصلاح والديمقراطية


المزيد.....




- وسط التهام النيران لها.. ركاب يستخدمون مخارج الطوارئ لإخلاء ...
- في أوغندا.. مزرعة خاصة تتحول إلى ملجأ لحيوانات وحيد القرن بع ...
- تيمور الشرقية.. ثاني أكثر دولة كاثوليكية في العالم تشارك للم ...
- -نيويورك بوست-: أوكرانيا تبدو مستعدة للتخلي عن 20% من أراضيه ...
- جدل وسخرية في أوكرانيا من وفاة البابا فرسيس وعيد الفصح (فيدي ...
- مراسلنا: غارة إسرائيلية تستهدف سيارة في منطقة الشوف جبل لبنا ...
- الدفاع الروسية تعلن تدمير 10 طائرات مسيرة أوكرانية فوق 3 مقا ...
- -نيويورك بوست-: أوكرانيا تبدو مستعدة للتخلي عن 20% من أراضيه ...
- كورسك.. الجيش الروسي يحرر دير الأرثوذكسي في غورنال الحدودية ...
- القضاء الأمريكي يسدل الستار على قضية مينينديز: أحكام بالسجن ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - المعادلة الطردية... الدولار والنفط!