أديب كمال الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2348 - 2008 / 7 / 20 - 08:16
المحور:
الادب والفن
(1)
كلما أريدُ أن أشرب الكأس:
كأس السمّ
كما فعل سقراط
أتذكّرك
فأرمي بالكأس بعيداً.
(2)
كلما أريد أن أسافر خارج الملكوت
كما فعل دانتي
أو أضيّع أخي ونفسي
كما فعل أخوةُ يوسف
أو أدخل النار
كما فعل ابراهيم
أتذكّرك
فأكفّ عن السفر،
والضياع،
والنار.
(3)
لا بأس إذن
أن تأخذي بيدي ثانيةً إلى الحياة
لا بأس..
ولكن ما العمل
وصديقي المخلص: صديقي الموت
لا يكفّ عن طرقِ الباب؟
أخبريه
ببراءة قلبكِ المعجونِ بألوان الفراشات
ألاّ يرجع
إلاّ بعد أن نلتقي
على قمّةِ جبلِ الحرف،
أو المنفى
أو الخرافة.
(4)
لا بأس إذن
أن أرجع لأمارس دوري
في مسرحية البشرية الضائعة
مسرحية تمتد فصولها من بابل إلى بغداد
إلى بيروت إلى برلين إلى لندن
ثم إلى جهنم بالتأكيد.
لا بأس إذن
أن أرجع لأمارس دوري
كأبّ لك
ولكنّي لا أحسن الكلام معك
لأنّ أبجديتكِ عمرها ستة آلاف سنة
ولا أحسن الرقص معك
فكريّات دمي البيض والحمر
دمّرها القهر والسبي
ولا أحسن إسداء النصائح لك
لأنّكِ أكثر نضجاً
من ملكةِ النحل.
(5)
هكذا إذن
أنحني أمامك
كأسدٍ أعجف
حطّمته السنين والوحشة والزلازل
أنحني أمامك
وأطلب منكِ ثانية،
بل أتوسّل كشحّاذٍ هندي،
أن تسمحي لي بشرب كأس السمّ
وأعدكِ بأنني لن أشربها ثانيةً
يا ابنتي!
*******************
(كلمات هي ابنة الشاعر لم تصل بعد الى العاشرة من العمر)
#أديب_كمال_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟