فدرالية الديكتاتوريات المتعددة.....الحلقة الثانية

علي الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2365 - 2008 / 8 / 6 - 07:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الشعب العراقي أي فدرالية يريد؟؟؟وهل تكفي فترة 5سنوات لمحوا أثار ديكتاتورية عمرها 35 عام؟؟
النظام الفدرالي نظام متحضر ومتطور يهدف بالأساس الى أشراك أكبر عدد ممكن من مكونات الشعب في الحكم لتطوير البلاد وأستغلال ثرواته خدمتا لشعبه ومبدأ توزيع الثروات على الاقاليم يجب أن يكون بصورة عادلة وحسب النسبة السكانية, ( وفي هذه الحالة يتوجب على الدولة العراقية أن تقيم تعداد سكاني في عموم العراق يسبقه أرجاع المهجرين في الداخل والخارج والذين بلغت نسبتهم 6 ملايين الى أماكن سكناهم وهذا يتطلب توفير الأمن والأمان في كل مناطق العراق ,وهذه خطوات كلها لم تتم لحد الآن), مع أبقاء الأمن والسيادة بيد المركز ,بحيث يكون المركز أقوى من الاقاليم وليس العكس, وتجربة الامارات العربية المتحدة وسويسرا والولايات المتحدة اللامريكية والهند خير دليل على ذلك, لا فدرالية تسيطر فيها فئة على مقاليد الأمور وتهمش الاخرين وتغيبهم عن الساحة السياسية كما يحصل الآن في العراق حيث أن الأحزاب والقوى المتنفذة تحاول فرض فدرالية أقاليم أو محافظات عاى الشعب والذي لم يثق ببرامجهم وطروحاتهم السياسية المخالفة لافعالهم الشنعاء,وبعد مخاض عسير من أيام الديكتاتورية العفلقية المقيتة لا يريد الشعب العراقي أن تتولد ديكتاتوريات متعددة تحكم العراق.
فالأكراد ومن خلال تكريسهم لإقليم الشمال والذين يحالون ترسيخ حكم عشائري(عشيرتي الطالباني_ بارزاني) ويحكموا البقية الباقية من الأكراد الفيلة والكلدواأشوريين والايزيدة والصابئة والتركمان والشبك وغيرها وكلها مهمشة وغير معترف بها من قبل البارزانيين والطالبانيين وخير شاهد على ذلك عدم أعترافهم بالكرد الفيلية لانهم من الطائفة الشيعية , ومدينة كركوك والصراع الدائر فيها حاليا خير دليل على عدم حسن نوايا الفصيلين الرئيسين من الاكراد فأين وطنيتهم؟؟؟جلال الطلباني كرئيس للعراق كله وتوجهاته طائفية عنصريه وهو يحاول تكريس مصالح الاكراد على مصالح العراق كلها فهل الجزء من الكل أوبالعكس,فأية فدرالية هذه؟؟ والنظام الفدرالي لا يلغي هوية الآخرين وحقوقهم ويجب أن يخضع كل أقليم لتعاليم وقوانين المركز وليس كما نسمع يوميا من أن عقود نفطية أبرمت مع شركات عالمية مع حكومة الإقليم بدون موافقة المركز, و هذا يعني أن كل أقليم يعمل وفق هواه وتعاليم الحزب المسيطر عليه وهذه سوف تجر البلد الى دويلات صغيرة مجزئة ومبعثرة.
أما بقية الأحزاب من دعاة الفدرالية المناطقية وأقليم الوسط والجنوب فهي تحاول أن تلغي الطرف الآخر من العملية السياسية والسيطرة على مقاليد الامور وبدون منازع في مناطق الوسط والجنوب قبل تطبيق الفدرالية وهذا ما حدث من خلال تصفية التيار الصدري في مناطق العراق المختلفة, وتعطيل أقرار قانون أنتخابات مجالس المحافظات لحين الانتهاء من ترتيب الأوراق وتكريس مبدأ الفدرالية والمراد من خلالها تطبيق نظام عشائري ذات صبغةأقطاعية دينيه في محافظات الوسط والجنوب, وعلى المدى البعيد سوف يتجزأ العراق الى دويلات أقطاعية وراثية تحكم مكونات الشعب الباقية بالحديد والنار تحت الغطاء الديني وبشعارات مهلهلة كثيرة يجيدون أستعمالها في كل ظرف ومكان,بالإضافة الى ضم هذه الكيانات مستقبلا الى دولة أقليمية مساندة لهم,وما التهجير الطائفي الذي حدث في مناطق العراق المختلفة ما هو ألا مقدمات لعملية تكريس الفدرالية الطائفية المزمع أنشائها في العراق.
35 عام من الديكتاتورية وبقاياها لا زالت تعشعش في عقول كثير من السياسين والأجيال الحديثة التي نشأت في ظلها, فهل يستطيع كيان سياسي أن يغير ذلك ويفرض الفدرالية في غضون 5 أعوام ملئى بالصراعات الدموية.
أين التثقيف بالفدرالية؟؟ هل عملت الأحزاب ندوات جماهيرية لتوعية المواطن بحقوقه وأي نظام يريده ومفاهيم الفدرالية؟أم أنها مشغوله بالصراع على المناصب ونهب الأموال؟؟ هل عملوا على مكافحة الفساد المستشري في الجسد العراقي؟ فكيف بنا الحال أذا أصبحت الفدرالية أمر واقع؟الى أي حد سوف يصل الفساد ومن الذي سوف يحاسب المفسدين؟ فالفساد والمحسوبية والمنسوبية وعلى مختلف الأصعدة منتشرة في الدولة العراقية وفي كل محافظات العراق وحكومة مركزية لا تستطيع الحد منه ومحاسبة المفسدين, فكيف بنا الحال أذا أصبحنا تحت حكم المفسدين مباشرة؟؟
فالعراق الديمقراطي التعددي الموحد هو الأفضل والأضمن للبقاء من فدرالية الأهواء الدينية والعشائرية المتشظية الى كيانات هزيلة وصغيرة, والفدرالية لم يكتمل بعد نضوجها في فكر المواطن العراقي قبل أن تنشأ أحزاب وكتل ذات صبغة وطنية ومشاريعها تخدم وحدة العراق شعبا وأرضا وحمايته من التدخلات الإقليمية والأجنبية.

#علي_الشمري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات