طارق عيسى طه
الحوار المتمدن-العدد: 2363 - 2008 / 8 / 4 - 10:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ان المسؤولية يجب ان ترتقي الى حسابات دقيقة لتجنب الانفعالات النفسية ودراسة ما يمكن ان تحدثه تصريحات غير مدروسة متسرعة تثير النعرات القومية وردود
الفعل الغير مرجوة التي تؤدي الى تازم الوضع الاجتماعي والسياسي وتخريب
ما تم بناؤه وترتيبه لمدة سنوات, ان السيد محافظ كركوك مثلا على ذلك فهو
يصرح مرة مهددا بقطع النفط عن بغداد ,ويطلب مرة اخرى ضم كركوك الى
منطقة كردستان العراق , الا يعلم انه بهذه التصريحات ينسف المادة 140 من الدستور العراقي ؟ اننا يجب ان نعلم بان مثل هذه الاخطاء ممكن ان تؤدي الى مشاكل داخلية في كركوك ,وفي عموم العراق ,وتثير مخاوف الجارة تركيا التي لم تكف عن قصف الاراضي العراقية يوميا بحجة مطاردة الارهابيين ,وكذلك الجارة
ايران التي تقصف مناطق كردستان العراق بالتناوب مع تركيا ان هناك هجرة كبيرة للفلاحين الذين يغادرون مناطق سكناهم الى مناطق امينة اخرى ,في مثل هذه الاحوال الغير مستقرة والملتهبة يجب ان نضع نصب اعيننا مصلحة هؤلاء
الذين يضربون بالمدافع يوميا بدون اي ذنب ارتكبوه , اننا يجب ان نعلم بان العراق وحدة متكاملة وسوف يبقى كذلك ولا نفسح المجال لتقسيمه ,وتبادل السفراء
بين النجف والسليمانية , ان الخلافات التي تحمل في باطنها مثل هذه الافكار العقيمة مصيرها الفشل ويتم وأدها من الاخيار عربا واكرادا وتركمانا وباقي الاقليات القومية والدينية التي ترى سعادتها وكرامتها من كرامة العراق ووحدته التي يستمد منها قوته ,ان الكوارث التي اصابت العراق والتي دخلت مع المحتل
الذي غذاها وساعد على تطويرها وتنميتها حتى وصلنا الى مثل هذا التشضي
والخلاف الى المربع الاول , مئة سنة من التطور الاجتماعي والسياسي ذهبت
سدى ,وغيرت التركيبة الاجتماعية قضت على العائلة وترابطها واصبح عدد
الايتام يزيد على الخمسة ملايين والارامل على الثلاثة ملايين , واصبحت المراة عرضة للقتل والاعتداء على حياتها استنادا على مفاهيم متاخرة جبانة , كل هذه النتائج المخزية التي وصلنا اليها تستدعي العمل الجاد والدعوة الواعية لتحمل
المسؤولية في مناطق تواجدنا ومعرفة تاثيرها على عموم العراق , ان العراق
هو مثل الجسم اذا اشتكى اشتكى منه عضو تداعى باقي الاعضاء بالسهر والحمى
#طارق_عيسى_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟