أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - نحتاج الى الاشتراكية ام الليبرالية في العراق اليوم?















المزيد.....

نحتاج الى الاشتراكية ام الليبرالية في العراق اليوم?


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2349 - 2008 / 7 / 21 - 10:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الفكر العلمي الملائم لبحث واقع معين ليس من المفروض ان يكون ملم بمعرفة لغة علمية او رموز رياضية او بحوث او دراسات محتشدة بالمعلومات المنتظمة فقط و التي يمكن الاعتماد عليها في تحديد الفكر الموسوم و الحل الدقيق للمشاكل الحياتية بقدر قراءة الموقع واقعيا من جميع النواحي و البحث في الثنايا الدقيقة الخاصة الموجودة في مكان البحث و الذي ليس لها وجود في مواقع اخرى، اي بحث خصوصيات المكان التاريخية الجغرافية الاجتماعية الثقافية السياسية الاقتصادية و الانسانية بشكل خاص لاقرار العمل السليم في كيفية تطبيق الفكر الملائم في مجتمع ما لتسيير الامور العامة لحياة المجتمع المدروس.
تطبيق الفكر العلمي و السياسي السليم يجب ان لا ينصب على مشكلة متخصصة بعينها ، او قضية مستعصية او مجموعة من المشاكل و القضايا بقدر توفير الارضية الملائمة لتطبيق الفكر العام و مواكبة التقدم و التطور و التغييرات المستمرة الحاصلة بين لحظة و اخرى .
لنتخصص اكثر هنا لنبين ماهية الفكر الذي بتطبيقه في العراق اليوم يفيد الشعب و الظروف الذاتية تكون مساعدة له قبل الظروف الموضوعية. عند قرائتنا الاشتراكية الواقعية الديموقراطية المعتدلة و العوامل او الركائز المطلوبة لتطبيقها و معرفة ابعادها و الافرازات التي يمكن رصدها عند تطبيقها بشكل واسع،نتاكد من انها تحتاج الى معرفة طبيعية و المستوى الثقافي للمجتمع و تقبله للفكر المنوي العمل به في الوضع الراهن و هنا نختصر في القول و السؤال هل الاشتراكية ام الليبرالية ملائمة في العراق اليوم.
ان الركائز التي تستند عليها الليبرالية هي الحرية و حقوق الانسان و حدود سيطرة و سلطة الدولة و حرية التعبير و الاعلام و الاعتراض و قطف ثمار الاعتراضات و الصراعات بشكل ايجابي من المواجهات بين السلطة و المعارضة و الاهم من كل ذلك الاعتماد على الديموقراطية المنشودة في الحكم و الحياة و تطبيقات الفكر الليبرالي . اما الاشتراكية الديموقراطية تعتمد بشكل خاص على العدالة الاجتماعية و المساواة و خدمة المواطن بشكل عام معتمدا على المجتمع ككل على العكس من الليبرالية التي اهتمامها تكون بالفرد قبل المجتمع بشكل عام .
لكي نكون اكثر علميين و محايدين في هذا الامر يجب ان يكون بحثنا او اقتراحاتنا اكثر علمية معتمدين على المعرفة التراكمية و هي المعلومات التي تجمعت لدينا بمرور الزمن و عند قرائتنا لواقع العراق يفرض علينا ان نكون نسبيين في تقديراتنا ، و يجب ان لا نعطي الراي النهائي ، لان الاراء المتجمعة في هذا الشان يمكن ان تتطور بسرعة بحيث كلما تعمقنا وجدنا راي اخر اصح ومتجاوزين عن الراي السابق و نعثر على الراي الجديد الصحيح ، و هذا الراي يمكن ان يعطينا المفتاح الملائم للرد على الانتقادات و يمكننا من سد الثغرات.
و بعد ذلك يجب ان نعتمد على التنظيم الدقيق في تفكيرنا المستمر بصورة تلقائية و ان امكن علينا ترتيب تفكيرنا و نضع امام اعيننا المصلحة العامة و ما يفيد المجتمع دائما ، ثم ياتي دور المسببات او الاسباب لاختيار فكر دون الاخر مستندين على الظاهر و تعليلها لبيان معرفة تلك الاسباب، و يجب ان نتوصل الى نقطة فاصلة لتحديد الفكر الصالح يقينا و يكون شاملا و ملائما من كافة الجوانب و هذا ما يحتاج الى الدقة و التجريد في الاختيار غير معتمدين على الخلفية السياسية و الفكرية الخاصة بنا فقط.
ان اعتمدنا على تلك الاسس في عملنا ، عندئذ يمكننا البحث في المزايا و النقاط السلبية لكل فكر حين تطبيقه او قبل اختياره للتطبيق في العراق اليوم . فلناخذ كل ركيزة للفكرين المطروحين الليبرالية و الاشتراكية على انفراد و نفرق بين كل منهما لنبين ماهو الصح و ماهي الثغرة و ما السلبيات في الحالتين .
الحرية التي يعتمد عليها كل من الفكرين و لكن بمضمون الى حدما مختلف ، الحرية المطلقة التي تتشدق بها الليبرالية هي الركيزة التي يمكن ان تُضر بها الاكثرية ان اعتمدت كما هو اليوم في الدول الراسمالية و كما يظهر لنا التاريخ ما كانت عليه الدول التي اعتبرت نفسها ليبرالية ، لم يشارك في السلطة الا الطبقات الثرية اي الحرية ناقصة ان اقتصرت على طبقة دون اخرى في اي مجال في المجتمع ، اما الحرية في الاشتراكية هي الحرية المجتمعية باجمعه دون الاعتماد على طبقة ما و انما الحرية المفيدة للجميع و ليس على حساب احد و هذا ما يحتاج الى تنظيم و تدقيق في فهم الصيغة الملائمة لهذا المفهوم اي الحرية.
نرى ان الفكرين لا ينكران حقوق الانسان الكاملة في جميع النواحي الا ان الليرالية توفر الارضية المناسبة لنشر البون الشاسع بين الفقر و الغنى و هذا ما يكون بالضد من حقوق الفقير و يبين عمليا ان حقوق الانسان التي تنادي بها الليبرالية بتطبيقها ينتهك و يخترق حقوق طبقة دون اخرى بشكل غير مباشر و عفوي و ربما من غير قصد، اما في الاشتراكية ان وُفٍرت بشكل دقيق الفرص امام الجميع و كما هو المطلوب و بالتساوي في جميع المجالات ، انه الامر و العامل الحاسم لضمان حقوق الانسان . اما حرية الراي و التعبير و الاعلام و الاعتراض متوفر في الفكرين و بشرط عدم الاخلال بالنظام العام و المصالح العليا في الفكر الاشتراكي، اما في الفكر الليبرالي يمكن ان يُستغل هذه الحريات لصالح مجموعة او طبقة دون اخرى ايضا .
الديموقراطية و تطبيقاتها هي واحدة ان استخدمت بشكل صحيح متى و اينما كانت، الا انه يمكن استغلال هذا المفهوم من اجل نشر الفكر الراسمالي عن طريق الليبرالية الراسمالية و هو كما معلوم افة و مستغل لطبقة على حساب طبقة اخرى ، اما الديموقراطية الصحيحة ان طبقت بحذافيرها في الاشتراكية الديموقراطية المعتدلة بالاخص و برعاية دولة او سلطة اشتراكية و موفرة للحقوق الديموقراطية لجميع افراد المجتمع هي التي يمكن ان تكون في خدمة كافة مكونات المجتمع .
ان الفرق الشاسع و الظاهر بين الاشتراكية الديموقراطية و الليبرالية هو حدود سيطرة و رعاية الدولة على مسارات الحياة السياسية الاجتماعية الاقتصادية الثقافية للمجتمع، و هذا ما يفرز الى السطح الخلافات في تحديد ما هوالصح و ما هو الملائم او عكسه في التطبيق .
عند دراستنا للوضع العراقي الراهن و محاولتنا تخيٌل الفكر الملائم له بين الفكرين فيظهر لنا اي منهما ذو سلبيات و لكن ايهما اكثر ملائمة و يفيد هذا الشعب بكافة طبقاته و فئاته و اي منهما يلائم الثقافة و العقلية العراقية و الخبرات العراقية المتراكمة و اي منهما من مصلحة العراق الاقتصادية و اي منهما سهل التطبيق و التنفيذ بالنسبة للشعب و الدولة، و عندئذ يمكننا دراسة كافة المجالات و الوضع في العراق بشكل عام ، ويتجلى لدينا بوضوح تام ما هو المطلوب في هذه المرحلة و ما الوسائل المتوفرة لتطبيق اي فكر و كم هي نسبة ضمان نجاحه و مدى استناده على الشعب بشكل عام.
نصل الى نتيجة واضحة وبينة تقريبا و هي ان العراق اليوم بحاجة ماسة الى تطبيق فكر ملائم له و برايي المتواضع هو الاشتراكية الديموقراطية الواقعية الاجتماعية المعتدلة التي تعتمد على تطبيق الديموقراطية و السلام للوصول الى الاهداف الهامة واعتقد اهمها هي العدالة الاجتماعية قبل اي شيء و من ثم المساواة و توفير الخدمات العامة كخطوات بدائية رئيسية لخدمة المجتمع و رفقا به في محنته و معاناته و ارتقائه الى مجتمع مدني تقدمي تحكمه المؤسسات لا افراد مستندا على الديموقراطية لبناء الدولة العلمانية و فصل الدين عن الدولة.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعم انها انسانة حقا
- الاحساس بالاغتراب رغم العيش بحرية في الوطن
- الشعب العراقي بحاجة الى الحب و الحرية و الحماس و الحكمة في ا ...
- من هم دعاة حقوق و حرية المراة؟
- حذار..............مازال امامنا الكثير
- التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان استنادا الى قرارات محكمة د ...
- سالني استاذي عن جاويد باشا
- ما دور اقليم كوردستان في دعم استتباب الامن و ترسيخ السلم الع ...
- من اجل قطع دابر الدكتاتورية في العراق
- المجتمع العراقي بحاجة ماسة الى ثقافة السلام
- من اجل اجتثاث ظاهرة التهجير من جذورها
- المجتمع العراقي بحاجة ماسة الى ثقافة الحوار
- اين اليسار الكوردستاني في الوضع الراهن
- العراق و ثقافة الخوف
- الجوع يفتت وحدة الارض و يمزق اوصال الشعب
- من يفوز في مرحلة مابعد الراسمالية
- رسالة الى المراة العراقية
- سلطة اقليم كوردستان العراق تلغي دور الشعب
- تدويل القضايا العراقية لمصلحة مَن؟
- كيفية اعتماد المعايير الاساسية لمقترحات ديميستورا


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - نحتاج الى الاشتراكية ام الليبرالية في العراق اليوم?