أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - بوش وحصاد الشرق الأوسط!














المزيد.....

بوش وحصاد الشرق الأوسط!


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 2344 - 2008 / 7 / 16 - 11:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عشية ذكرى تأسيس دولة «إسرائيل» 15 مايو 1948، قام الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش بزيارة مثيرة إلى الشرق الأوسط. واللافت أنه في هذه الزيارة اختار إضافة إلى تل أبيب، الرياض كمحطة ثانية لجولته الشرق أوسطية. ومثل هذا السيناريو له عدة أهداف، منها استعادة الذكرى الـ 60 لتأسيس إسرائيل واعتراف واشنطن بها في الساعات اللاحقة «كدولة تحرز استقلالها» (ومن المفارقات أن الاتحاد السوفيتي كان أول دولة اعترفت بإسرائيل). أما الهدف الثاني فهو استعادة تاريخ العلاقات الأميركية-السعودية التي أقيمت قبل 75 عاماً، أي في عام 1933. ومن الطريف أيضاً استعادة تاريخ العلاقات السوفيتية-السعودية التي أقيمت عام 1927، أي بعد أقل من عام على اتحاد نجد بالحجاز وقيام المملكة العربية السعودية.
لقد كانت سياسة الولايات المتحدة، رغم تبدّل الرؤساء والخطط والمناهج، واضحة إزاء منطقة الشرق الأوسط رغم رهانات البعض عليها، وهي تقوم على ثلاثة أركان:
الركن الأول: تطويق الاتحاد السوفيتي بأحلاف وكتل عسكرية وسياسية لصالح الولايات المتحدة، خصوصاً بعد الحرب العالمية الثانية وبداية عهد الحرب الباردة، ابتداءً من مشروع النقطة الرابعة وقيادة الشرق الأوسط، ومروراً بمعاهدات واتفاقيات مع دول المنطقة، وصولاً إلى محطة مهمة هي حلف بغداد، ومن ثم مشروع أيزنهاور لملء الفراغ، وحتى إنشاء قوات التدخل السريع في الثمانينيات.
الركن الثاني: تأمين السيطرة على منابع النفط والتحكم بهذه السلعة الناضبة، بإنتاجها وأسعارها واستهلاكها. أما الركن الثالث، فهو يقوم على حماية أمن إسرائيل منذ قيامها في عام 1948، حيث اتخذ الأمر بُعداً استراتيجياً بعد عام 1967 حين أظهرت إسرائيل قدرة فائقة على اعتراض حركة التحرر العربية التي حمل لواءها الرئيس عبدالناصر بشن حربين عليه عامي 1956 و1967، ولمنعه من إنجاز مهمات تحول اجتماعي أكثر جذرية يمكن أن تكون مصدر إشعاع في المنطقة.
ورغم العلاقة التاريخية الأميركية-السعودية، إلاّ أن الرئيس بوش كان من فئة الشخصيات غير المرغوب فيها بالنسبة للرأي العام السعودي في استطلاع له، حيث احتل مرتبة أكثر انحداراً من أسامة بن لادن ومن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، كما أشار إلى ذلك الباحث والمفكر الأميركي نعوم تشومسكي.
لم يراع الرئيس بوش مكانة ودور الولايات المتحدة، ناهيكم عن التزاماتها القانونية الدولية التي يحكمها وجودها عضواً في مجلس الأمن الدولي طبقاً لميثاق الأمم المتحدة، وما يترتب على ذلك من وظيفة حفظ السلم والأمن الدوليين، فتصرف الرئيس بوش بخفة إزاء النزاع الشرق الأوسطي، لاسيما بخصوص حقوق عرب فلسطين، وفي المقدمة منها حقه في تقرير المصير وحق العودة وحق إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس، وذلك حين حرص في سابقة غير دبلوماسية أو بروتوكولية على زيارة موقع ماسادا «المقدس» بالنسبة لليهود، لكنه لم يبذل أي جهد لزيارة غزة حيث يعاني الشعب العربي الفلسطيني من حصار طيلة أشهر ثقيلة، ولم يسع للقاء قادة حماس المنتخبين بغض النظر عن تحفظاته على نهجهم السياسي، ولم يقم بزيارة مجمّعات اللاجئين ليطلع على أوضاعهم، بمن فيهم سكان بلدة قلقيلية الذين يكاد جدار الفصل العنصري يخنقهم وبرامج الاستيطان تقضي عليهم.
ومن القدس طار الرئيس الأميركي إلى الرياض ليلتقي القيادة السعودية التي كان آخر لقاء معها في يناير 2008، لكنه بدلاً من البحث عن حلول ومعالجات للصراع العربي-الإسرائيلي ومبادرة السلام العربية التي تقدمت بها المملكة العربية السعودية وتبنّتها جامعة الدول العربية منذ مؤتمر قمة بيروت، فإن الرئيس بوش حاول في الزيارتين اجتذاب الرياض إلى «الحلف» المناهض لطهران الذي يسعى لتشكيله، بما فيه إدخال العراق فيه ودفعه لاتخاذ سياسات معادية لإيران وتخدم واشنطن، لاسيما بعد الضغط عليه لإبرام معاهدة ثنائية. ورغم ملاحظات القيادة السعودية بشأن السياسة الإيرانية وما يسمى اصطلاحاً بـ «الهلال الشيعي»، ونفوذ طهران الإقليمي الذي أثار ردود فعل كثيرة لاسيما في التسعينيات وما بعدها، إلاّ أن الرياض فضّلت طريق التفاهم والتعايش على طريق الاحتراب والتصادم، واختارت المشترك بدلاً من المجابهة التي لن يستفيد منها سوى أعداء شعوب المنطقة، وهو الأمر الذي اختاره أيضاً عدد من قادة دول الخليج. إن استمرار تعكّز واشنطن على النفط وحماية أمن «إسرائيل» -لاسيما بعد غياب الاتحاد السوفيتي واختراع عدو جديد اسمه الإسلام، ومثله الشيعي إيران وحزب الله، ومثله السني تنظيمات القاعدة وحماس والجهاد وغيره- يستهدف تأمين الأهداف الأساسية لواشنطن في منطقة الشرق الأوسط.
وقد كانت نبرة الرئيس بوش خافتة عند حديثه عن دولة فلسطينية، وربما أقل خفوتاً من سلفه الرئيس كلينتون الذي كان قد دعا إلى دولتين متعايشتين، الأمر الذي لم تذكره زيارة الرئيس بوش إلى منطقة الشرق الأوسط.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في دلالات الحوار الكندي - الإسلامي: فكرة الهوية والخصوصية!
- المنفى والهوية والحنين إلى الأوطان
- جيفارا والحلم الغامض
- التويجري الكبير والحقيقة الخرساء
- النمو الاقتصادي والتنمية الإنسانية: تأصيل المفاهيم!
- قمّة روما والأمن الغذائي
- المعاهدة العراقية-الأميركية: هل التاريخ مراوغ؟
- ماذا بعد وثيقة الإعلام العربية؟!
- مفارقات العدالة الدولية
- أزمة الرهن العقاري الأميركي... ما انعكاساتها على العالم العر ...
- مهنة الدبلوماسية!
- حرية التعبير وتحديات الإصلاح والديمقراطية
- الإعلان العربي للمواطنة
- الصمت الآثم: «المبشرون» وغسل الأدمغة!
- حقوق الإنسان: الهاتف الغيبي!!
- الجولان والوساطة التركية
- حقوق الإنسان: اعتذار أم حالة إنكار؟
- الأمم المتحدة والضحايا الصامتون!
- احتلال العراق وقصة الانتحال والمخابرات “العظيمة”
- معاهدة عراقية - أمريكية سيعلن عنها في يوليو


المزيد.....




- من زاوية جديدة.. شاهد لحظة تحطم طائرة شحن في ليتوانيا وتحوله ...
- أنجلينا جولي توضح لماذا لا يحب بعض أولادها الأضواء
- مسؤول لبناني لـCNN: إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرا ...
- أحرزت -تقدمًا كبيرًا-.. بيان فرنسي حول وضع محادثات وقف إطلاق ...
- هجوم صاروخي روسي على خاركيف يوقع 23 جريحا على الأقل
- -يقعن ضحايا لأنهن نساء-.. أرقام صادمة للعنف المنزلي بألمانيا ...
- كيف فرض حزب الله معادلة ردع ضد إسرائيل؟
- محام دولي يكشف عن دور الموساد في اضطرابات أمستردام
- -توجه المحلّقة بشكل مباشر نحوها-.. حزب الله يعرض مشاهد من اس ...
- بعد -أوريشنيك-.. نظرة مختلفة إلى بوتين من الولايات المتحدة


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - بوش وحصاد الشرق الأوسط!