أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - ادِّعاء القدرة على -تثليث الاثنتين-!














المزيد.....

ادِّعاء القدرة على -تثليث الاثنتين-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2350 - 2008 / 7 / 22 - 11:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


القيادة الإيرانية، وفي قراءتها السياسية (التي يجب ألاَّ تُتَرْجَم باطمئنان عسكري إيراني) لاحتمالات أن تَشُنَّ الولايات المتحدة أو (و) إسرائيل حرباً ضد إيران الآن، أو قبل مغادرة الرئيس بوش البيت الأبيض، توصَّلت، بحسب ما أعلنت وأكَّدت ذلك غير مرَّة، ومنذ وقت طويل نسبياً، إلى أنَّ قراراً، أو عملاً، كهذا يكاد أن يكون ضرباً من المستحيل، اللَّهُمَّ إلاَّ إذا وجد الرئيس بوش (مع بقايا جناح المتشدِّدين من فريقه الحاكم) نفسه مضطَّراً، مُكْرَهاً، إلى نبذ "السياسة"، و"الحسابات السياسية للحرب"، من خياره وقراره، والذهاب إلى الحرب، بوصفها مغامرة في منتهى الخطورة.

إذا كانت "الحرب" تعني "الهجوم"، والهجوم الذي تُسْتَخْدَم فيه القوى العسكرية البرِّية على وجه الخصوص، أو في المقام الأوَّل، فإنَّنا، وفي استنتاج من تلك "القراءة السياسية الإيرانية"، نقول إنَّ الولايات المتحدة وإسرائيل هما الآن في وضع لم يعرفانه من قبل، هو وضع العجز عن شنِّ الحرب، خصوصاً إذا كانت الحرب تَسْتَلْزِم أن تُزَجَّ فيها قوى عسكرية برِّية.

ولا شكَّ في أنَّ هذا الذي تقوله إيران، في وجهة نظرها، أو تقويمها، هو ما حَمَلَ قائد أركان الجيوش الأمريكية الأميرال مايكل مولن على أن يقول: "لستُ في حاجة إلى حرب ثالثة، فإنَّني أخوض الآن بالفعل حربين (في أفغانستان والعراق). ولكنَّ الولايات المتحدة تملك القدرة على القيام بذلك (أي شنِّ حرب ثالثة.. ضدَّ إيران) إذا ما قضت الضرورة بذلك".

وأحسب أنَّ الأميرال مولن لا يعني في قوله هذا أنَّ الولايات المتحدة تملك الآن القدرة على أن تَشُنَّ حرباً ثالثة، أو حرباً ضدَّ إيران، من نمط حربيها في أفغانستان والعراق، فإرسال مزيد من جيوشها البرِّية إلى جبهة حرب ثالثة (وضدَّ إيران على وجه الخصوص) إنَّما هو المستحيل بعينه، إذا ما قُمْنا بوزن "الممكن" و"المستحيل" عسكرياً بـ "ميزان سياسي"، أو بـ "ميزان كلاوزفيتس"، الذي لا وزن فيه لأيِّ حرب ليست بامتداد واستمرار للسياسة.

إدارة الرئيس بوش، وفي عهد وزير دفاعها السابق وإمام الحرب فيه رامسفيلد، أبدت ميلاً كبيراً إلى أن تقيم الدليل على أنَّ الولايات المتحدة تملك الآن من العظمة الاستراتيجية الدولية ما يمكِّنها من أن تخوض حربين اثنتين في وقت واحد.

ولقد جاءت التجربة العملية والواقعية لتقيم الدليل على أنَّ الولايات المتحدة قادرة فعلاً على ذلك؛ ولكنَّ قدرتها هذه لا يَعْدِلها سوى عجزها عن "الانتصار" في الحربين معاً، أو في إحداهما على الأقل، فما هي الأهمية السياسية والاستراتيجية لشنِّ حربين اثنتين، أو عشر حروب، في وقت واحد، إذا ما أخْفَقَ المبادِر إلى شَنِّ الحرب في إحراز نصرٍ عسكري؛ وليس من "نصر عسكري"، مهما عَظُم في نتائجه الميدانية، إذا لم يُتَرْجَم بـ "نصر سياسي"، وإذا لم تنتهِ الحرب مع إعلان إحرازه؟!

في أفغانستان والعراق خاضت الولايات المتحدة حربين، مُسْتَخْدِمةً فيهما قوى عسكرية برِّية؛ لأنَّها تَعْلَم أنَّ تحويل النصر العسكري (أي الميداني) فيهما إلى نصر سياسي لن يصبح حقيقة واقعة (إذا ما أصبح) إلاَّ عبر السيطرة العسكرية بالجنود والدبابات والمدرَّعات..

ولقد انتهى نصرها العسكري (الميداني) في أفغانستان والعراق إلى "حرب دائمة"، ألْحَقَت بها خسائر بشرية ومادية واقتصادية وسياسية وأخلاقية، وأصابتها بالعجز عن إنهاء الحرب، وتحويلها إلى "نصر سياسي"؛ ثمَّ أصابتها بالعجز عن أن تخوض حرباً ثالثة، أو حرباً ضدَّ إيران، من نمط حربيها في أفغانستان والعراق، ولم يبقَ لديها من خيار، بالتالي، إذا ما أرادت اللجوء إلى الخيار العسكري في مواجهتها مع إيران، المصرِّة على المضي قُدُماً في عملية تخصيب اليورانيوم، سوى خيار "الحرب عن بُعْد"، الذي هو خيار "العملاق العسكري ـ القزم السياسي"، أي خيار قوَّة عسكرية عظمى، أصيبت بالعجز عن اسْتِنْبات "نصر سياسي" من نتائج لجوئها إلى الخيار العسكري.

في نهاية عهده، قد يلجأ الرئيس بوش إلى هذا الخيار ضد إيران، أي إلى خيار "الحرب عن بُعْد"، وقد نرى تدميراً هائلاً وواسعاً في بعضٍ من القوى والمنشآت العسكرية والاقتصادية.. الإيرانية المهمَّة؛ ولكن ما الذي يَضْمَن له، بعد ذلك، أن لا يكون هذا "النصر العسكري ـ الميداني" الذي أحرز بداية الهزيمة الاستراتيجية الكاملة للولايات المتحدة في أفغانستان والعراق، وفي جوارهما الإقليمي؟!

إذا ما استثنينا احتمالين هما احتمال أن يؤدِّي هذا التدمير إلى تدمير معنويات القيادة الإيرانية فَتَفْقِد الجرأة على الرد، واحتمال أن تلجأ الولايات المتحدة إلى "الخيار الهيروشيمي"، أو ما يشبهه فتكاً وتدميراً وإبادةً، فلن يجد الرئيس بوش، أو خلفه، ما يَضْمَن له ذلك.

إذا ما اسْتَثْنينا، واستثنى معنا "الواقع"، هذا الاحتمال وذاك، فإنَّ الرئيس بوش، الذي، على ما يقال، يبحث الآن عن مكان له في "التاريخ"، لن يَدْخُل التاريخ إلاَّ بصفته نيرون لجهة علاقته ببلاده!





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -نور-.. صورتنا!
- رايس تدير الحملة الانتخابية لماكين!
- -أزمة المعلومات- في جرائدنا اليومية!
- -الدولة-.. عربياً!
- -اتِّفاق التهدئة-.. نتائج وتوقُّعات!
- غساسنة ومناذرة ذهبنا إلى باريس!
- تسلُّح مُنْتِج للضعف!
- توقُّع الأسد.. و-مبادرة- فياض
- هل يخضع نفط العرب ل -انتداب دولي-؟!
- بيريز الغاضب على عباس!
- مهاجمة إسرائيل لإيران.. متى تغدو حتمية؟
- خبر له وقع الصاعقة.. من -فينيكس-!
- من أجل صحافة على هيئة -منشور زجاجي-!
- مدراء وموظَّفون!
- لماذا تردُّ طهران على -التهويل- ب -التهوين-؟
- أسئلة الحرب!
- تهدئة مع حصار مخفَّف قليلاً!
- صحافة الموت وموت الصحافة!
- جدل -الأزمة السكانية- في مصر!
- خطوة سعودية قد تكون تاريخية!


المزيد.....




- أمريكا: قبل 16 أسبوعًا من انطلاق التصويت.. نظرة على توقعات ا ...
- أمريكا.. تحذيرات من أعمال عنف انتقامية محتملة بعد محاولة اغت ...
- -يتعرض لضغوط متزايدة ولا يخشى الموت-.. مصدر مطلع يكشف تقييم ...
- ترامب جونيور يطرد مراسلا: -لم يكن بوسعك الانتظار بأكاذيبك وه ...
- -50 طلقة وجهاز تفجير عن بعد-.. تقرير: سلاح مطلق النار على تر ...
- أفغانستان.. 40 قتيلا جراء الأمطار الغزيرة و17 قتيلا في حادث ...
- سجن مؤثرة على انستغرام بتهمة الاتجار والعبودية
- مراسلتنا: الاشتباه بعملية تسلل في مدينة إيلات والشرطة الإسرا ...
- رغم محاولة اغتيال الضيف.. المفاوضون الإسرائيليون يتجهون لمتا ...
- العثور على دليل يؤكد وجود الماء في الغلاف الجوي لـ-إله الحرب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - ادِّعاء القدرة على -تثليث الاثنتين-!