سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر
(Sohel Bahjat)
الحوار المتمدن-العدد: 2346 - 2008 / 7 / 18 - 10:56
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ترى هل تنفع مؤتمرات حوار الأديان في القضاء على المتطرفين الإسلاميين أو تحجيمهم كما هو الآن في أسبانيا حيث ينعقد مؤتمر حوار الأديان؟ و هل تستطيع هذه المؤتمرات و غيرها من أن تخفف من طغيان أنظمة دينية كالسعودية و إيران أو قومية كمصر و ليبيا؟، الحقيقة الواضحة هي أن الطرف الآخر ـ الغربي اليهودي المسيحي ـ تجاوز الأزمة الدينية بنجاح، و أصبحت تلك المجتمعات الراقية مستقرة بفعل نشر الوعي الثقافي و جعل الدين جزءا من المعرفة العقلية أكثر من كونها إيمانا مبنيا على الجهل و الخرافة.
لكن الإشكال الديني و المذهبي لا يزال يهيمن على العقل الشرقي حيث نجد الخرافة تطغى على الدين كمعرفة و اطلاع و العاطفة تحجب العقل و المنطق، و ما دام الدين شأنا غير شخصي و له ارتباطات وثيقة بكل ما هو سياسي و سلطوي، فإن من شبه المحال طبعا أن تحل هذه الأزمة أو ظاهرة تفاقم الإرهاب التي تتزامن مع تفاقم الدكتاتورية في عموم الدول الإسلامية، و ما نشاهده من تزايد منطق الإكراه الديني و ازدياده تجاه المواطنين، حيث يسعى الآن نظام الدكتاتور اليمني علي عبد الله صــــــالـــح إلى إقامة محاكم تفتيش برئاسة أحد أخطر الإرهابيين "عبد المجيد الزنداني"، و على الولايات المتحدة و الغرب أن يعتبروا تصرف عبد الله صالح هذا بمثابة دعم "للقاعـــــدة" و أذيالها.
في ظل أنظمة إرهابية من هذا النمط المتخلف و الوحشي، لا أرى إمكانية لفتح حوار أديان حقيقي مفيد، و في أحسن الأحوال ستكون هذه المؤتمرات شبيهة بمؤتمرات "التقريب بين المذاهب الإسلامية" التي تقيمها طهران حيث يجلس الضيوف يحتسون الشاي و يلقون الخطابات الرنانة و الدعوة إلى وحدة الصف و عدم التباغض، و حين يعود هؤلاء "العـــلــماء"!! إلى ديارهم يعودون إلى سيرتهم الأولى.
الأكيد أن هذه الأزمة ستستمر إلى أن يتقبل المسلمون ـ شيعة و سنة و غيرهم ـ ثقافة الفكر الحر على الصيغة الواضحة "فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر" و التفكير الحر و طرح الأسئلة نفسه ليس كفرا فضلا عن كون الإنسان حرا في رفض أو قبول أي دين أو فكرة، و إذا لم نجد مجتمعاتنا تعتبر الدين شأنا شخصيا "بين العبد و ربّـه" فإن ظواهر الدكتاتورية ستبقى تتكرر و سيبقى الشعب الغارق في جهله يلوم حظه العاثر و يلوم الأقدار الإلهية على تسليطه "ملكا أو رئيسا قاسيا و غبيا"، إن النص الديني إذا ما أحيط بكم هائل من الثوابت ـ كما نفعل في العراق الآن ـ فإن هذه الثوابت، و أشك في أن يكون أي ثابت من الثوابت غير قابل للشك المنطقي، سوف تتسبب بتشويه الدين و جعله حكرا على مجموعة من الناس.
Website: http://www.sohel-writer.i8.com
Email: [email protected]
#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)
Sohel_Bahjat#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟