أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن كم الماز - ثورة الفن المعاصر و الفن المعاصر للثورة الجزء الثاني














المزيد.....

ثورة الفن المعاصر و الفن المعاصر للثورة الجزء الثاني


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 2349 - 2008 / 7 / 21 - 08:53
المحور: الادب والفن
    


تيموثي كلارك , كريستوفر غراي , دونالد نيكيلسون-سميث , مع تشارلز رادكليف و آخرون
( نص غير منشور , 1967 )
ترجمة مازن كم الماز
هذا النقد المتأثر بالموقفيين Situationist للفن المعاصر من قبل بعض الراديكاليين الانكليز في عام 1967 الذين كانوا يومها يشكلون الفرع البريطاني للأممية الموقفية .


تحويل الفقر و تحويل المشروع الثوري

أما من ذلك الوقت ( أي من سقوط السوريالية ) حتى الآن....لا شيء . لقرابة نصف قرن كرر الفن نفسه , كل تكرار كان أكثر ضعفا , و أكثر خواء من الذي سبقه . فقط اليوم , مع العلامات الأولى لثورة تتطور على نحو أعلى ضمن رأسمالية أعلى تطورا , يمكن للمشروع الراديكالي للفن المعاصر أن يستأنف من جديد و أن يتقدم على نحو أكثر إحكاما . لا يكفي للفن أن يسعى وراء تحققه في الممارسة , يجب على الممارسة أيضا أن تسعى وراء فنها . الفنانون البرجوازيون , و هم يتمردون على الحالة العادية المتوسطة لمجرد البقاء , الذي كان الشيء الوحيد الذي تستطيع طبقتهم أن تضمنه , كانوا دوما يمارسون لعبة المقاصد المتعارضة مع الحركة الثورية التقليدية . فيم كان الفنانون – من كيتز إلى الأخوة ماركس – يحاولون أن يخترعوا أكثر التجارب المحتملة غنى للحياة الغائبة للطبقة العاملة – على الأقل على مستوى نظريتهم وتنظيمهم الرسميين – التي كانت تناضل للبقاء ذاته الذي رفضه الفنانون . فقط الآن , مع دولة الرفاه , مع اقتراب كل البروليتاريا التدريجي من المقاييس "البرجوازية" حتى اليوم من الراحة و وقت الفراغ , أمكن للحركتين أن تتقاربا و أن تفقدا عدائهما التقليدي . كما في التعاقب الميكانيكي فقد حلت مصاعب البقاء المادي و كما أن الحياة , في تعاقب ميكانيكي مساوي , تصبح أكثر فأكثر قبحا , أصبحت أي ثورة بالضرورة هي ثورة ضد نوعية التجربة . يعرف المرء عددا قليلا جدا من الناس يموتون من الجوع . لكن كل منا يعرف أحدا ما يموت من الملل .
لكن الآن أصبح واضحا , بشكل مؤلم , لكل شخص – عدا اليسار الراديكالي الأحمق – أنه ليس هذا الجانب أو ذاك من الجوانب المعزولة للحضارة المعاصرة الذي يثير الرعب , بل حياتنا بمجملها , كما نحياها على مستوى كل يوم . إن الانهيار التام لليسار اليوم يكمن في عجزه عن ملاحظة , ناهيك عن فهم , تحول الفقر الذي هو السمة الأساسية للحياة في البلدان عالية التصنيع . ما زلنا نفهم الفقر بتعابير بروليتاريا القرن التاسع عشر – في الصراع القاسي للبقاء في مواجهة الحاجة و الجوع و المرض – أكثر منه بتعابير عدم القدرة على الحياة , و اللا مبالاة , الملل , العزلة , الألم و الإحساس باللا جدوى الكاملة التي تلتهمها كالسرطان طوال نظيره القرن العشرين . يقبل اليسار ببهجة كل ألغاز الاستهلاك المشهدي ( نسبة للمشهد spectacle ) . لا يستطيع أن يرى أن الاستهلاك ليس أكثر من نتيجة ملازمة للإنتاج المعاصر – يعمل كاستقرار اقتصادي له و كتبريره الإيديولوجي أيضا – و أن أحد هذين المجالين هو مغترب تماما مثل المجال الآخر . لا يمكنه أن يرى أن كل التنوع المزيف لوقت الفراغ يخفي الخبرة الوحيدة : اختزال كل فرد إلى دور المتفرج السلبي و المعزول , المكره على التنازل عن رغباته الفردية الخاصة و أن يقبل بالبديل الوهمي تماما و الذي تنتجه الجماهير . من هذا المنظور , أصبح اليسار مجرد طليعة للنزعة الإصلاحية الدائمة التي تدينها الرأسمالية الجديدة . تتطلب الثورة , على العكس من ذلك , تغييرا كاملا , و اليوم يمكن لهذا فقط أن يعني إلغاء النظام الحالي للعمل و الراحة بالكامل .
يمكن للمشروع الثوري , كما حلم به في المصانع الكالحة الشيطانية لمجتمع المستهلك , يمكنه فقط أن يكون خلق لإطلاق جديد للحياة ككل بإخضاع القوى المنتجة لهذا الهدف . يجب أن تصبح الحياة اللعبة التي تلعبها الرغبة مع نفسها . لكن إعادة اكتشاف و تحقق الرغبات الإنسانية مستحيل من دون نقد الشكل الخيالي الذي وجدت فيه الرغبات دوما تحققها الوهمي الأمر الذي سمح لكبتها الحقيقي بالاستمرار . يعني هذا اليوم أن "الفن" – الوهم الذي تحول إلى ثقافة منظومية – قد أصبح عدو الشعب رقم واحد . إنه يعني أيضا أن المادية التقليدية لليسار لم تعد مجرد ارتباك طارئ . لقد أصبحت مميتة . من الآن فصاعدا , تتوقف إمكانية القيام بنقد ثوري جديد للمجتمع على إمكانية نقد ثوري للجنس في الثقافة و بالعكس . إنها ليست قضية إخضاع الفن للسياسة أو السياسة للفن . المسألة هي في إحلال كلاهما بقدر ما هما نوعان منفصلان .
لا يوجد أي مشروع , مهما كان وهميا , يمكن أن ينبذ على أنه "طوباوي" بعد اليوم . لقد نمت قوة الإنتاجية الصناعية بشكل غير محدود أسرع مما تنبأ به أي من ثوريي القرن التاسع عشر . السرعة التي تطورت بها الأتمتة و تم تطبيقها تبشر بإمكانية الإلغاء الكامل للعمل الإلزامي – الشرط المسبق المطلق للانعتاق الإنساني الحقيقي – و في نفس الوقت خلق لنمط جديد مرح من النشاط الحر , الذي يتطلب تحقيقه نقدا لاغتراب النشاط "الحر" في عمل الفن . يجب أن يقصر الفن من دائرته . يجب أن توضع مجمل القوة المتراكمة للقوى المنتجة مباشرة في خدمة مخيلة الإنسان و إرادته بالحياة . في خدمة الأحلام التي لا تحصى , و الرغبات جزئية التشكيل التي تشكل هاجسنا العام و جوهرنا , و التي نستسلم لها جميعا بصمت في تبادل مع هذا البديل أو ذاك الذي لا قيمة له . إن أكثر خيالاتنا غرابة هي أكثر العناصر غنى في واقعنا . يجب أن تمنح قوى حقيقية و ليس مجردة . الديناميت , القلاع الإقطاعية , الغابات , المشروبات الروحية , المروحيات , المختبرات ... كل شيء و أكثر يجب أن ينضموا إلى خدمتها . "لقد حمل العالم طويلا حلما عن شيء ما . اليوم إذا أمكن له أن يعيه , فيمكنه أن يمتلكه حقا " ( ماركس , رسالة إلى روغه , سبتمبر ايلول 1843 ) .

ترجمة : مازن كم الماز
نقلا عن //libcom.org/tags/art



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رفض سلطة قيم الجمال , اللغة , التراث , اللا إنسانية
- من الماركسية إلى الفوضوية
- ترجمة عن الدادائية
- لا ساركوزي سيتدخل و لا نحن نريد أو ننتظر تدخله...
- ثورة الفن المعاصر و الفن المعاصر للثورة ,
- عن نقد الأستاذ عمار ديوب لمشروع الرؤية السياسية الجديدة
- عن مجزرة سجن صيدنايا
- بين باريس و أنقرة و كاراكاس
- بين الاستبداد و الحرية
- برنامج الاتحاد العام للأناركيين
- بين دوغما الماركسية و المتمركسين و واقع الناس....
- بيروت خيمتنا..بيروت نجمتنا..
- نعوم تشومسكي عن 1968
- من سقوط المراهنة على الخارج إلى المراهنة على الشعب كقوة وحيد ...
- عن إعلان مشروع رؤية سياسية فلسطينية جديدة
- تاريخ مجموعات الألفة affinity groups
- نحو التغيير الذي يعني حرية الناس
- من كتاب الاقتصاد الأناركي : بديل عن عالم في أزمة
- ما يعنيه الكلام عن اليسار العربي الجديد
- من منشورات الأممية الموقفية situational international


المزيد.....




- عن عمر ناهز 64 عاما.. الموت يغيب الفنان المصري سليمان عيد
- صحفي إيطالي يربك -المترجمة- ويحرج ميلوني أمام ترامب
- رجل ميت.. آخر ظهور سينمائي لـ -سليمان عيد-
- صورة شقيق الرئيس السوري ووزير الثقافة بضيافة شخصية بارزة في ...
- ألوان وأصوات ونكهات.. رحلة ساحرة إلى قلب الثقافة العربية في ...
- تحدث عنها كيسنجر وكارتر في مذكراتهما.. لوحة هزت حافظ الأسد و ...
- السرد الاصطناعي يهدد مستقبل البشر الرواة في قطاع الكتب الصوت ...
- “تشكيليات فصول أصيلة 2024” معرض في أصيلة ضمن الدورة الربيعية ...
- -مسألة وقت-.. فيلم وثائقي عن سعي إيدي فيدر للمساعدة بعلاج مر ...
- رايان غوسلينغ ينضم لبطولة فيلم -حرب النجوم- الجديد المقرر عر ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مازن كم الماز - ثورة الفن المعاصر و الفن المعاصر للثورة الجزء الثاني