يزيد (الشيطان)

على أحمد على

الحوار المتمدن-العدد: 2355 - 2008 / 7 / 27 - 06:27
المحور: الادب والفن
    

أنا يزيد
أنا الشيطان ينبت من بذور الظلم
أبعث من جديد
أنا الآثام تجرى فى عروقى
تسعى فى الطريق إلى جوارى
.... فلا أحيد
أبيع بدرهم دينى ووطنى
وأملأ ساحتى خمراً وغيد
وأمضى فى السهول ... وفى الجبال
لأرفع كل شيطان مريد
أقتّل فى الصحابة فى الصباح
وأخضع فى المسا كل العبيد
فالأرض لى
والجو لى
والماء ينقص فى البحار
ويستفيض ....
بأمر منى....
من يزيد...
ودم الحسين
بنصل سيفى يستغيث
ولا مغيث
ولا مجيب
ومن يغيث....؟
ومن يجيب....
سوى يزيد..؟
فأنا الكريم.... وأنا البخيل
وأنا الغيور على البلاد
وأنا العميل
وأنا النجابة والخبل
وأنا الجبل
وأنا المنادى
والمنادى ....والكتاب
وبحكمتى يجرى السحاب
وبقوتى تطغى الذئاب
.....على الحمل
وبقدرتى أضع البنان على الجروح
فتندمل
وبعزتى اضع السيوف على الرقاب
فتنخفض
....أو تنتفض
فى حضرتى يقف الجميع
كما الذباب
كما الكلاب
وأنا القلاع الشاهقة
أنا القباب السامقة
وأنا الذهب يملأ يدى
إذا لامست يوما تراب
فأنا الوطن
وأنا الوجود
وأنا الحدود
وسواى وهم أو خيال
......أو طريد
أو شريد
والمارقون ...
الكافرون.....
الفاسقون....
لهم سقر
لهم شراب من حميم
لهم ثبور
لهم وعيد
لهم مقامع من حديد
فأنا يزيد
وماليزيد ليزيد
ومالله.... ليزيد
.... ويزيد
فأنا الخليفة
والملك
أنا يزيد
وأمام أمر من يزيد
الناس تجرى كالقطيع
ويحفظ كلامى
الغنى ......
والفقير....
الفقير الوضيع
يحفظه قسراً
يحفظه كله
سفراً ...سفراً
وأجعل عبيدى
يضجون فقراً
يضجون كفراً
ويصدح صوت عميق الشجن
أنا كاره لوجه الوطن
أنا يائس لهول المحن
أنا كافر بهذا الوطن
أهذا وطن.....
أهذا وطن ....
وصوت يقول
أحب البلاد
أحب بلاداً ....تجيد العناد
وفى الصدر تسكن بقايا رماد
..... محل الفؤاد
وللعين تبدو صورة جسد
يحيط بضعف بنفس جريحة
تبيت الليالى لتحلم طويلاً
وترنو ...وترنو
وترنو
وصوت بعيد يدنو... ويدنو
ويظهر فى الصوت بعض العتب
أحقاً وصدقاً تزول الأمانى
إذا ماالقلوب
ضواها التعب؟
أحقاً وصدقاً .... ؟
أحقاً وصدقاً يزول العجب
إذا ما استبانت ملامح سبب ؟
أنا لا أبالى
وُيسمع نداء يشق الحجب
يهمهم ويشكو بصوت خفيض
بصوت مريض
ألست مهاناً ؟
مهاناً بأرضى وأرض الغريب
وبالأمس كنت كريماً مهيب
أنا اليوم أرضى أقل القليل
ويأبى القليل بأن يستجيب
وفى الغد .....أرضى
وأرضى .... وأرضى
ويعلو اللئام
وأبقى سليب
.....وأبقى ذليل
ويعلو هنالك صوت عليل
سئمت بلاداً تبيد الفضيلة
سئمت بلاداً تبيد البشر
فأحيا ـ إضطراراً...
إلى اليوم ـ غيلة
بأرض تعج بشتى العجائب
شتى المصائب
شتى العبر
....مال قليل ...قيان تميل
وحال تميل....
وفقر يزيد
ويبقى يزيد
ويحيا يزيد
........................
.......................
فأنا يزيد
....ولا مزيد

#على_أحمد_على (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات