تحفيز المواهب الكامنة عند الاطفال

نجاح العلي

الحوار المتمدن-العدد: 2354 - 2008 / 7 / 26 - 03:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

ان تاريخ النتاجات الإبداعية لمشاهير المبدعين غالباً ما يوضح أن انطلاقتهم كانت في مرحلة الطفولة ثم تعقب ذلك وباستثناءات قليلة ظهور الإبداع لكبار السن، في حين تشكل الأعمار الوسطى الكثرة الكاثرة من المبدعين لكن ما يلاحظ على هؤلاء أن الإبداع النوعي لديهم يكون قليلاً. وفي هذا الشان وتحديدا في الابداع الادبي يقول الفنان العالمي بابلو بيكاسو: "بداخل كل طفل فنان، الطفل ينمو، ويبقى السؤال، كيف احتفظ بذلك الفنان؟" لذلك فان ملامح الابداع يمكن ملاحظتها في سن مبكرة في مرحلة الطفولة وإن تربية الطفل كي يكون مبدعاً متخصصاً عند الكبر هي مسألة ممكن أن يساهم بها أفراد عائلته وبخاصة الأبوين وتأتي بعد ذلك المؤسسات التعليمية ومراكز التأهيل لتصقل هذه المواهب والامكانات الابداعية الكامنة عن طريق تعليمهم التخصصي. فيعد الانسان في مرحلة الطفولة خامة متطلعة لكل شيء له مساره المتدرج في الاستيعاب نحو ما يدور حوله حتى إذا تآلف مع الأشياء بمختلف أنواعها أخذ يفكر بعقليته اليافعة ليتعرف عليها بشكل دقيق. وحالة الفضول لدى الطفل لمعرفة أي شيء أمامه هي التي تدفعه أحياناً لكسر لعبه ليرى هل يمكن أن تعمل بعد ذلك ليشعر الطفل مع مرور الوقت واستمرار عملية النمو العقلي والبدني أنه أمام حاجات لعبه التي قد يحتاج لبعضها أو يستغني عن الأخرى وامكانية اقتناء لعبات أخرى عن طريق طلب ذلك من والديه وربما تعمد الطفل في كسر أحد ألعابه كي يشتروا له لعبة جديدة يتطلع لإضافتها إلى رصيده من الالعاب. واثناء عملية اللعب عند الأطفال يترسخ لديهم نوع من التوعية لمعرفة كيف تعمل الأشياء وأحياناً كيف تتحرك وكيف تقف وتتحرك. أما الأطفال المحرومون أو شبه المحرومين من اقتناء الألعاب التي يرغبون بها لغلاء ثمنها وما يقابلها من محدودية العائلة المالية فقد أثبتت التجارب أن خيالهم يكون أوسع في عملية معرفة أشياء اللعب ولهذا فإن الإبداع لديهم يكون أرقى وأشمل إذا ما خاضوا إحدى مجالاته.وتربية الطفل إبداعياً عملية في غاية الاهمية عن طريق اتباع الإرشادات الأولية فضلا عن التشجيع المستمر من قبل العائلة والمدرسة، وهذه الامور بمجملها من الممكن ان تخلق منه مبدعاً على مدى المستقبل. لذلك فمن الضروري ان لا يهمل اي ملامح ابداعية للطفل وبالذات من قبل الأبوين فحتى الخطوط التي يخطها بيده ولا تعني شيئاً لها قيمة إبداعية على مستوى المستقبل إذا ما أحسن التقرب أكثر لنفسية الطفل ومحاورته باستمرار ولعل شعوره أن هناك من ينتظر منه عملاً إبداعياً مقبولاً، سيزرع في نفسه أكثر من دلالة للاستشراف بخطوات إبداعية ناجحة.. يبني من خلالها مستقبله الإبداعي المشرق. فكم من طاقات ابداعية ضمرت وتلاشت لعدم احتضانها وتشجيعها وتوفير المستلزمات والعوامل اللازمة لتنميتها سواء من قبل العائلة او المؤسسات والمراكز التربوية.

#نجاح_العلي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات