|
سيناريو فلم ( سقوط المختارة ) / الجزء الاول
جمان حلاّوي
الحوار المتمدن-العدد: 2342 - 2008 / 7 / 14 - 06:20
المحور:
الادب والفن
(عاصمة الزنج)
قصــة وسينــاريو وحــوار جمان حلا ّوي ألجزء الأول ملاحظات حول السيناريو :
•السيناربو هو قصة مدينة اسمها ( المختارة). . وبالتالي فهي ليست قصة اشخاص معينين نبرزهم كأبطال.. فالبطل الرئيسي في السيناريو هو المدينة. اما ما عداها فهم محاور ثانوية يتحركون في خدمة (المختارة). وأحداث القصة تدور خلال السنوات الثلاث الاخيرة من عمر المدينة قبل سقوطها والى الابد.
•المختارة ـ عاصمة الزنج ـ مدينة حقيقة : تشمل حاليا القسم الجنوبي من قضاء ابي الخصيب جنوب البصرة ( وهي المحافظة الجنوبية الشرقية من العراق).. تمتد المختارة من نهر ابي مغيرة وحتى نهر ابي فلوس أي بطول 8 كيلومتر مع جريان شط العرب وبعمق عشرات الكيلو مترات غربا حتى صحراء البادية، وهي حدود ادارية لم يتقيد بها الزنج في حركتهم اطلاقاً. والحدود الادارية هي حصون المدينة من اسوار وخنادق جعلت من المدينة حصنا منيعا جدا. لامكانات ذلك العصر العسكرية.
•الاحداث العامة في قصة السيناريو حقيقية وقد ذكرها المؤرخون. وقد تم اختزالها ودمج قسم منها مع بعض. وادخال حوادث غير حقيقية لكنها لا تؤثر على الامانة التاريخية في طرح الاحداث، لكنها جاءت خدمة لحبكة السيناريو. وكافتراضات مهدت لاحداث حقيقية. تدور الاحداث في القرن التاسع الميلادي (الثالث للهجرة) زمن خلافة ( المعتمد على الله) العباسي حيث الدولة العباسية تحكم مناطق شاسعة من قارتي اسيا وافريقيا. وكانت السلطة العباسية تسند طبقةالاقطاع في جنوب العراق في اختطاف الزنوج من شرق افريقيا وبيعهم في اسواق النخاسة في ميناء البصرة لاستعبادهم للعمل في كسح السباخ ( الملح) من الاراضي لغرض أستصلاحها ، وفي زراعة النخيل وصناعة التمور. تبدأ احداث قصة السيناريو سنة 881 ميلادية حين قوضت الجيوش العباسية (الدولة الزنجية) التي وصلت حتى مشارف بغداد، ودفعتها لتحاصرها اخيراً في عاصمتها (المختارة) لمدة ثلاث سنوات حتى انهتها بمقتل قائد الثورة ومؤسس دولة الزنج (علي بن محمد).
•ابطال وشخوص قصة السيناريو حقيقيون، اوصافهم لم يذكرها التاريخ. بالتحديد لكن الوان بشراتهم ومن خلال وصف الاحداث من قبل المؤرخين جاءت مطابقة، اما الملامح الاخرى للشخصية فيزيولوجياً ونفسياً فقد استطعنا تحديد ملامحها تقريبا من خلال بعض الحوادث المتناثرة هنا وهناك وفي متون الكتب
شخصيات مدينة الزنج (المختارة) ألحقيقية :
1ـ علي بن محمد ( صاحب الزنج) / طويل، نحيف، وجه حاد التقاسيم ينم عن الذكاء ، بارز عظمي الوجنتين ،ابيض البشرة، أزرق العينين ملتحي , تجاوز الخمسين من العمر 2ـ علي بن ابان المهلبي / مربوع ، ممتليء، متوسط القامة ، ابيض البشرة ، ملتحي ، في الخمسين من العمر 3ـ سليمان بن جامع / زنجي أفريقي، أسود فاحم ، ضخم الجثة، كبير الانف والمنخرين، بشع الملامح، ملتحي، تجاوز الاربعين من العمر 4ـ رفيق / زنجي، شاب متوسط القامة، جميل الملامح، غير ملتحي، في الثلاثين من العمر 5ـ انكلاي (ابن صاحب الزنج) / زنجي أفريقي، شاب، قوي كمصارع، مربوع، ذو لحية طويلة جداً وكثة في الخامسة والعشرين من العمر 6ـ بهبوذ بن عبد الوهاب / زنجي أفريقي، طويل، نحيف،بارز الوجنتين جداً، عينان سوداوان صغيرتان لامعتان بشكل ملحوظ، لحية فوق الذقن، تجاوز العقد الثالث من العمر. كثير النكثة(وحركاته تدل على ذلك) 7ـ درمويه / زنجي، فاحم، طويل القامة، طويل الوجه والانف، لحية فوق الذقن، في الاربعين من العمر.
8ـ محمد بن سمعان / زنجي، متوسط القامة، ملتحي، تجاوز الاربعين من العمر. 9ـ سليمان بن موسى الشعراني / ابيض البشرة، ذو لحية بيضاء، طويل القامة، كبير في السن. 10ـ ابراهيم بن جعفر الهمداني / ابيض البشرة، ملتحي ، متوسط القامة، تجاوز الخمسين من العمر. 11ـ العراقي / اسمر البشرة(ليس زنجياً)، ملتحي، طويل، ذو صوت ضعيف حاد كصوت امرأة. 12ـ مالك بن بشران / اسمر البشرة(ليس زنجيا)، ملتحي، متوسط القامة، الصفرة تعلو ملامحه. 13ـ مشرق / زنجي، شاب، غير ملتحي، تجاوز الثلاثين من العمر. 14ـ قرطاس / احد مقاتلي مدينة الزنج، رومي الجنسية (أي من اصل روماني)، ابيض البشرة. كان عبداً وحرره صاحب الزنج. لا دور له في القصة سوى انه اطلق على (الموفق) سهما فاصابه في صدره. شخصيات مدينة المختارة غير الحقيقية:
15ـ ماري / ولها اسمين اخرين هما(زبيبة) حين كانت مستعبدة و(فاطمة) حين اسلمت. فتاة زنجية، قصيرة، جميلة الملامح والجسد، في نهاية العقد الثاني من عمرها.
16ـ موباتا / وله اسم اخر هو (عياد) حين اسلم. زنجي، في الاربعين من العمر. 17ـ المخنث / زنجي، في الاربعين من العمر
شخصيات المعسكر العباسي:
1ـ ابو احمد الموفق(ولي عهد الخلافة العباسية ) / طويل، ممتليء، وجه حاد التقاسيم فيه ملامح بدوية، اسمر الوجه، ملتحي، تجاوز الخمسين من العمر. 2ـ ابو العباس (ابن الموفق) / شاب، اسمر، قوي الجسم، متوسط القامة تبدو على وجهه الصرامة والعبوس في الخامسة والعشرين من العمر. 3ـ صفية(ابنة الموفق) / فتاة، بيضاء البشرة،جميلة الملامح والجسد، في العشرين من عمرها ( شخصية مفترضة ). 4ـ صاعد بن مخلد (وزير الخلافة) / بدوي الملامح، ملتحي، في الخمسين من العمر. 5ـ راشد (احد قادة الموفق) ومن المقربين للبلاد العباسي 6ـ نصير ابو حمزة ( قائد عسكري) 7ـ شهاب بن العلاء (قائد عسكري) 8ـ محمد بن الحسن (قائد عسكري) 9ـ رشيق (قائد عسكري) 10ـ لؤلؤ (قائد عسكري) 11ـ ابو مطلب / تاجر، بصري، بدين، قصير، ابيض البشرة، ملتحي واللحية شقراء انيقة( شخصية مفترضة ) 12ـ الحارس الشخصي لصفية ( شخصية مفترضة )
• لم تعط اهمية للملابس والاثاث في السيناريو، وعلى العموم فهي تلائم ومدنيّة ذلك العصر حسب مكانة الشخصية ومستواها قي قصة السيناريو
• الاسلحة والمعدات العسكرية الاخرى 1ـ السيف / وهو السيف العربي ذو النصل المقوس بطول (1م) متر واحد 2ـ الخنجر / وهو الخنجر العربي ذو النصل المقوس بطول 30 سنتمتر 3ـ المنجنيق / يؤدي عمل المدفع حاليا في قذف الصخور والحمم اللاهبة لمسافات بعيدة نسبيا تصل الى 300 متر اما تصميمه فيعتمد اساساً على انضغاط النابض في حالة التهيؤ، ثم رفع الضغط عنه في حالة القذف 4ـ الرصاص المذاب / وهي قطع من معدن الرصاص تذاب في قدور كبيرة وتفرغ في اواني ذات حمالات طويلة الاذرع وتسكب من فوق السطوح على العدو في الاسفل مباشرة
5ـ السميرية / سفينة تحمل اربعين مقاتلاً مع الجذافين
6ـ الشذا / سفينة كبيرة شراعية طولها المتوسط عشرين متراً يستعملها الجيش في الانهار الواسعة جداً وفي البحار 7ـ الزورق / يحمل عشرة مقاتلين مع الجذافين. 8ـ المعابر / زوارق تكون اسطحها مستوية (غير مقعرة)، تشكل جسراً فوق الماء حين تتراصف مع بعض وتربط بالحبال.
•المصادر التاريخية والجغرافية :
1-تاريخ الامم والملوك / المؤرخ محمد بن جرير الطبري ـ الجزء 9 من طبعة دار المعارف ـ القاهرة. 2ـ ثورة الزنج / د. فيصل السامر 3ـ تاريخ الشعوب الاسلامية / المستشرق الالماني كارل بروكلمان 4ـ الحضارة الاسلامية في القرن الرابع الهجري(فصل الرقيق) / المستشرق ادم متز
5ـ شط العرب وشط البصرة والتاريخ / د. محمد طارق الكاتب
6ـ النصرة في اخبار البصرة / القاضي احمد نور الانصاري
7ـ وقد تم استطلاع المواقع ميدانيا"
السيناريو
مشهد عام. خارجي .نهارا" ــــــــــــ
سفينة شراعية تتمايل وسط بحر هائج وسماء ملبدة بغيوم كالحة منقضة . لقطة مقربة . السفينة تتمايل بشدة ومياه البحر تهاجم سطح السفينة . البحارة ممسكون بالحبال وبالكاد يسيطرون على وضعهم
صوت النوخذة أدخل وتفحص البضاعة يارجل
مشهد خارجي . فوق سطح السفينة . نهارا" ــــــــــــــــــــــ يركض مساعد النوخذة ويفتح بابا" عند سطح السفينة.
مشهد داخلي . عنبر السفينة . نهارا" ــــــــــــــــــ لقطة مسلطة من داخل العنبر الى وجه مساعد النوخذة وهو يتفحص وتبدو ملامحه متعكرة لقطة مسلطة الى داخل العنبر. عشرات الزنوج مكبلين بعضهم ببعض بالسلاسل . يتشبثون بدعائم العنبر يتمايلون مع تمايل السفينة . سقط قسم منهم وآخرون وقد ملأ وجههم القيء وأخرون منهارون نساء زنجيات ساقطات وأطفالهم متشبثة برقابهم . آخرون من هم شبابا" ينظرون بصمت الى وجه مساعد النواخذة .
(صوت السلاسل وهي تضرب ببعض أثناء تمايل السفينة)
لقطة الى وجه المساعد وهو يخرج رأسه ويغلق باب العنبر .
مشهد خارجي . فوق سطح السفينة . نفس الوقت السابق . ـــــــــــــــــــــــــــــ لقطة فوق سطح السفينة. يركض مساعد النوخذة بصعوبة وسط تمايل السفينة الى النوخذة لقطة متوسطة. النوخذة متشبث بمقود الدفة بصعوبة وسط الريح الهائجة . يدخل مساعد النوخذة الكادر
مساعد النوخذة حالتهم مزرية جدا" , وقسم منهم ربما فارق الحياة, وسيلحق بهم الاخرون .. يجب اخراجهم ليتنفسوا بعد أن تهدأ العاصفة
النوخذة أخرجوا الموتى وارموهم في البحر لئلا يتعفنوا ويبثوا المرض في السفينة . خسارة ! ( ملتفتا" بشزر نحو المساعد ) لاتكلمني في المرة الثانية عنهم وكأنهم آدميين , انهم حيوانات أفهمت ؟!
مساعد النوخذة حاضر سيدي
مشهد داخلي . عنبر السفينة . نفس الوقت ـــــــــــــــــــــ لقطة من داخل العنبر نحو باب العنبر العلوي . يفتح الباب .. يدخل ضوء النهار الكالح . يدفع رجال سلما"خشبيا"حتى ارض العنبروسط تمايل السفينة .. ثم ينزلوا بواسطته.. لقطة متحركة داخل العنبر . يتفحص الرجال الزنوج الساقطين. يحمل اربعة منهم احد الزنوج الميتين . يحمل اربعة رجال آخرون امرأة ميتة بعد أن يبعدوا ابنها من صدرها وهو يصرخ ويحملوهما صعودا" عبر السلم . يبحث مساعد النواخذة على بقية الموتى.
لقطة مقربة . يد زنجية تمسك بيد مساعد النواخذة
لقطة مقربة لوجه الزنجي( شخصية رفيق )
رفيق متى نصل
مساعد النوخذة تتكلم العربية
رفيق ارجوك متى نصل
مساعد النوخذة عن قريب . ربما يومين . أجتزنا فوهة الخليج , اعتن بأخوتك
رفيق نحن بحاجة للماء فالقيء يملأ افواهنا
لقطة مقربة لوجة مساعد النوخذة . ترتجف وجنتاه. ينهض لقطة من داخل العنبر . يهم مساعد النوخذة بصعود السلم . يلتفت نحو الزنوج( وهم خارج الكادر ) . يخرج عبر باب العنبر.
مشهد خارجي . سطح السفينة . ليلا" ـــــــــــــــــــ لقطة متوسطة. سطح السفينة تمدد فوقها عدة زنوج وزنجيات موتى . يهم أربعة رجال برفع الواحد بعد الآخر من أيديهم وأرجلهم ويرموهم في البحر وسط هياج الريح لقطة مقربة لوجه مساعد النوخذة وقد تبلل وجهه بالمطر. عضلات وجهه ترتجف
قطع
مشهد خارجي . مرسى سفن. نهاراً
السفينة الشراعية راسية.. اشرعتها ملفوفة في اسفل الصاري.. رفعت في أعلاها راية سوداء(راية الدولة العباسية).. يبدو الافق عند الضفة الاخرى لنهر( شط العرب) مخفياً خلف غابات النخيل الكثيفة.. الجو صحو مشمس.. حركة بحارة فوق سطح السفينة يحملون صناديقاً واخرين اكياساً ينزلوها الى ضفة النهر حيث ترسو السفينة.. حركة نقل الصناديق والاكياس على اليابسة بواسطة عربات تجرها بغال يقوم بتعبئتها عمال.. جمهرة من الفضوليين واخرين يهمهم امر السفينة ومحتوياتها يقفون عند الضفة ينظرون..
(أصوات حركة العمل ولغط الواقفين صوت أذان بعيد)
باب قبو السفينة يفتحه اثنان من البحاره.. يحاط الباب باشخاص مدنيين مسلحين بالسيوف يرقبون الباب.. تمتد يدان سوداوان مكبلة بالسلاسل من القبو.. يجرها البحاران.. يبرز من بوابة القبو شاب زنجي متعب منهار كبلت يداه ورقبته بالسلاسل.. السلاسل ممتدة خلفه مرتبطة بأيدي ورقبة الزنجي التالي الذي برز جزء منه تواً عند باب القبو.. يدفع المسلحون الزنجي الاول الى السطح ويقوم البحاران بسحب التالي والذي امتدت السلاسل التي تكبله الى الثالث الذي يليه.. وهكذا.
(صوت حركة فوق السفينة وعلى اليابسة، ولفظ غير مفهوم. وصوت صليل السلاسل)
زاوية مسلطة: يسحب البحاران ( رفيق ) فيبرز خارج بوابة القبو متلفتاً.. ناظراً الى السماء.. يتنفس بعمق يدفعه المسلحون فيسحب بسلاسله الزنجي الذي يليه
النوخذة (خارج الكادر) اسرعوا في اخراج البضاعة..راصفوهم.. يا الله , لا تتباطأوا..
زاوية مسلطة لمساعد النوخذة امام طابور الزنوج المكبلين.. يقوم برصفهم فوق سطح السفينة. زاوية مسلطةعلى النوخذة النوخذة قلت لا تتباطأوا.. نريد ان ننتهي فجو البصرة خانق برطوبته
مساعد النوخذة (مجيباً النوخذة) حاضر.. حاضر سيدي انهم متعبون
تظهر عبارة مطبوعة على (الكادر) (البصرة ابان الحكم العباسي سنة 868 ميلادية) يمتليء سطح السفينة بزنوج واقفين بتراصف تجمعهم سلسلة غليظة تربط اياديهم على التوالي، وسلسلة اخرى تربط اعناقهم وقد شكلوا اربعة خطوط.. أحد الكتبة يسير مسرعا امامهم يعدهم.. وجوه الزنوج متعبة مرهقة.. اياديهم متصلبة ورقابهم مثخنة بخدوش اطواق الحديد.. احنى قسم منهم رأسه اثر التعب..
عيني (رفيق) تلاحق مساعد النواخذة وهو يتحرك مصالبا" يديه على صدره.. ثم يجيل نظره نحو المسلحين الذين يحيطون سطح السفينة شاهرين سيوفهم متأهبين لاية حركة تمرد.. ثم يحول نظره الى الناحية الثانية من سطح السفينة. من وجهة نظر رفيق p.o.v: عند سطح السفينة في الناحية الاخرى هناك فتيات زنجيات تراصفن بخطوط يحيط بهن مدنيون مسلحون بالسيوف وقد ربطت اياديهن بالسلاسل..
زاوية مسلطة. فتاة زنجية في الصف الثاني مطأطأة الرأس (هي شخصية "ماري" ) ترفع رأسها ناظرة الى(الكادر) وكأن عينيها قد التقت بعيني (رفيق)
من وجهة نظر (ماري) p.o.v : (رفيق) في الناحية الاخرى من سطح السفينة ينظر اليها ولم يزل الكاتب يعد الزنوج ويتفحص قيودهم من وجهة نظر رفيق p.o.v ( ماري) في الجهة الثانية من سطح السفينة تنظر اليه. زاوية مسلطة: تنزل دمعتان من عينيها. زاوية مسلطة: يدفع رفيق من قبل احد المسلحين ليسير. عيناه شاخصتين باتجاه (ماري). تسحبه السلاسل فيختفي في تلاحم الزنوج وركض المسلحين حولهم. يدفعوهم (صوت صليل سلاسل) يبدأ اول زنجي بالنزول من السلم الى اليابسة يعينه بحاره واقفون عند السلم.. يسحب بنزوله الزنجي الذي ارتبط معه.. النوخذة (خارج الكادر) صارخاً حاذر ألا يسقطوا في الماء فكل رأس كلفنا الكثير!
مساعد النوخذة (بنفاذ صبر) حاضر.. حاضر.. لا تصرخ لم اعد احتمل حر البصرة
مشهد خارجي.سوق النخاسة . نهاراً سوق النخاسه مزدحم بالناس من شتى الفئات.. عباسيون بلباس بهي وعمائم مترفه خلفهم عبيدهم يهفهفون عليهم بالمهافبف .. اعراب .. بدو متجمهرون امام منصة بيع العبيد.. قسم يكلم بعضه بعضاً ، واخرون ينظرون..تظهر خلفه عن بعد السفينة الراسية ..اللقطة تقودنا الى منصة وقف فوقها زنجي عاري الجسد سوى وسطه.. مكبل اليدين بسلسلة, معروق, يقف قربه نخاس بلباس ملون وهو ينادي.. هناك رجل في احدى اركان المنصة وضع ختما حديدياً ذا مقبض طويل وسط نار مشتعلة داخل موقد.. المنصة محاط بمسلحين واضعين سيوفهم باغمادها النخاس (بأعلى صوته) قوي يفيد بكسح السباخ ليل نهار. أبدأ بعشرين.. عشرين . من يزيد
(ثم يمد يده الى جهة ما عنده جمهرة الناس) ثلاثين ثلاثين.. من يزيد. انه قوي كالثور.. يتحمل كالبغال من يزيد (يحرك يده هنا وهناك متفحصا الوجوه) من يقول اربعين (ثم يصرخ) اربعين .. اربعين.. من يزيد.. من يزيد لا احد (يؤشر الى جانب المنصة) سجل اربعين ديناراً (ثم ينادي على الرجل حامل الختم) اختمه
زاوية مسلطة .يرفع حامل الختم ختمه من النار وقد تجمر.. يقترب من الزنجي.. ويضغطه عند كتفه زاوية مسلطة.. يصرخ الزنجي بالم وقد تقلص وجهه وارتجف صدره رافعا رأسه نحو السماء وقد تصاعد الدخان قرب وجهه ( صرخة الزنجي المتألمة)
يؤشر النحاس بلا مبالاة الى المشتري وسط جمهرة الناس امام المنصة
النخاس سلم المبلغ هناك، واستلم صحيفة الشراء
يصعد احد مساعدي النحاس ويسحب الزنجي عن المنصة من سلسلة ربطت بيديه المكبلتين.. ينزل الزنجي متهالكاً.. هناك مساعد اخر للنخاس يسوق (رفيق) مكبل اليدين الى المنصة.. عاري الجسد سوى وسطه معروق.. يصعد رفيق المنصة.. ويقف جنب النخاس من وجهة نظر رفيق p.o.v. : الناس المتجمهرة حول المنصة وهي تمعن النظر فيه وبجسده.. لقطة كبيرة : عيون( رفيق) تجيل النظر فيهم
النخاس :أبدأ بعشرين.. عشرين ، من يزيد (ثم يؤشر بيده الى الناس منتظراً الزيادة) ثلاثين.. ثلاثين.. من يزيد، انه شاب قوي ووسيم ويتقن العربية. يصلح للخدمة في القصور. وغير قاصر للعمل في السباخ (يحرك يده تجاه الناس) من يزيد؟ اربعين .. اربعين (ثم يصرخ ويده تجاه ما من الجمهرة) خمسين.. خمسين هل هناك من يزيد (ثم يؤشر الى جانب المنصة) سجل خمسين ديناراً (ينادي على حامل الختم) اختمه
زاوية مسلطة . يضغط الختم على كتف ( رفيق ).. يأن (رفيق) حابساً صرخته مقلصا وجهه وقد ارتجف صدره العاري.. لا يتحمل فيصرخ باعلى صوته رفيق لمـــــاذا؟ (pan بان) على جمهرة الواقفين وقد استفزت قسم منهم الصرخة.. وادهشت الاخرين. يسحب مساعد النحاس رفيق من سلسلة لأنزاله.. (رفيق) متهالكاً
النخاس : (خارج الكادر مخاطباً المشتري) ادفع المبلغ هناك.. وخذ صحيفة الشراء .. يصعد التالي
ظهور تدريجي للمشهد التالي fade in
مشهد خارجي .سقيفة . نهاراً
عبارة مطبوعة على ( الكادر) ( بعد مرور أشهر) غابات نخيل ممتدة حتى الافق.. سقائف مدعمة بجذوع نخيل بترت رؤوسها، مسقفة ومظللة بسعف النخيل منتشرة هنا وهناك.. اعداد كبيرة من النساء والفتيات الزنجيات يعملن تحت السقائف في تنظيف التمر { عزل قمع التمرة، وكذلك ابعاد التمر المتيبس}.. اشعة الشمس تتخلل السقائف.. احدى السقائف، نساء وفتيات زنجيات يعملن في تنظيف التمر ويظهر امامهم اكداس منه.. الشمس تضرب على وجوههن المعروقة فتحيلها برونزية لامعة.. تمسحن وجوههن باكمامهن.. هناك فتيات يقمن بوضع التمر بعد التنظيف في سلال من الخوص { وريقات سعفة النخلة مضفورة بشكل سلة خفيفة ومتماسكة} وحملها ثم افراغها في عربات صغيرة تدفعها يدوياً الى مكان اخر خارج (الكادر) .. مراقب يتمنطق سيفا وبيده سوط يسير بينهن.. ينظر الى اجسادهن برغبة.. يضرب احدى الزنجيات المكنزات على عجزها بيده.. المراقب اعملن جيداً يابنات، فالبلح يكون جاهزاً عند الغروب
يدخل حارسان (الكادر) بملابس انيقة يقتربان من المراقب
احد الحارسين ارسلنا سيدنا راغباً بأجمل الفتيات عندك
ينظر المراقب الى الفتيات.. من وجهة نظر المراقب p.o.v.: (ماري) تبدو بوضوح مليحة الوجه وهي تعمل بجد.. يتصبب العرق من خديها وحتى جيدها يؤشر المراقب بسوطه نحوها مخاطباً اياها
المراقب قومي انت، ما اسمك
تعمل ماري اشارة الصليب في الهواء {كونها نصرانية}.. ثم تجبيه بارتباك
ماري: ( ماري )
المراقب (آمراً) اذهبي معهما
تتحير (ماري).. ينحني عليها المراقب ويمسكها من كتفها لأنهاضها.. تمانع.. يجرها بعصبية محاولا ايقافها.. تلتفت الى زميلتها هامسة قبل ان تقف
ماري (بهمس) اخبري (رفيق) اذا جاء وسأل عني
يقودها الحارسان خارج(الكادر).. يقترب المراقب من زميلة(ماري) غاضباً
المراقب (بغضب) الم آمركن الا تتكلمين في العمل؟ ماذا قالت لك؟
زميلة "ماري "( بأرتباك) لا ادري سيدي.. لم انتبه
المراقب (واخزا اياها بعصا سوطه) تكلمي
تقف زميلة (ماري) مرتجفة وقد ظهر الفزع في عينها
زميلة (ماري) لا أدري سيدي.. يمسكها من شعرها .. تتألم
المراقب قلت تكلمي .. يا فاجرة
هناك نظرات خوف وخشية في عيون العاملات الاخريات اللواتي استمرن بالعمل بهمة لكنهن يسترقن النظر الى مشهد الاستجواب خلسة.. يهم المراقب يجر زميلة (ماري) من شعرها.. وهي تتألم وتبكي
قطع cut to مشهد خارجي .منطقة نخيل. نهاراً منطقة نخيل وهناك قفص كبير يسمع خلفه اصوات كلاب جائعة تنبح بوحشية
(اصوات ونباح كلاب جائعة)
.. هناك اسطبل ربطت عنده عدة خيول يدخل المراقب (الكادر) مجرجرا الزنجية زميلة (ماري) من كتفها بعنف وقد تلطخ شعرها ووجهها بالتراب وتمزقت ملابسها .. يرميها عند قدمي حارس الكلاب
المراقب (مخاطباً الحارس) ارمها للكلاب
تزحف الزنجية بضعف حتى قدمي المراقب.. تقوم بتقبيلها متوسلة وهي تبكي
زميلة(ماري) (جاثية تبكي) رحمتك سيدي، لم افعل شيئاً
المراقب هذه اخر فرصة لك، تكلمي
زميلة (ماري) (تبكي) طلبت مني ان اخبر احد الفتيان
المراقب (مندهشاً) رجل؟!! هل هو عبد
زميلة (ماري) (تبكي) نعم، سيدي... المراقب هم .. هذا يعني أنكن تتصلن بالرجال . .. ها؟!! (ثم يركلها) لماذا لم تخبريني ان الخبيثة لها علاقة مع عبد؟! قولي : ما اسمه؟
زميلة( ماري) (بجزع) لا اعرفه سيدي
زاوية مسلطة. حارس الكلاب ينظر الى المراقب وهو يستجوب الزنجية منتظراً توجيهاته وهو يتبسم بخبث .
زاوية مسلطة: المراقب اذا كنت لا تعرفين فلماذا اخبرتك الخبيثة اذن، وبمن ستتصلين؟ ها.. اجبيبي
زميلة (ماري) (على وجهها احساس بالخوف من نهايتها في قفص الكلاب) لا اعرف سيدي، صدقني.. رحمتك
يؤشر المراقب برأسه الى الحارس.. يفتح الحارس باب القفص قليلا.. يبرز فك احد الكلاب من فتحتة الباب وقد كشر عن انيابه وهو يحشرج بوحشية
( صوت حشرجة الكلب) ينهر الحارس الكلب للابتعاد عن الباب بعصا يحملها بيده.. يعضعضها الكلب بشراسة.. يجر المراقب زميلة(ماري) ويقربها من فك الكلب الذي ضغط عليه الحارس بالباب.. تصرخ الزنجية بخوف وهلع وهي تنظر الى انياب الكلب قرب وجهها . زميلة (ماري) (منهارة) (رفيق) ..(رفيق)
يسحبها المراقب الى الخلف بعنف.. يركل وجه الكلب بقدمه دافعاً اياه للخلف.. يغلق حارس الكلاب باب القفص
المراقب ( رفيق)!! في اية سبخة يعمل؟ تسحب الزنجية نفسها الى الخلف وقد بدأت ببكاء متواصل وبصوت خفيفض
زميلة (ماري) ربما في احدى السباخ القريبة من هنا.. سيدي المراقب اذهبي.. انكن لا تستحقن حتى طعاماً للكلاب
تنهض الزنجية زميلة ( ماري) غير مصدقة نفسها.. تركض متعثرة بالتراب متلفتة الى الخلف كالمخبولة
زاوية مسلطة. المراقب ملتفتاً الى حارس الكلاب
المراقب اذهب واخبر امر حرس القصر أن ثمة علاقات بين العبيد . أن الخبيثة التي طلبها سيدنا تلتقي بعبد اسمه (رفيق). وكن حذراً من اثارة ضجة في القصر حول هذا الموضوع الحارس امرك سيدي
المراقب (مكلماً نفسه) من هو (رفيق) هذا الذي ولج قلب الزنجية الحسناء (يتحسر بشبق) قطع cut to
مشهد خارجي. منطقة سبخة . ليلاً
منطقة سبخة تمتد حتى الافق مليئة بالملح حيث يعلو سطحها.. تلول من الملح هنا وهناك تتلامع أنحداراتها بلون فضي شاحب عاكسة ضوء القمر.. هناك عربات حمل تركت باهمال قرب تلول الملح.. بضع اكواخ صنعت من القصب المرصوف متناثرة بين تلول الملح. (رفيق) يسير حثيثاً.. يتلفت.. يقترب من احدى الاكواخ.. يتوقف متردداً عند الكوخ.. ثم يطل في الكوخ بعد ازاحة ستارة متهرئة معلقة بدل الباب
قطع
مشهد داخلي.داخل الكوخ . ليلا من جهة نظر(رفيق) p.o.v. : داخل الكوخ زنوج نائمين فوق بساط مهتريء قذر.. يبدو عليهم الانهاك والقذارة ويكسو ثيابهم التالفة الملح، جميعهم من الذكور.. عند وسط الكوخ بصيص نار من موقد منطفيء.. يدخل (رفيق) الكوخ.. ينتبه بعض الزنوج.. يسحبون اجسادهم من التعب.. يتكيء قسم منهم على مرفقه.. واخرون يستندون على الجدار. زاوية مسلطة: رفيق السلام عليكم احد الزنوج (كبير السن ابيض الشعر) وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ادخل.
يبدو على رفيق الارتباك قليلا.. يلتفت بحذر الى الخلف.. يزيح ستارة الباب ناظراً الى الخارج.. ثم ينزل الستارة.. يفتح كيساً كان يحمله تحت ثيابه ويخرج منه عدة سكاكين.. يرميها امام الزنوج الجالسين.. ينظر الزنوج الى السكاكين المرمية.. يتلفتون الى بعض باستغراب
زاوية مسلطة : رفيق (هامساً) هاكم.. اقتلوهم.. يجيبه احد الزنوج (شخصية موباتا) خلال استغراب البقية وتهامسهم (تهامس غير مفهوم)
موباتا (مندهشاً) هل جننت؟!!
يلتفت (رفيق) مرة اخرى نحو ستارة الباب.. وجهه يتصبب عرقاً.. يعود يكلم الزنوج باصرار.
رفيق اقتلوهم.. سنعيش احراراً (يصمت قليلاً، ثم يكمل) هم قلة يسوقهم الجشع، اما نحن.. نحن، كثرة تدفعنا الحرية وذكريات الوطن البعيد.. (يصمت قليلاً، ثم يكمل) وعلي بن محمد
ينهض بعض الزنوج واقفين.. ينتبه اخرون معدلين من جلستهم.. يتهامسون
( تهامس غير مفهوم)
احد الزنوج من هو (علي بن محمد) يا فتى
الزنجي كبير السن (مؤكداً) نعم، من هو هذا، ولماذا تحاول ايذاءنا؟
رفيق الا تريدون الحرية.. الا تريدون ان تعودا ادميين كما كنتم في قراكم بين اهاليكم واطفالكم تعيشون حياتكم . موباتا لا نفهم عماذا تتكلم يا هذا
رفيق (وكأنه لم يسمع موباتا) كل شيء منظم يا اصحابي فاستعدوا لضرب الفسقة، وان علي بن محمد بانتظاركم، انتم واخوانكم في كل السباخ
موباتا انت تكذب.. انت شيطان يحاول قتلنا. اخرج، احمل سكاكينك واخرج
ثم يتقدم (موباتا) من (رفيق).. ينظر في عينيه بغضب.. يدفعه من كتفه محاولاً اخراجه.. ينفض (رفيق) يد(موباتا) ويحدجه بنظرة غضب.. يهم (الزنجي كبير السن) بايقاف (موباتا) بيديه خوفاً من حصول شجار فينكشف امر السكاكين.
الزنجي( كبير السن): (موباتا). اهدأ قليلاً (ثم يلتفت الى (رفيق)) وانت خذ حاجياتك واخرج بهدوء
ينحني (موباتا) ويحمل بعضاً من السكاكين ويرميها عند قدمي (رفيق).. يرمقه (رفيق) بنظرة اسفه.. ثم يلتفت الى البقية
رفيق السكاكين لكم.. فكروا جيداً فلن تخسروا سوى قيودكم. وانت يا (موباتا) لا ترفع يدك بسهولة على اخ لك يعاني الغربة والعذاب والجوع والاستعباد ( ثم يصر على اسنانه هامساً) هل نحن حيوانات يا(موباتا)؟
يهم بالخروج من الكوخ.. ينادي عليه(الزنجي كبير السن)
الزنجي كبير السن تبدو عليك همة التعلم، أعلمني بأسمك ولك الأمان
رفيق ( وهو يخرج دون ان يلتفت اليه) اسمي (رفيق).. هكذا سماني (علي بن محمد) يخرج من الكوخ مزج
مشهدخارجي. أرض سبخة, منطقة عمل . نهاراً
ارض سبخة ممتدة حتى الافق تعمل فيها مجاميع زنوج نصف عراة بكسح الملح منتشرة على مدى البصر.. قسمت كل مجموعة حيث يقوم بعض منهم بكسح الملح وتكويمه تلولاً.. يقوم اخرون بغرف تلول الملح بغرافات لمليء سلال من الخوص.. يحملها زنوج اخرون يقفون في طابور امام كل تلة ملح.. يقومون برميها في عربات حمل تجرها البغال بعيداً.. الشمس لاهبة.. العرق يتصبب على وجوه الزنوج واجسادهم مختلطاً مع الملح فيحيله خطوطاً يحدد ثنيات اجسادهم ورقابهم.. قسم منهم غاص حتى ركبتيه بالملح وهو يغرف.. يتحرك وسطهم مراقب مسلح بسيف في غمده ويحمل سوطاً وهو فوق فرسه.. يصرخ بالعاملين.. تبدو المجاميع الاخرى بعيده نسبياً عن بعض..
المراقب تحرك لاتقف
يسقط احد الزنوج المتعبين من الاعياء.. يلتف المراقب بفرسه نحوه.. ينهال عليه بالسوط من فوق الفرس.. يتلوى الزنجي وهو نصف عاري فوق الملح.. السوط يهوي فوق جسده بكل حدة وقسوة تاركاً خيوطاً من الدم المتفجر الممزوج بالملح.. اعين الزنوج الاخرين تنظر الى المشهد بجزع.. الزنجي المجلود ممداً يرتعش جسده وقد تدثر بالملح.. يسكن جسده.. تبقى شفتاه ترتجفان متيبسة. يغمض الزنجي عينيه.. يلتف المراقب نحو الزنوج الذين عادوا الى عملهم بنشاط محاولين ابعاد سوط المراقب عنهم
المراقب (صارخاً) اعملوا ايها القردة
ثم يهرول فوق فرسه وسط الزنوج ضارباً بسوطه الهواء
المراقب ( بنفاذ صبر) واصلوا العمل, وألا فمصيركم مثل هذا ( مؤشرا" نحو الزنجي الساقط )
يتوقف المراقب مؤشراً بسوطه نحو احد الزنوج
المراقب انت يلتفت اليه الزنجي وهو يرتجف
المراقب اذهب واسحب ذاك الحيوان عن الملح واغسل وجهه وجروحه واذا رأيته قد مات فارمه بعيداً
الزنجي ( منحنياً) امرك سيدي
ثم يركض تجاه الزنجي المجلود الذي لم يزل ممداً على الملح.. زاوية مسلطة.( رفيق) ينظر الى المشهد وهو يسير مع الطابور حاملا سلة الملح الفارغه.. يضع السلة على الارض امام الغرافين لملآها بالملح.. يلتفت يميناً وشمالاً بحذر.. يقترب المراقب من موقعه وهو فوق فرسه عابساً..
يسحب (رفيق) سكيناً كان يخفيها تحت ثيابه.. يبدأ باللهاث بعنف.. يثب على المراقب.. يسحبه من فوق فرسه بشكل خاطف.. يغرس السكين في صدره ويسقطه ارضاً.. يستمر بطعنه بعنف عدة طعنات اخرى في صدره.. يبدو المراقب مبهورا وقد جحظت عيناه وتقلص فمه يتلوى جسده ويرتعش فوق الملح.. ثم يسكن..
يقف (رفيق) وعيناه شاحصتان على المراقب القتيل.. ينسحب الى الخلف لاهثاً وعيناه لم تزل شاخصة عليه زاوية اخرى. يتوقف الزنوج عن العمل.. يبحلقون بوجوم الى المراقب الممدد ثم الى (رفيق) الذي استمر يبتعد ببطء ناظراً اليهم رفيق (وهو يتنفس بصعوبة وشفتاه ترتجف) انتم احرار الان. ومن يريد اتباعي فعلي بن محمد بالانتظار، ومن يريد الذهاب حيث يشاء فله الخيار..
يسير ( رفيق) وحيداً.. يبدأ بعض الزنوج بالسير خلفه بترددً.. يبدو القسم الاخر واقفاً.. يتلفت بعضهم يميناً وشمالاً غير مصدقين
مزج
مشهد خارجي.أرض سبخة . نهاراً
ارض سبخة ممتدة حتى الافق ( رفيق) يسير وخلفه موكب من الزنوج حانين رؤوسهم.. وقد اصطبغت اجسادهم ببياض الملح
(لاصوت سوى حركة الارجل فوق الارض)
يلتقي موكب (رفيق) مع موكب اخر يقاطعه وهو قادم من جهة ما. يندمج الموكبان ليشكلوا موكباً واحداً ضخماً.. يكلم قسم من الزنوج بعضهم.. يعانق اخرون اصحابهم
لقطة مسلطة لأحد الزنوج قتلناهم جميعا" ينظر اليه بعض الزنوج بجمود مشوب بالخوف
قطع
مشهد خارجي.ارض سبخة . قبيل الغروب
ارض سبخة.. يبدو عند الافق غابات نخيل موكب الزنوج يقودهم(رفيق) وتظهر الشمس امامهم بقرصها قرب الافق فوق رؤوس النخيل. يدخل (الكادر) موكب اخر ياتي مهرولاً برقص ايقاعي افريقي
(صرخات ابتهاج وكلام غير مفهوم)
يهرول نحوه موكب (رفيق) برقص ايقاعي تندمج المواكب جميعها.. هناك عناق كثير بين الزنوج.. واخرون يصرخون ابتهاجاً..
صوت قتلناهم , انهم يستحقون الموت (صرخات ابتهاج وكلام غير مفهوم)
يهرول الزنوج المتقدمون في المواكب المندمج بايقاع.. يتبعهم الزنوج المتاخرون مهرولين بقفز ايقاعي يتجهون صوب قرص الشمس الشاخص فوق الافق
( موسيقى افريقية ايقاعية تتصاعد)
اختفاء تدريجي للصورة ظهور تدريجي للمشهد التالي
Email / [email protected]
#جمان_حلاّوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسرحية (أحرار )
-
مسرحية ( في أنتظار النتيجة ) مسرحية من شخص واحد
-
مسرحية ( أبو الزمّير )/ مسرحية من شخص واحد
-
مسرحية ( آمال )
-
مسرحية ( سلاّبة )
-
مسرحية ( رحلة الصالح )
-
مسرحية ( المجنون )
المزيد.....
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
-
-لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
-
انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|