رنا كامل مدحت
الحوار المتمدن-العدد: 2346 - 2008 / 7 / 18 - 03:45
المحور:
الادب والفن
- في مدينتي تشرق شمس الظهيرة عند الفجر إيذانا لنا بالهرب منها ومن حراسها
" الذباب"
- في مدينتي اخترقت الخصوصية وجرى تشيعها وتأبينها بين جدران غرفتي المليئة بالزهور الجافة
- تم تشييد المزيد من الكونكريت في مدينتي لحمايتها ، لم يضف لها هذا سوى مظهر حزين آخر
- في مدينتي يجتمعن الارامل عند غروب الشمس و ظهور القمر مع اطفالهن للحديث عن وجود ابائهم واحبائهن بقرب القمر .. فيسأل احدهم .. لماذا فضل ابي الرحيل للقمر على الوجود معي هنا على الارض يا ماما ؟؟؟
...........
ومن هنا يتحول حلم الاطفال إلى الانتقال السريع الى القمر
- في مدينتي تحول الذوق الموسيقي العام الى ذوق جنائزي
- في مدينتي تحول الجمال الى نادرة من النوادر القديمة الاسطورية
- يتحول الاخضر، الازرق والأحمر الى رمادي وأسود بسرعة . ولن تنفع كل قوانين الالوان في إضافة البهجة الى المكان مرة اخرى
- يرحل الأصدقاء عن مدينتي مودعين باكين - دموع فرح بالخلاص. يرسلون الرسائل من أماكن مجهولة يوصوننا بالصبر ومحاولة البدء بعمل
" شيء"
- تلاشى الترف في مدينتي و تحول إلى فقر مدقع .. حتى من الاغنياء باتت أشكالهم فقيرة ! .. لجأت البلاد إلى ما تحت خط الفقر وتمتعت بمميزاته
- يغطي الغبار مدينتي اسبوعيا - يصلي الناس هنا لأجل زيادة عدد ساعاته كي يخفض وطأة الشمس على أجسادنا المتبخرة
- في مدينتي كل شيء بوقت و ميعاد
اهم تلك المواعيد هو جدول القطع المبرمج للكهرباء "الاهلية "- لا وجود لكهرباء الحكومة
من 2 ظهرا - 4 العصرا
ثم استراحة ساخنة ومحاولة البحث عن بقايا شراب مثلج
من 7 مساءا - التاسعة مساءا
استراحة أخرى مصحوبة بعدة مشاحنات ومجادلات اغلبها عقيم وناتج عن الحر ... " إحتفظ بشرابك البارد دوما"
من 10 مساء - 1 صباحا
ماذا الان ؟؟ .. ولكن ماذا الأن؟؟
انت مجبر على اللجوء الى النوم
- تحول الحب في مدينتي إلى فعل كسول خامل . واغنية منسية غنًاها احدهم يوما
- تغرق فتيات مدينتي في الهلام ! .. فقد رحل الرجال عنها موتا وهجرة وضياعا و وحدة ولم يبقى إلا الهلام
- إنصرف رجال مدينتي عن التفكير بمشاكل الكوكب الحالية .. - وانحصرت مشاكلها وعراكهم في لعبة الدومينو وحساب النقاط
#رنا_كامل_مدحت (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟