أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - {{ الراصد }} قانون انكبح متعثراً بعتبة البرلمان !!














المزيد.....

{{ الراصد }} قانون انكبح متعثراً بعتبة البرلمان !!


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2355 - 2008 / 7 / 27 - 10:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذه حال الدنيا فمن يولد سليماً فيها ، ومن يولد قبل اوانه ، ومن يولد معوقاً ومن يولد على يد قابلة غير جديرة ربما تعوقه ، هذه حال قانون انتخاب مجالس المحافظات عندما حانت ساعة ولادته من مجلس النواب العراقي ، اصيب المخاض بالعسر والتعثر ، ومن المعروف عن هذا المجلس بانه لم يتساهل مع ولادة قوانين لم تكتمل بنيتها ولم يستقم قوامها بعد ، ولكن المفارقة هنا ان هذا القانون تكون سليماً ونضج في رحم العملية السياسية وفي وقت خروجه للحياة وقبيل ان يستنشق هواء دنيا السياسة العراقية الجديدة ، تصدى له اهله وليس غيرهم وتحديداً الذين وعدوا باحتضانه فعوقوه ، ليخرج وهو من دون قوائم ، مما ادى به الى عدم القدرة على المشي لكي يؤدي واجبه الذي بني من اجله ، فليس مستغرباً ما حصل في يوم الثاني والعشرين من تموز في حاضرة مجلس النواب ، حيث تم تجاوز مواد القانون التي هي ثلاثة وعشرون فقرة ، فاصبحت اربعة وعشرين وهذه المادة الاخيرة اقحمت على اصل القانون لتستثن محافظة كركوك عن باقي محافظات البلاد بتقسيمها الى حصص عرقية للاسف الشديد ، ثم ارفقت بآلية غير معتادة في مجلس النواب العراقي ، اي التصويت السري لاقرارها !! .
والسؤال هنا يكون مشروعاً عن غرابة هذا الموقف ، لانه في الوقت الذي يبح صوت الشعب العراقي مطالباً بالغاء المحاصصات العرقية والطائفية يبادر مجلس النواب الذي يمثل ارادة عموم العراقيين الى اصدار قانون يقسم المواطنين في محافظة كركوك الى حصص عرقية !، مصادراً بذلك حرية المواطنين بالاختيار ، وما يزيد المتابعين لسير العملية السياسية اندهاشاً ، هو اقدام مجلس النواب الذي بقى طيلة عمره توافقياً على اتخاذ قرار من شأنه ان يهدم جدار حتى ما بني من توافقات سابقة ، ولا نريد ان نستشهد بما سمعناه من صدى ردود الفعل الغاضبة وما سيترتب عليها من مواقف ، ولكننا نسأل ، هل اخذ الذين صوتوا لمثل هذا التقسيم العرقي بالحسبان ما سيحصل من انعكاسات سلبية على لحمة الشعب العراقي ؟ ويمكننا تفهم هذا العبور ، لان هذا النمط من التقسيم والحصص قد امسى قاعدة ثابتة منذ ان جاء الاحتلال بالمحاصصة العرقية والطائفية ، وكما يبدو ان ثقافة التجزئة قد تكرست للاسف الشديد ، وربما يقول البعض ان اقرارهم لهذا القانون التقسيمي جاء تفادياً من انفراد طرف واحد في مدينة كركوك بعد حصوله على اكثر من الثلث المؤهل لانظمام المدينة الى اقليم حسب الدستور العراقي ، ونحن نسأل ، من سطر ومن اقر هذا الدستور ومن اتخذه مرجعاً لكافة قراراته غير هذا المجلس النيابي رغم العديد من التحفظات حوله ؟ .
ولايستبعد ان تدخل النجاحات الاخيرة في العملية السياسية وآخرها التآم حكومة الوحدة الوطنية كعامل محفز لمزيد من وضع العراقيل من قبل المعارضين امام تشكيلة الحكومة الاخيرة غير المقنعة لبعض الاطراف الاقليمية والداخلية على حد سواء ، ومن الخطأ الذي لاتحمد عقباه اذا ما جرت الاستهانة بهذا التفخيخ الخطير في طريق المسيرة السياسية في البلد ، والمتمثل باقرار قانون انتخاب مجالس المحفظات بالصيغة موضع الخلاف ، ومن المؤسف ان يأتي هذا الخلاف الحاد متزامناً مع دخول العراق بمفاوضات مصيرية مع الولايات المتحدة الامريكية ، يقتضي الامر فيه توفير غطاء وطني سميك نابع من متانة الوحدة الوطنية لكافة المكونات السياسية للشعب العراقي ، غير ان الذي جرى من شأنه ان يسمم من جديد الاجواء السياسية ، لاسيما وان مكوناً هاماً يتعاكس مع القانون الذي اقر ، بل ويعتبره مقصوداً ضد مصالحه وحقوقه القومية .
ان الصدمة التي حصلت لبعض القوى السياسية من جراء اقرار القانون المذكور جعلتها تفكر ملياً بأعادة حساباتها وبخاصة في تحالفاتها ، اذ انها كانت تتم تحت غطاء المحاصصة ، ومن المعروف ان مثل تلك التحالفات لم يكن لها نصيب وافر من العمر المديد ، فهي مرتهنة الى حد بعيد بمدى تحقيق المصالح الفئوية ، والتي هي في العادة متباينة ويتوفر فيها عنصر التناحر ، الذي يكون على الدوام قابلاً للانفجار في حالة حصول اي قدر من اختلال في التوازن ، حتى وان كان مجرد شعور بالغبن من قبل احد الاطراف ، فكيف الامر عندما يتفجر الخلاف حول امور قد حسمت بالدستور ولكن تم عبورها في مجلس النواب بصورة تجردت من صبغتها التوافقية المعتادة ، ولم تتوقف عند موضوع الانتخابات المحلية في مدينة كركوك ، انما بفعل ضيق الافق في تفكير بعض الاوساط جعلها تعدم في المادة 24 المضافة ، حتى ما خصص للنساء – الكوتة - وكذلك حصص الاقليات القومية الصغيرة ، ولهذا باتت الدعوة الى اعادة صياغة القانون ووضعه على سكة العملية السياسية ضرورة ملحة تفرضها استحقاقات تقويم حكومة الوحدة الوطنية في هذه المرحلة الحرجة .











#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- {{ الراصد }} مضاربات في بورصة العملية السياسية
- {{ الراصد }} الحزب الشيوعي العراقي وثورة 14 تموز المجيدة
- {{ الراصد }} ثورة 14 تموز ... غرة في جبين تاريخ العراق السيا ...
- {{ الراصد }} خريف الاحتلال في صيف العراق اللاهب
- {{ الراصد }} الاتفاقية العراقية الامريكية .. تراتيل لنصوص لم ...
- {{ الراصد }} وداعاً للسلاح
- {{ الراصد }} سياسة مفاوضات ام مقايضات سياسية ؟
- {{ الراصد }} العراق ... قيظ وقضية قضيض اهلها مفقودا
- {{ الراصد }} قانون الانتخابات في غياهب المحاصصة !!
- {{ الراصد }} من اين تبدأ طريق الزعامة
- {{ الراصد }} هيئة نزاهة ام هيئة نزقة ..؟
- {{ الراصد }} التيار الديمقراطي العراقي .. شد الاحزمة للانتخا ...
- {{ الراصد }} سلاح المقاومة خلع حجاب الشرعية واعتدى سافرا
- {{ الراصد }} جهود ووفود حصيلتها تكرار الوعود
- {{ الراصد }} الطبقة العاملة العراقية .. الغتها الدكتاتورية و ...
- {{ الراصد }} حكومة المشاركة الوطنية هي الحل
- {{ الراصد }} كيف التغيير الرقعة صغيرة والشق كبير !؟
- {{ الراصد }} المليشيات ...الرحيل الاخير الى الآخرة
- {{ الراصد }} قرارات عاجلة وان جاءت متاخرة
- {{ الراصد }} التمرد المسلح .. قاعدة ام استثناء ؟؟


المزيد.....




- -لن تفلتوا منا أنتم ميتون-.. عائلة تتعرض لهجوم -مرعب- من قبل ...
- هذه الجزيرة البكر تسمح بدخول 400 سائح فقط في الزيارة الواحدة ...
- اقتلعته الرياح من مكانه.. سيدة تتفاجأ بقذف عاصفة عاتية لسقف ...
- تحديات تطبيع العلاقات المحتمل بين تركيا وسوريا.. محللان يعلق ...
- رئيس الأركان الروسي يتفقد مقر قيادة إحدى مجموعات القوات في م ...
- روسيا.. تعدد الأقطاب أساس أمن العالم
- أنا ميشرفنيش إني أقدمك-.. بلوغر مصرية تهين طالبة في حفل تخرج ...
- -نسخة طبق الأصل عن ترامب-.. من هو دي فانس الذي اختاره المرشح ...
- مقتل 57 أفغانيا وإصابة المئات جلّهم من الفيضانات والأمطار ال ...
- الحكومة المصرية تنفي شائعة أثارت جدلا كبيرا بالبلاد


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي عرمش شوكت - {{ الراصد }} قانون انكبح متعثراً بعتبة البرلمان !!