|
حذار..............مازال امامنا الكثير
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 2345 - 2008 / 7 / 17 - 11:02
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
في هذا الوقت الذي نتحدث فيه و كل افكارنا مشغولة بازالة القيود و العوائق السياسية الاجتماعية الاقتصادية حول المغدورين في الحياة الراسمالية من الطبقة الكادحة و الفقراء ، فكًر قبلنا الكثيرون و نظًر العلماء و المفكرون و حلل الخبراء و السياسيون و تعمًق في التفكير العلمي الشيوعيون و اليساريون و كثير من الحركات التحررية و الشخصيات اصحاب الافكار الانسانية بشكل عام . اننا نتكلم عن الحقائق الواقعة امام اعيننا و بايدينا مذاهب فكرية سبق ان خضعت للاختبار في اماكن عديدة من العالم، و تغنٌى بها المعنيون في حينها الى ان وصلنا الى زمن القطب الواحد و سيطرة الراسمالية المستهترة بروح و قوت و مصير جميع الشعوب على المعمورة بعيدا عن اي اعتبار للظروف الانسانية العامة . اننا الان لا نتحدث عن الراسمالية و مؤسساتها الفكرية السياسية الاقتصادية و التي تحس ان العالم باسره يقف بجانبها و ضدها في آن واحد و تتخبط كثيرا في قرارة نفسها وهي تعز على نفسها ان تقر بالاخطاء و الانتكاسات في كثير من الافكار و المواقف و الافعال وفي العديد من الاماكن، فكيف تقر بهزائمها يوما ما بشكل كامل على الرغم من استمرار نشوة انتصارها على الفكر الشيوعي كما تدعي و تظن و لا تعترف انها هزمت الآلية الخاطئة للفكر و ليس الفكر نفسه و مضمونه . و السؤال هل بامكاننا تصحيح طريق اليسار و العمل على تطبيق الفكر الواقعي و التعديل اللازم من اجل ازالة الهفوات و عدم تكرار الاخطاء السابقة و بناء صرح الفكر اليساري المقبول بدقة متناهية و متكاملة الشكل و الجوهر. في الوضع الراهن يتجه التفكير للتحدث عن اليسارية ليس كفكر مغلوب على امره بل كفكر علمي صحيح بعيدا عن العاطفة و العقل الخاسر و نتحدث عنه كفكرة و قوة كبيرة قاضية و هي الند العقلاني الواضح للراسمالية . من الصعوبة جدا ان نستشعر اليسارية بجوانبها الخفية و انعكاسات ابعادها و تاثير الفكر الحداثوي على انعكاساتها او تلاحمه معها ، فاليوم بعد مدة معروفة من انتكاسة اليسار نحس اننا نسبح في فراغ سياسي و فكري كبير بحيث نعتير هذه الفترة متنقلة من حيث احقية الافكار و كيفية ترسيخها، و في هذه الايام و على الرغم من اننا في اعماق افكارنا و تصرفاتنا يساريين حتى النخاع الا اننا لااراديا نتصرف و نعمل على شاكلة الراسماليين و بشكل اخر عن طريق الليبرالية الديمقراطية او تحت مسميات عديدة اخرى هي بذاتها و اهدافها راسمالية بكل جوانبها . على الرغم من انتقادنا الدائم للعالم الراسمالي الظالم الا انه مع الاسف الشديد انتقلت عدوى هذا المرض الخطير الى الكثير من اليساريين قبل الاخرين و استحوذت هذه الافكار على ذهنية الكثيرين من دعاة المساواة من اليساريين الديموقراطيين و تحت اية مسميات و بشكل مغاير تماما لما كان عليه من قبل، و هذه العدوى تنتقل على شاكلات عدة و من خلال المصالح الذاتية التي تصر الراسمالية على غرزها دائما في كيان الفرد . من يحلل الوضع الراهن يتلمس بكل وضوح مدى انتشار الافكار المتشددة و المتطرفة في العالم، و للاسف نرى الكثير من المثقفين و خاصة الليبراليين الجدد يروجون لاسباب و افكار راسمالية كعوامل لنشر التطرف كما يدعون و لا ينظرون الى الظروف الاقتصادية و الاجتماعية الميؤسة منها كسبب رئيسي لنشر التطرف في الفكر و العمل، ومنهم يقول ان التطرف ناتج عن ازمة الفكر و مؤسساته و ليس نتاج مجموعة الافرازات الاقتصادية و الاجتماعية و يصرون على ان التطرف والتشدد لا ينبع من انتشار الفقر و الجهل كما قيل من قبل بل هو نتاج عدم قدرة الحركة المستمرة داخل اطار الصراع و التصادم الدائم من اجل التجديد . لهذا علينا ان نسال هل التطرف و التشدد ينتشر بشكل واسع بين الفقراء و الاميين الذين لا يعلمون من الافكار شيئا او بين غيرهم من الاغنياء و المتنورين لكي نعيد الاسباب الى الافكار التي لا يعلم منها الا النخبة، الاصح ان الفقراء من الشعب بعيدون عن الافكار قريبون من العمل ، و الفقر و الجهل بمعالم الحياة هو الذي يقربهم من العمل التطرفي الواقعي و هذا دليل على ان الفقر و الجهل سبب رئيسي لانتشار التطرف و التشدد في العمل و ليس لاي فكر ان يعالجه قبل ازالة مسببات الفقر و الجهل و كما تهتم بها اليسارية و بازالة مسبب الاسباب تزال و تنعدم و تُقطع النتاج و هذا من المهام الرئيسية ليساريي اليوم . لذلك احذروايها المعنيين، ان لم نتامل بعمق فيما نحن فيه و اذا لم ننظر الى انفسنا بالعين المحايدة و نرى ما فينا من الصفات التي تعتبر نذير شؤم لما نحمله في اعماقنا على الفكر الصحيح الواقعي، و يجب ان نحذٍر و الا سنخلق بانفسنا افراد مستهلكين اكثر راسمالية من الاخرين و عندئذ يُصعب ان نعاد الى ما يجب ان نعمل ، و ندع ما يتوفر لدينا من الامكانيات لانجاز المهمة الملقاة على عاتقنا و يجب ان لا نعيد الكرًة و ان نقبل الاختلافات وليس العمل على احياء مفاهيم طبق الاصل لما كانت عليه قبل دهور ويجب ان نلحق بالقيم الجمالية التي نتاملها و نملا العالم بها، و على الجميع العمل و التعاون في انجاز هكذا مهمة انسانية و في خدمة الجميع بكافة الطبقات و الفئات ، و علينا قبل ذلك قراءة الواقع و ترهيم و تكييف الفكر معه و مع المستجدات وهو الهدف كما حدث في بقاع عديدة من العالم و القراءة المعرفية الدقيقة لليسارية الواقعية لحياة اليوم و دراستها و تلمس اشعاعاتها و ابعادها ينوٍر لنا الطريق و يجب ان لا نستوحش الطريق قبل الغوص فيها و كما يقال طريق الحق غير مزدحمة دائما و تتوسع لمن يريد بدء الخطوة الاولى فيها بعقل و خطى واثقة ثابتة ، و اما ما نحن عليه و نستشعره من فراغ فكري الان نتيجة طبيعية لتلك الانتكاسات، فحذارِ ايها اليساري الواقعي المعتدل مازال امامنا الكثير و الطريق طويل و يحتاج الى الاصرار و الارادة .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان استنادا الى قرارات محكمة د
...
-
سالني استاذي عن جاويد باشا
-
ما دور اقليم كوردستان في دعم استتباب الامن و ترسيخ السلم الع
...
-
من اجل قطع دابر الدكتاتورية في العراق
-
المجتمع العراقي بحاجة ماسة الى ثقافة السلام
-
من اجل اجتثاث ظاهرة التهجير من جذورها
-
المجتمع العراقي بحاجة ماسة الى ثقافة الحوار
-
اين اليسار الكوردستاني في الوضع الراهن
-
العراق و ثقافة الخوف
-
الجوع يفتت وحدة الارض و يمزق اوصال الشعب
-
من يفوز في مرحلة مابعد الراسمالية
-
رسالة الى المراة العراقية
-
سلطة اقليم كوردستان العراق تلغي دور الشعب
-
تدويل القضايا العراقية لمصلحة مَن؟
-
كيفية اعتماد المعايير الاساسية لمقترحات ديميستورا
-
دغدغة سورية لقهقهة اسرائيلية
-
قراءة سريعة لمفاوضات الكورد مع الحكومات المركزية العراقية
-
اهم القضايا التي تحتاج الى التحليل و الحل
-
هل حقا استقر الوضع في العراق ؟
-
الاهتمام بمجاهدي خلق من تناقضات السياسة الامريكية
المزيد.....
-
مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-.
...
-
إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
-
صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق
...
-
الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف
...
-
سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
-
ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي
...
-
مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا
...
-
أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
-
كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
-
الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين
...
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|