حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 2344 - 2008 / 7 / 16 - 11:08
المحور:
الادب والفن
في طريق عودتي إلى اللاذقية سأمرّ بمقهى أزدشير,نتصافح وتمتدّ الرحمة بيننا وحولنا على قول إيمان مرسال,اشرب القهوة وأتصفّح الجرائد,ويرتفع مزاجي قبل الباب.
آخر ركن دافئ ومحبوب في اللاذقية قبل المغادرة_مقهى أزدشير أو بنّ زيتي.
.
.
غدا آخر يوم في مهرجان جبلة الثقافي
_هل ستحضره يا أزدشير؟
لا أستطيع.
أزدشير من صنف فريدة السعيدة_لا يتأخر عن عمله.
.
.
ليتني كنت منهم,مثلهم,شبههم....ليتني أعثر على الإيمان(ولو.....) يوما.
ليتني.....حارقة وصادقة.
*
وجدت نفسي على الضفّة الأخرى.
على الدوام كنت هناك. أشكو,وأتفاخر,وأتألم,وأصرخ,وأسخر....وأدّعي وأكذب.
على الدوام حاولت تغيير موروثي وصفاتي,....والفشل في مواجهتي.
.
.
ذلك ما يعنيه غياب أحدنا.غياب بدون عذر ولا أثر.
*
اليوم 14 تموز وأتّجه بعد يقظتي إلى مقهى أزدشير,لشرب القهوة ولغاية...جمالية أولا.بعد تردد أدخل الصالة المكيّفة,من خلف الزجاج تطيب الرؤية والتلصّص.
يصل معن بعده غسان ثم مصعب,وبحركة طائشة تندلق القهوة على بنطلوني. انزعجت ثم تذكّرت أن...كبّت القهوة فأل خير.
القهوة وقعت على ثيابي,شعرت بسخونتها وشيء من مخاوف الطفولة.
.
.
أطير إلى بسنادا.
أدعك البنطلون وأتركه ينشف تحت شمس تموز.
أقرأ رسالة حسام من هيوستن بسرور.
أقرأ مقاطع ترجمها من هناك,ويفرحني أكثر تشجيعه لي بالسفر.
_ألو ...مرحبا دلال.
أنت لا تنام؟
أنا مثل القطط أغمض عين وتبقى الثانية مفتوحة,هكذا علمتني عليا وتكفّل الخوف بالباقي ....إلى الأبد,بدون يوم زيادة ولا لحظة.
_إلى ختام مهرجان جبلة أجل.
عبد القادر الحصني
خضر الآغا
إيمان إبراهيم
جولان حاجي
يوجد شبه ما بين جولان حاجي_الشاب الطبيب الشاعر_وزميله حسام في هيوستن.
خضر شخص لطيف جدا,لكن في كتابته الكثير من الادّعاء .....المضمر.
_فعلها بندر عبد الحميد ولم يأتي البارحة.
هذا موقف شعري. وتبادلنا الضحك.
.
.
أشارك أزدشير بتعويله على جولان حاجي.
بعد أقل من ثلاث ساعات نستمع إلى الأربعة,ينشدون وتطرب جبلة.
.
.
جبلة يا فرات أسبر,تشبه عجوز تتشبّث بصرّتها العتيقة,ولا تدري أن همّ الورثة الوحيد دفن الجثّتين معا.....وكلنا نعرف أن لا ذهب فيها ولا نحاس.
.
.
مات الشاهد
والمدّعي والضحيّة
المسهم ولا تتردد
صفّ طويل من تماثيل الشمع
هي بلادي
أزهار وخرائط
تحت أرجل
متصارعين أبدا.
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟