أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - الفكر والإدراك العقلي














المزيد.....


الفكر والإدراك العقلي


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2362 - 2008 / 8 / 3 - 11:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفكر آلية منهجية لتاطير الأفكار ذات الصلة بشكل متسلسل وواضح وموجز لمناقشة وإدراك سُبل الحل لمشكلة ما. يعود إنتاج الفكرة لخلق صلات ووشائج مع المادة الملموسة أو غير الملموسة عبر إسقاط الرؤى المتعددة عليها وتسجيل انعكاساتها الايجابية ومن ثم إنتقاء ما يصلح منها لبناء مكونات الفكرة. هذا الإنتاج (الإبتكار) الفكري ليس متاحاً لكافة الكائنات العاقلة، وإنما يقتصر على ذوي القدرات والمهارات الفطرية للوصول إلى النتائج المتوخاة.
حين يتم إنتاج الفكرة، تطرح باعتبارها أبتكاراً جديداً يسعى الأخرون لإدراكها فكلما كانت واضحة وسهلة الفهم والإدراك كلما استحسنها المستهلكون. لكن ليس لكل البشر نفس القدرات الذاتية على الإدراك والفهم خاصة حين تكون الفكرة جديدة ولم يسبق للعقول العامة إدراكها من قبل، مما يتطلب المزيد من الشرح والتوضيح والمزيد من الرؤى لتكون متاحة مع عدم إغفال أختلاف حجم ومستوى المدركات العقلية بين البشر.
يقول ((بركلي))" إني أمتلك مستوى وعي كافٍ يؤهلني لإدراك وفهم الأفكار المتاحة فأعمل على توظيفها لإنتاج أفكاراً جديدة".
إن الإدراك والفهم آلية فطرية ومكتسبة وتختلف بدرجاتها من شخص لآخر فإن أستثمرت بشكل جيد وتم تنميتها بالمعرفة والعلوم تصبح قادرة على إنتاج الأفكار الجديدة، وتضمحل عند إهمالها. فالعقل خزان فارغ يملء بالمعرفة من خلال الدراسة والتحصيل ويختزن المعلومات في أدراج الذاكرة لحين طلبها فيتم استحضارها لكن عند عدم وجود فكرة ما في خزانه لايمكنه استحضارها. وقد تخلق الفكرة عبر تفكير آني نتيجة مزج عدة أفكار ورؤى موجودة في خزان العقل لم يستثمرها سابقاً، فالمنتج الفكري الجديد مستوحى من منتجات فكرية جاهزة ومدركة عقلياً.
يعتقد ((لوك))" أن أية فكرة لم يسبق للعقل إدراكها بتاتاً، لن تكون كامنة فيه على الإطلاق. وأية فكرة إدركها العقل سابقاً تكون موجودة في خزينه ومدركاته تستحضر بالتذاكر وقت الحاجة".
لايكفي أن تكون الفكرة المنتجة جديدة وصالحة الاستخدام لكنها يجب أن تكون سهلة الفهم والإدراك وليست معقدة بحيث يصعب إدراكها، مع مراعاة أختلاف ماهية الأفكار ذاتها، فهناك الأفكار البسيطة والأفكار المعقدة التي لايستوجب إدراكها من كافة البشر. لكن الفكرة ذاتها لاتولد معزولة وشاذة عن مثيلتها من الأفكار المتاحة لأنها ليست منتجة من فراغ، بل من وجود مؤشرات فكرية أو دلالات علمية سبقتها فأتاحة للمفكر سُبل إستثمارها لخلق الفكرة الجديدة.
يرى ((أسبينوزا))" لقدرات العقل الفطرية آليات إكتساب وإدراك للأفكار للإرتقاء بمستوى الوعي".
كما أن الفكرة الجديدة لاتولد جاهزة وخالية من الشوائب بشكل كامل فبالرغم من أهمية مرحلة مخاضها وولادتها فإنها بحاجة لمرحلة الرعاية لتشذيبها وتطويرها لتصبح فكرة ناضجة. أي فكرة واضحة الأبعاد والمعالم ومختصرة، وسهلة الفهم والإدراك العقلي فوضوح الفكرة وصلاحيتها توجب قبولها وفهمها لتكتسب الصلاحية. لكن هذه القاعدة ليست شاملة لأن الأفكار المعقدة غالباً لايدركها العقل البشري، وإنما العقل الالكتروني وبصدقية عالية وبالرغم من ذلك فإن المدركات العقلية للعديد من البشر يصعب عليها إدراكها.
يجد ((لوك))" أن الفكرة الواضحة هي الفكرة التي يدركها العقل مباشرة لتصبج جزءً من مكوناته".
إن العلاقة بين الفكر كمنتج بشري يصلح للاستخدام والتوظيف في الحياة العامة يتطلب إدراكاً وفهماً من المستهلكين له، ودون ذلك يفقد صلاحيته كمنتج رائج، فمعيار قيمة الفكر يحدد من خلال حجم الفائدة التي يقدمها للمجتمع. وهذا لايعني أن جميع الأفكار ذات فائدة عالية فهناك أفكاراً عالية القيمة لكنها محدودة الفائدة أو مقتصرة على فئة اجتماعية معينة أو مجال علمي ضيق.
إن قيمة الفكر وحجم الفائدة يحدد مدى شيوع الاستخدام وبالتالي يؤشر لعدد المستخدمين ( المستهلكين ) وبغض النظر عن مستويات وعيهم، فالفكر الديني يستقطب الملايين من البشر وفائدته غير ملموسة ولربما تكون ضارة في بعض المجتمعات لأنها السبب في الصراعات القائمة بين الفئات الاجتماعية المختلفة. وبالرغم من ذلك فإن الدين يحشد أنصاراً أكثر من مناصري الفكر ذا الفائدة الملموسة. وهذا الأمر لايلغي قاعدة القيمة والفائدة للفكر، وإنما يوجب التمييز بين الفكر الديني الذي تدركه العاطفة وبين الفكر العلمي الذي يدركه العقل فكلاهما يحقق فائدة ما لكن الاختلاف بمستوى وعي المستهلكين والمناصرين.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكر والوعي الإنساني (الحاجة والأسبقية)
- الفكر والسياسة
- العلاقة بين النسق الفكري واللغوي
- آليات تنظيم الانتخابات
- حق التصويت للناخب
- الناخب والانتخابات
- مواصفات الناخب والمرشح
- الصلاحيات الدستورية للأقاليم الفيدرالية
- الالية الفيدرالية (الأهداف والفوائد)
- المفاهيم الفيدرالية
- صراع الصلاحيات بين المركز والأطراف
- آلية الاتحاد أو الانفصال في النظام الفيدرالي
- الانعكاسات السلبية للفيدرالية
- الفيدرالية والكيانات الحزبية
- بيروقراطية الدولة
- ماهية البيروقراطية
- ماهية الدستور وإشكاليات التطبيق
- كتابة الدستور
- المفاهيم الدستورية
- آليات عمل السلطة التشريعية


المزيد.....




- قاربت سرعتها 140 كيلو مترا في الساعة.. شاهد ما سببته رياح عا ...
- فيديو يثير الغضب يظهر مؤثرة أمريكية تنتزع صغير حيوان -الومبت ...
- رئيس الوزراء العراقي يعلن مقتل -والي العراق وسوريا- الإرهابي ...
- هل يمكن لبولندا وألمانيا امتلاك أسلحة نووية؟- التايمز
- حماس: سنفرج عن رهينة وأربع جثامين ومستعدون لاستئناف المفاوضا ...
- روته: -الناتو- لن يشارك في ضمان وقف إطلاق النار في أوكرانيا ...
- -زلينيسكي بين ضلعين غير متساويين-
- ترامب: تحدثت مع بوتين يوم أمس وطلبت منه الرأفة بقوات كييف ال ...
- فرانس24 في السودان: سلسلة ريبورتاجات ترصد تداعيات الحرب الأه ...
- جدل بشأن وثيقة التفاهم الموقعة بين السويداء ودمشق


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - الفكر والإدراك العقلي