مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 2358 - 2008 / 7 / 30 - 07:49
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
يستغل اعداء العراق جميع الوسائل بما فيها الوسائل المجرمة من اجل فتح كوة في جدار التوافق والانسجام والتأخي بين ابناء الشعب العراقي بعربه وكورده وتركمانه وكلدانه واشوريه وجميع الطوائف والمذاهب المتعايشة منذ القدم في بلاد مابين النهرين .
وما ان اثارت بعض الكتل السياسية قضية الانتخابات لمجالس المحافظات في مجلس النواب ، واجرت تصويتا سريا مغرضا على القانون دون الاتفاق مع اكبر قومية ثانية في العراق ، الشعب الكوردي ، حتى استلمت المجموعات الارهابية وايتام ومرتزقة النظام الصدامي المقبور الاشارة ونفذت تفجيرين في الكرادة ببغداد وفي مدينة كركوك ، فراح ضحية التفجرين عشرات القتلى والجرحى ، ولكن الملفت للنظر ، ان يتزامن تفجير كركوك بهجوم على مقر الجبهة التركمانية ، والقصد واضح من هذا الهجوم ، فهو يريد خلط الاوراق واثارة فتنة ومعركة جانبية بين الكورد والتركمان ، مثلما تبغي الاعمال الارهابية الى اثارة الفتنة بين الشيعة والسنة في بغداد وغيرها من المدن ، وهنا يأتي نضج القوى السياسية العراقية وقادة الاحزاب والطوائف والعشائر والمذاهب ومنظمات المجتمع المدني في المقام الاول من اجل افشال هذه المخططات الاجرامية التي ترمي الى اشعال لهيب الحرب الاهلية في العراق واثارة الحزازات والخلافات بين الفرقاء حين تظهر اي بادرة في الاختلاف على اي مسألة او قضية ، ولا شك ان الشعائر الدينية التي تقوم بها جماهير غفيرة من الشيعة احتفالا وتقديرا للائمة من آل البيت افضل مناسبة لاستغلالها والقاء بعض البهائم المفخخة فيها او تفجير بعض العبوات الناسفة التي يسهل تفجيرها بين الجموع فتحصد ارواح الابرياء ، ولكن مثل هذه الاعمال الخبيثة يجب ان لا تاتي على بصيرتنا فننحدر الى درك ردود الفعل العشوائية والسريعة فنصبح ضحايا لفخاخ العصابات المجرمة ويتحقق هدفها في بث الفرقة بين المواطنين ليشتعل فتيل القتال بين ابناء شعبنا وتسري نيران الحرب الاهلية كالهشيم بين اهلنا وشعبنا ومدننا وقرانا .
كذلك ماجرى في كركوك اليوم من تفجير وسط تظاهرة سلمية رافضة لماجرى من تصويت سري لقانون انتخابات المجالس ، وهجوم على مقر الجبهة التركمانية اثر ذلك ، يذكرنا بما جرى في كركوك اوائل ايام ثورة الرابع عشر من تموز حين ضرب مشبوهون مظاهرة سلمية في عملية خبيثة لتغرق بعدها كركوك في دماء الفتنة فاستمرت اثارها لسنوات .
ان الحذر من ردود الافعال السريعة ، ومعالجة نقاط الخلاف ، وخفض درجة التوتر بين القوى السياسية ضرورة ماسة من اجل توفير الامن والسلام لمدينة كركوك وضمان حقوق المواطنين جميعا عربا وكوردا وتركمانا واشورا وكلدان ، دون غمط حق الشعب الكوردي وتاريخية المدينة الكوردستانية ، والقفز على حقيقة التغيير الديموغرافي الذي جرى في مدينة كركوك والعديد من المدن الكوردية .
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟