من يملك الشرق... يملك العالم"
فارقت البارحة دمشق العجوزة 24/1/2004 الروائي العربي الكبير عبد الرحمن منيف، الروائي المحروم من الجنسية العربية السعودية، والمتنقل في دراسته بين عمان وبغداد والقاهرة وبلغراد.
ولد منيف في عمان، وتم تجريده من جنسيته السعودية عام 1963بسبب تعاطفه مع الماركسيه، انتسب لحزب البعث العربي الاشتراكي خلال دراسته الجامعية في بغداد، وتسلم عدة مناصب مرموقه فيه وسعى لتطوير نهج الحزب مما جعله يتصادم مع ميشيل عفلق، فأعلن انسحابه من الحزب.
عمل في مجال النفط السوري مستغلاً دراسته في بلغراد، وقام بطرح تجربته الروائية الهامة بداية من /الأشجار واغتيال مرزوق/ عام 1973، ونهاية ب/أرض السواد/. ولعل خماسيته الملحمية /مدن الملح/ أهلته ليكون بريادة الرواية العربية، وإسماً لكل راغب في ولوج عالم الأدب العرب الرفيع.
يمتاز أدب منيف بالدقة المتناهية وقدرة الوصف المذهلة، واقتراب العام من الخاص. فهو الروائي الذي نقل مفردات إبن البادية وأمثاله الشعبية للنخب العربية، وللمتتطلعين للأدب العربي من الخارج.
ترجمت رواياته لعدد من اللغات، ولعل غياب الدعم الرسمي العربي حرمه من جوائز عالمية هامة.
كتب منيف في عدد من الصحف، ونقد عدداً كبيرا من المعارض التشكيلية، ومن كتبه الغير روائية /الكاتب والمنفى/، /تأميم البترول العربي/، /الديموقراطية أولاً... الديموقراطية دائماً/.
القصور الكلوي في العامين الماضيين حرم منيف متعة الحياة الهانئة، وهاهو الآن وردة في صفحات الأدب العربي النظيف.
علينا دائما أن نعترف أن الوردة تبقى جميلة مهما شاخت أو هرمت أو أمست في غياهب الدهر. الإعلام العربي تجاهل وفاة كاتبنا الكبير، لكننا سنذكرك دائما جميلاً وحاملاً للهم العربي.
عبد الرحمن منيف سيشيع يوم الثلاثاء 27/1/2004 في دمشق الفيحاء
من الأعمال الروائية لعبد الرحمن منيف:
- شرق المتوسط.
- الآن هنا... أو شرق المتوسط مرة أخرى.
- النهايات.
- حين تركنا الجسر.
- قصة حب مجوسية.
- الأشجار واغتيال مرزوق.
- سباق المسافات الطويلة.
- عالم بلا خرائط "عبد الرحمن منيف& جبرا ابراهيم جبرا"
- خماسية مدن الملح.
- عروة الزمان الباهي.
- سيرة مدينة.
- أرض السواد.