أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمس - سلسبيل الرأي الصحف














المزيد.....


سلسبيل الرأي الصحف


أحمد الخمس

الحوار المتمدن-العدد: 2359 - 2008 / 7 / 31 - 09:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك من يستصحب الجرائد ملجأ من الملل والعطالة المعنوية. وهناك من يتخذ قراءة الصحف أولويته الاجتماعية. وذلك عبر التعود على قراءة التحاليل ومتابعة مجريات الأوضاع. أمام هؤلاء أحس أنني محرجا باستمرار. بسبب الإخلاص الموضوعي الذي يبذله هؤلاء القراء والذين يعطون معنى لما نتخيله من دور تنويري للعمل الصحفي.

وضمن هذا التصور وما يولده من دينامية معنوية في المتخيل وحركية في المعيش، التقطت هذه السنة التحليل الذي سمعته من الزميل الصديق محمد حفيظ ذات يوم من ربيع 2008، حول استهزائه بأعمدة الرأي بصفة عامة وموقفه الرافض لمصطلح "الخط التحريري". موقف أثارني بكيفية جدية، ليس فيها مثقال ذرة من المعنى السلبي للسجال. لكن موقفه تزامن مع اطلاعي على التحليل الذي سبق للمثقف التنويري الأنجليزي، دافيد هيوم، أن أبداه (1752) "حول حرية الصحافة".

وقد ميزت في رأي محمد حفيظ بين مستويين: مستوى وصف الحالة، التي قد تضع بين أيدينا تحاليل إنشائية باسم الرأي لا تضيف لمعلومات القارئ ولا لمعنوياته ونفسيته. ومستوى الموقف المبدئي من أعمدة الرأي وهو ما لا يمكن الاتفاق حوله ولا تفهم الدعوة إليه! والخلاصة أن ميثاق العمل الصحفي يقتضي البحث. لا في حدود المغزى السياسي لحرية التعبير فيما يعرف بالخطوط الحمراء. بل، عبر التصور العضوي الذي يربط بين الديمقراطيا الحديثة كآلة لصناعة الثقة والتمثيلية والشرعية والهوية والمرجعية ضمن المجتمع الحي، وبين جهاز التكييف والتهوية الذي يحفظ الكيانات السياسية من الحروب الأهلية. هذا الموجز لرأي دافيد هيوم، هو الذي يحول المسؤولية المعنوية للصحفي إلى عمل دؤوب، يبدأ بالتثقيف الذاتي باستمرار. ليضيئ ما يعبر عنه من آراء بمضامين عقلانية مستخلصة من تجارب الشعوب.

وبسبب العولمة التي اخترقت البنيات الإعلامية عبر القنوات الفضائية والانترنت، فقد تسللت إلى عقولنا شعبة علمية من العلوم السياسية، هي الجغرافيا السياسية والجغرافيا الاستراتيجية. مما رجع بنا إلى 1904 مع الانجليزي ماكندر. وذلك قصد تتبع الجذور الطويلة العميقة للسياسات الأمريكية الكونية بدل الانشغال في تكتيكات الرؤساء. مما أعطى لكتابات برجنسكي معنى ممتدا في البرامج والمخططات تصل الصين وتمتد إلى 2050، بدل السجال المستهلك باسم الحزم ضد أمريكا حد السعار بلا طائل استراتيجي.

وبسبب الضيق الذي عانى منه قاموس التحليل الاقتصادي قبل العولمة، فقد عملت الأمم المتحدة رفقة البنك الدولي على تغيير القاموس الذي انتشر استعماله طيلة الحرب الباردة، بسبب التأثير الاصطلاحي الذي مارسه الاتحاد السوفييتي على الكلمات المتداولة لوصف الحالة. مثل الامبريالية والأزمات الرأسمالية المتكررة. وبالتالي حلت "دورات كوندراتييف" محل التحليل الماركسي السابق، المستند الى الصراع الطبقي كميكانزم. ولم تشوه تناوب سيزيف بين التنمية الاقتصادية(أ) وحالة الانحسار(ب). مع تمديد التحليل ما بين جيل (30 سنة) وجيلين (60 سنة). عبر المقارنة ما بين أوضاع مختلفة في مجتمعات الاقتصاد الرأسمالي في الغرب، طيلة القرن 19. وليس لذوي القضايا العادلة سوى التسرب لبنيات التحليل المستحدثة ولغة الخطاب الاقتصادي المعولم قصد توضيح الصورة وتحديد "المرافعة" كما يقال اليوم.

ولأن سييس أحد رموز الثورة الفرنسية هو المحلل للعنصر الثالث (تيير ايطا) ضمن البنية المجتمعية للنظام القديم (العنصر المهمش إلى جانب الكنيسة والنبلاء)، ولأن العنصر الثالث أصبح رمزا للشعب وللأغلبية المغلوبة على أمرها، ولأن سيادة الشعب أعادت التوازن للنظام السياسي الفرنسي الجديد بناء على الثقة، فقد يجد كاتب الرأي نفسه ملزما بمراجعة الأدب السياسي للثورة الفرنسية، خصوصا من جانب ضحايا الثورة اليعقوبية، مثل كوندورسي، منظر ومؤسس المدرسة الفرنسية النابوليونية الحديثة.

ولأن الاستثمار في الاقتصاد الرأسمالي يأتي نتيجة لروح التعفف ولقدسية العمل عند البروتستانت، حسب ماكس ويبر، ولأن استرسال المصالح عند المالكية يستتبع وجود شرع الله حيث مصالح الناس، فقد اقتضى بروز المعارضة ذات اللون الديني التوقف عند العلاقة بين رهانات الحداثة وبين الصراع السياسي باللبوس الدينية دراسات مقارنة بيننا وبين الغرب. مما يفضي إلى ثوابت مادية بين كل الأمم في المسألة الاقتصادية والعوامل الروحية المدعمة للتراكم والادخار. مما يضع للتعامل الديمقراطي بين العلمانيين والمسيسين للدين جسورا ومقاييس تسمح للجميع ممارسة الحقوق السياسية كاملة ضمن النظام السياسي القائم.

إن كتابة الرأي الصحفي عبارة عن صبيب مائي لا ينضب. يتعود القارئ على الشرب منه. ولا يحق للكاتب الصحفي أن يجعل القارئ يغرف بدل الماء التراب. لذلك، جددت كتابة الرأي عندي ممارسة القراءة باستمرار. كي أتمكن من ري ظمأ القارئ. أما وقد فتح الأنترنت أمامنا كنوز الكتب والدراسات والتقارير الدولية والمتابعة الدقيقة فمن العيب البالغ السلب ألا نستزيد في التثقيف الذاتي.

ولأن الكتابة الصحفية تضع الكاتب أمام المرآة، فأنسنة المشاعر تقتضي أيضا مراجعة العلاقات الشخصية، مع التقييم الدوري. علما أن التفكير بالنسق وتدبير العلاقات باليومي تمطط الكيان النفسي بين عالمين: عالم المثل والرؤى، وعالم المدن والقرى. مما يدفع بلحظات إلى الاحساس بالتمزق النفسي. غير الكتابة تضع الغسيل في آنية القراءة. كشكل آخر من أشكال النقد الذاتي. وهو ما يربي النفس على التبيئة الاجتماعية والتواضع العضوي الحتمي بدل الطيران المثالي الذاتي في فضاء الفردانية الصماء.



#أحمد_الخمس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- يقدمون القرابين لـ-باتشاماما-.. شاهد كيف يعيش بوليفيون بمناز ...
- انفجار هائل ثم حريق خارج عن السيطرة.. شاهد ما حدث لمنزل صباح ...
- قتلى وجرحى فلسطينيين في خان يونس
- ترامب ويطالب بضم كندا والسيطرة على قناة بنما
- لافروف لـ RT: أحمد الشرع يتعرض لضغوط كبيرة من الغرب الساعي ل ...
- فنلندا تحقق في دور سفينة أجنبية بعد انقطاع كابل كهرباء تحت ا ...
- جثثهم تفحّمت.. غارة إسرائيلية تقتل 5 صحفيين في النصيرات بقطا ...
- تركيا توجه تحذيرا لوحدات حماية الشعب الكردية في شمال سوريا
- صورة لـ-شجرة عيد الميلاد الفضائية-
- -اتفاقية مينسك لم تكن محاولة-.. لافروف يقدم نصيحة لمبعوث ترا ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخمس - سلسبيل الرأي الصحف