أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - أحمد السقا..فارس جيله















المزيد.....

أحمد السقا..فارس جيله


أشرف بيدس

الحوار المتمدن-العدد: 2387 - 2008 / 8 / 28 - 01:31
المحور: الادب والفن
    


أحمد السقا..فارس جيله
صاحب حق امتياز أفلام الأكشن في السينما
«العشق والهوي» مرحلة التحدي واستفزاز الموهبة
والجزيرة رحلة البحث عن مقاييس جديدة
أشرف بيدس
واحد من شباب السينما الموهوبين والنابهين.. استطاع أن يثبت أقدامه، ويحتل مكانة متقدمة وسط أبناء جيله، له طلة لا تخطئها العين؛ تزداد توهجا وبريقا مع الوقت، أدواته لا تتوقف - فقط- عند حدود موهبته وحضوره الطاغيين، لكنها جاوزت إمكانات وقدرات حركية عالية كانتا لهما قوة دفع وأثر بالغين.
مغامر .. مخاطر.. جرئ لكنه ليس متهوراً، دائم التحدي لنفسه، وغالبا ما يجتاز تلك الاختبارات القاسية التي يفرضها علي أعماله، متجدد ومتغير، تتباين الشخوص التي يؤديها من عمل لآخر، لكن يظل الرابط الإنساني هو ما يربط بينها جميعا.. قادر علي أن يعطي المشاهد الباردة إحساساً مغايراً، وأن يكسبها بعضاً من الحيوية، يتماهي في شخصياته لحد التوحد والذوبان.
ظلت أفلام الأكشن في السينما المصرية مقصورة علي «الشجيع» الذي يستطيع أن يضرب عشرة رجال في وقت واحد وبطريقة لا تخلو من البدائية و«الكلفتة»، وكان للدوبلير ومحترفي المعارك دور رئيسي في إنجاحها، ورغم ذلك ظلت محصورة علي أسماء بعينها، لم يجرأ أحد علي التصدي لها، أو الاقتراب منها، ورغم المحاولات القليلة التي تماست معها عن بعد ظلت محدودة القيمة فقيرة التكنيك، وأصبحت «الفرجة» مقصورة من خلال الأفلام الأمريكية، ومع ظهور «السقا» واقتحامه لها حل كثيراً من الغموض المعلق بها، والهالة التي أحاطتها وفك شفرتها، بل نستطيع القول إنه جسد تلك الأفلام بطريقة غير مسبوقة راع فيها التكنيك العالي، فاحتكر بطولتها دون الاستعانة بدوبلير، وفي ذلك يقول «طالما الله أعطاني القدرة علي القيام بهذه الحركات الصعبة، لماذا ألجأ للآخرين» ، ولكنه أيضا يؤكد «لو كانت هناك بعض الأشياء التي لن أستطيع القيام بها، سأستعين بالآخرين، وذلك لم يحدث حتي الآن»، ورغم المخاطر الكبيرة التي تعرض لها وآخرها حادثة فيلم «الجزيرة» والتي كادت أن تفقده بصره، إلا أنه مازال مُصرّا عليها. والأكثر من ذلك أنه قام بفتح الباب علي مصراعيه أمام الآخرين لخوض هذا المجال مثل (كريم عبدالعزيز - مصطفي شعبان- أحمد عز- هاني سلامة، وأخيرا محمد رجب).. وشكلت أفلامه نقلة نوعية لم تكن موجودة ناهيك عن تنفيذها بتقنية عالية.
لقد حرص «السقا» منذ البداية علي ألا يكون ذلك البطل الخارق الذي لا يقهر صاحب المهام الصعبة «جيمس بوند»، بل كان يضفر شخوصه بسياق إنساني واجتماعي لقي هوي عند الجماهير، وفي ذلك يقول «كل الشخصيات التي أؤديها لم تفقد ملامحها الإنسانية فأنا حريص علي ذلك». لا يعتمد علي عضلاته وخفته وانطلاقاته وتوظيفها للخروج من الأزمات، بل يعمل العقل والذكاء في حل الألغاز التي تصادفه، كان يسيرا عليه أن يتمادي ويبحر في هذا العالم الملئ بالمطاردات والمغامرات والمهام الخارقة لاسيما مع جماهير تشتاق وتفتن بهذه النوعية من الأفلام.
«النوة» وحلم النجومية
ليس هناك نجم يولد بالمصادفة، وإن كانت هناك حالات ساعدتها الظروف علي الانتشار والتواجد، يظل بقاؤها مرهوناً بما تقدمه، فأما أن تتوهج وتبرق و«تعَلّم» مع الناس.. أو تذوب في هذا الزحام وتظل رقماً وسط مجموعة من الأعداد، لكن أحمد السقا منذ إطلالته الأولي في مسلسلات «النوة» و«زواج علي ورق سلوفان» و«من الذي لا يحب فاطمة» و«حلم الجنوبي» و«نصف ربيع الآخر» و«زيزينيا» كان يختزن ملامح نجم واعد كشفت عنه الأيام، وازداد مع الوقت موهبة وحضوراً وتألقاً.
«ادريانو» والقفز نحو النجومية
شكلت الدراما التليفزيونية ملامحه الأولي، وأثقلت من خبراته أمام الكاميرا، حتي اختطفته السينما في فيلم «هارمونيكا» 1998، وهو ذات العام الذي شهد انطلاقته الأولي مع محمد هنيدي في «صعيدي في الجامعة الأمريكية» (سعيد حامد- مدحت العدل) وقد ساعد النجاح الكبير الذي حققه الفيلم علي انتشاره علي الساحة الفنية، وبدأت النجومية تداعبه وتفتح شهيته، وفي العالم التالي 1999 كان «أدريانو» ينتظره في فيلم «همام في امستردام» وهو اسم الشخصية التي جسدها وأبلي فيها بلاء حسنا نال إعجاب الجماهير والنقاد معاً، وهو دور احتاج لمواصفات خاصة توافرت جميعها في «السقا» الذي عبر بالشخصية لبر الأمان وقفزت به إلي منصة النجومية.
أغري هذا النجاح كثيراً من المنتجين للهاث ورائه، وكان من الصعب عليه أن يسير في ركب الآخرين بعد ذلك، وصارت البطولة مطمحاً لا جدال فيه، التقط هذا الخيط من شهدا انطلاقاته الأولي وهما (سعيد حامد- مدحت العدل) فقاما بترشيحه لأول بطولة سينمائية عام 2... في فيلم رومانسي «شورت وفانلة وكاب» أمام شريف منير ونور وأحمد عيد، اقتنص «السقا» الفرصة جيدا وأحكم قبضته عليها، واعتلي اسمه الأفيش وحقق الفيلم إيرادات تجاوزت 7 ملايين جنيه.
المارد ينطلق في إفريقيا
لم يستغل (السقا) نجاح فيلمه الأول، وكانت تجربته الثانية مختلفة تماما، ووجد ضالته في العثور علي فكرة جديدة لم يسبقه أحد إليها، ومع فريق آخر ربما يكشف عن ملامح جديدة في هذا المارد القادم بقوة الصاروخ، فجاء التعاون مع المخرج عمرو عرفة والسيناريست محمد أمين اللذين راحا يبحثان عن كنز النجاح المفقود في «جنوب إفريقيا» من خلال فيلم «أفريكانو» 2..1 أمام مني زكي وأحمد عيد، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا حاصدا إيرادات تجاوزت 8 ملايين جنيه. ولم يمض هذا العام حتي يقوم أحمد السقا بمشهدين في فيلم «أيام السادات» يستحوذان علي اهتمام الجماهير، مؤكدا أن الفنان الحقيقي لا يقاس بالكم وإنما بالكيف، وينال وسام الجمهورية عن دوره.
استهوت أفلام الأكشن الجماهير، مما شجع «السقا» علي خوض التجربة مرة أخري، بعد أن لاقي احتفاء كبيراً، فلجأ إلي مدحت العدل الذي برع في قراءة قدراته وإمكاناته والتي توافقت مع رؤية شريف عرفة، فقدموا معا في 2..3 فيلم «مافيا» مع مني زكي ومصطفي شعبان وأحمد رزق، وتتأكد النجومية ويزداد الفارس موهبة وثقلا ونجومية، وقفزت إيراداته لـ 14 مليون جنيه، ويحتكر بذلك أفلام الأكشن في وقت كانت الكلمة العليا للكوميديا، لكنه استطاع أن يجد لنفسه مكانا متميزا، وكان تحديا كبيرا اجتازه بامتياز.
«تيتو» ماركة مسجلة في الأكشن
شكلت النجاحات السابقة عقبة أمام «السقا» وأصبح العثور علي فكرة جديدة يقدم من خلالها مشروع فيلمه القادم إحدي المهام الصعبة ، خصوصا أنه كان حريصا علي عدم التكرار، وفي الوقت ذاته كان شغوفا بالأكشن، لكن سيناريو «تيتو» 2..4 الذي كتبه محمد حفظي تمكن من ضرب عصفورين بحجر واحد، فيلم ملئ بالأكشن ويناقش مشكلة اجتماعية وإنسانية، فأسند الإخراج لطارق العريان الذي استطاع أن يقدم «السقا» في شكل جديد وبمذاق مختلف، واعتبر النقاد الفيلم من أفضل أفلام الأكشن في تاريخ السينما المصرية، فقد نفذت المطاردات بتقنية عالية وبمستوي حرفي عال، نجح الفيلم والتفت الجماهير حوله محققا إيرادات بلغت 12 مليون جنيه، شارك في الفيلم حنان ترك وعمرو واكد، وأعاد اكتشاف خالد صالح في أهم أدواره السينمائية.
مازال جواد الأكشن يجري في السباق، بعد أن تمكن فارس شباب السينما من الإمساك بلجامه، ويقرر مرة أخري التغيير فيعثر علي سيناريو حازم الحديدي «حرب أطاليا» 2..5 والذي تدور أحداثه في روما ويشاركه البطولة رزان ونيللي كريم وخالد صالح وخالد أبو النجا ومجدي كامل، وينجح «السقا» في التحليق مرة أخري، ويثبت أنه كان جديراً بما حققه.
العشق والهوي: مرحلة التحدي
في 2..6 لم يكن مضطرا لتغيير جلده بعد النجاح الذي حققه، لكن روح التحدي التي يتحلي بها ومحاولة لاستفزاز قدراته التمثيلية جعلته يبحث عن عمل غارق في الرومانسية، فهو يعي جيدا أنه لن يستطيع أن يقدم الأكشن طول مشواره الفني، وربما لا تسعفه مهاراته في المستقبل للقيام بذلك، فجاء تحوله كنوع من التغيير وفي جرأة يحسد عليها، ليقدم فيلم «عن العشق والهوي» أمام مني زكي ومنة شلبي وطارق لطفي، عن سيناريو لتامر حبيب وإخراج كاملة أبو ذكري، ويحقق الفيلم إيرادات جاوزت 9 ملايين جنيه.
تيمور وشفيقة : كلاكيت ثاني مرة
بعد الاخفاق الإيرادي الملحوظ في فيلمه السابق، يعاود «السقا» المحاولة مع مني زكي معتمدا علي سيناريو جيد لتامر حبيب محاولا استرجاع بعض الخفوت الذي شاب ذلك البريق المتصاعد في نجوميته، وبالفعل ينجح في تقديم توليفة متنوعة لم يغب عنها الأكشن والرومانسية والكوميديا في آن واحد، ويضرب كل العصافير بحجر واحد ويستطيع أن يحصد أكثر من 17 مليون جنيه ليمثل الفيلم انطلاقة جديدة في طريق النجومية.
الجزيرة.. رحلة البحث عن الجديد
كان علي «السقا» بعد هذه النجاحات المتوالية أن يبحث عن جديد، من حيث الشكل والمضمون، واضعا في حساباته ألا يخرج هذا الجديد عن منطقته الآسرة التي يعشقها الجمهور، ويضيف في ذات الوقت لرصيده الفني دون تكرار أو مجازفة، ولم يجد أفضل من شريف عرفه مخرج فيلمه الأشهر «مافيا» لهذه المهمة الصعبة، والتي نجح فيها بدرجة امتياز ليس علي مستوي الدور والذي مثل نقلة متقدمة في طريقة الأداء، ولكن لأن موضوع كان يقول شيئا مختلفا لم يعتده في أفلامه السابقة، ورغم أن الفيلم مازال يعرض بدور العرض محققا ايرادات جاوزت الـ 16 مليون جنيه فلازال يحصد نجاحات علي مستويات عدة.
لم يزعزع النقد الذي طال أفلامه ووصفها بأنها نسخة هوليودية من ثقته بنفسه، وكان يردد دائما «أنا احترم جمهوري وغير ملزم بما يطلقون عليه الكتالوج الأمريكي، والحقيقة أن هذا الاتهام أصبح جاهزاً عند عرض أي فيلم، وهي رؤية مسبقة لا تتفاعل مع العمل نفسه».
أخيرا.. سار «السقا» في حقل من الألغام ولم يخش لافتات التحذير ربما لأن موهبته كانت بوصلة أمانه، يحسب جيدا الخطوات التي يخطوها، ولا يجازف في محاولات خاسرة، يسعي جاهدا لتحطيم القوالب الثابتة التي تحد من حركته وتبطئ من انطلاقاته وتقولبه في أداء نمطي، وكانت تلقائيته هي كلمة السر لتميزه وتفرده، واستحق أن يكون فارس جيله المتوج.
55



#أشرف_بيدس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمهات ستر الدنيا
- الناس اللي فوق والناس اللي تحت
- الانتظار المميت
- السقوط
- الفارس المهزوم
- الاعتداء الاخير
- الوهم
- الوشاح البنفسجي
- عيد ميلاد
- ترحال
- زهوة الالوان
- المسافة الوهمية
- طفولة
- القناع المزيف
- عبودية
- الرهان الخاسر
- كشف حساب
- بقايا امرأة
- الرقصة الأخيرة
- دقت طبول الحرب


المزيد.....




- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أشرف بيدس - أحمد السقا..فارس جيله