النصير ئاشتي
الحوار المتمدن-العدد: 2347 - 2008 / 7 / 19 - 10:48
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
جرس الهاتف يتكرر رنينه، ونعاسُ الظهيرة يـُثقل ُ جفنيك ، تمدُ يدك الى الهاتفِ رغما عنك ، فيأتيك سؤال الصوت ، هل قرأت ..........؟
تجيبه بنفي أثقلَ من النعاس ِعلى جفنيك ، فيسألُ ثانية ًعن أسم نصيرٍ تعرفه ؟؟
تجيب على سؤاله بنعم ليس لدينا في الأنصار أسما ًغيره ، يؤكد ُلك الصوت ُ، أذن هو الذي غادرنا اليوم .فيأتي دورك في الأسئلة ، غادرنا ؟؟ يجيب الصوت ، نعم هذا اليوم ، هكذا قرأت في ... .
حتى تلك اللحظة ِ ، لا تفعلَ صدمة ُالمفاجأة في روحك فعلها ، الى أن تنهض َمن فراشك وتقرأ ألاسم ، فيخرس ُالصمت ُفي روحك ، ولكن عينيك تتكلم دموعا ، تتكلم أسمه حرفا حرفا ،أ ب و ح ر ب ي ، وتعيد ُدورة َالحروف بعينيك دموعا ، مثلما هو الصمت بروحك يعيد َدورته في الخرس .
تحاول ُ أن تعيد تشكيل صورة لقائك الأول به ، كان ذلك قبل مايقارب الثلاثين عاما ،
حين علقتَ ساخرا على صحن اللبن الذي قــُدم َلك ، لتكرار تقديمه في ثلاث وجبات لثلاثة أيام ، قال لك مـُذكرا ( رفيق بعد يومين تتحسر عله هذا اللبن ) فأرتسمت أمام عينيك ، صورة أيام طعامك القادمة ، ورحت تداري خجلك برواية مضحكة عن جهلك باللغة الكوردية .
خرسُ الصمت يملأ روحك ، وأنت تعيد تداخل أحرف اسمه الحركي بأسمه الصريح ، فيحمل ُ حقيبته الظهرية ، ويمضي صعودا الى أعلى قمة في الجبال ، يرنو الى كل الكون مبتسما ً ، وليس أمامه سوى بطاح العراق ، لهذا ينزل مسرعا ، يحط يده على قلبه الذي توقف ، ويسأل لماذا توقفت يا قلب ُ ؟ ألم ترتوي بحب العراق ؟؟ هل أتعبك ثـقل ُ هذا الحب ، أم أنك ماعدت تـُطيق ُ الفراق ؟؟؟
خـَرسُ الصمت يملأ روحك ، وأنت تحاول أن تعيد دورة العبث الى كيانك ، عبر زحمة الذكريات التي تترسب في كل خلايك ،لعلك تستمد منها قوة عشبة أوتنابشتم ، فمازال كلكامش ، يتنفس في رئتيك الخلود ، ولكن ( مثل سف الحصير الزلم تتسلت )
فيعود الدمع الى عينيك ، بقوة عودة الذكريات الى خلاياك التي اتعبتها الغربة .
خـَرس ُ الصمت يملأَ روحك ، فليس هناك أكثر من الصمت أجلالا ً، لمن ْ يفاجئك برحيله ، مثلما غادرنا درمان ، وليس أعمق حزنا في الروح من حزن ،أكثر من عمق الحزن ، على فراق أبي حربي .
#النصير_ئاشتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟