أحلام الشعب الصابر

جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 2340 - 2008 / 7 / 12 - 03:52
المحور: كتابات ساخرة

يركز الناس على احلامهم ويراجعونها بعد استيقاظهم ويبقون يعيشون للحظات مع المثيرة والجميلة منها رغم انهم يعرفونها انها لحظات حلمية، ربما تكون احلاما بالحصول على مال أو سلطة.
العراقيون يعيشون مع الاحلام، وربما إنهم من اكثر الشعوب التي تتابع الاحلام وتلجأ الى من يفسر احلامهم حتى لو كان غير عارف بقراءة الاحلام وفك الغازها، بل حتى على مستوى قراءة الكف والفنجان والطالع، متى تستقر الكهرباء وينتظم توزيع الحصة التموينية وكيف سيكون المستقبل الانتخابي، هل للعلمانيين ام الاسلامويين، ام المابين بين ..!! واين يقع المواطن العراقي على الخارطة السياسية والاقتصادية، والحلم براتب خيالي يوازي رواتب اعضاء البرلمان الذين يتغيبون اكثر مما يداومون وبالتالي يجب مراجعة اولياتهم في المدارس الابتدائية والمتوسطة والاعدادية لرؤية مدى التزامهم في الدوام انذاك، لان مسيرة الفرد تبدأ من الطفولة أو كما يقال في المثل الشعبي (طبع اللي بالبدن مايغيره غير الكفن)..!!
العراقيون يعيشون مع الاحلام ، لاسيطرات ، ولاحمايات أو بودي كاردات تعتدي عليهم وتصوب بنادقهم الى رؤوسهم، ربما تتسلل بعض الرؤى من هذه المشاهد الى المخيلة ولكنها تدخل ككوابيس مرعبة ، حمايات ملثمين وبنادق قذرة وزعيق غربان وشتائم وعياط وملائكة تهرب مذعورة من مواكب المسؤولين، واحلام اخرى بغربان تنخر في رؤوس العراقيين والتي يفسرها العرافون على انها السنين العجاف التي مرت ومازالت تمر على العراقيين المساكين بسبب سياسة التقنين التي تمارس ضدهم، حصة متوترة كتوتر اعصاب السياسيين، واحلام بالافاعي والكلاب السود وهي مشاريع عداوة وغدر ربما من اقرب الاشخاص اليك.
في الاحلام نتحرر من الرقابة الحكومية والاجتماعية والسياسية، افعلوا ماشئتم، العبوا وامرحوا و(ازعقوا) مثلما يزعق افراد الحمايات بوجوهكم، وانقلبوا على من تودون الانقلاب عليه، وصارحوا من تحبون دون خوف من اهل المحبوبة او من (نهوة) ابن العم او (كعدة عشاير) من اجل الحصول على الفصل العشائري الذي يغذى بدعم حكومي كوننا اليوم ننمي الجانب العشائري اكثر من المدنية الحديثة.
احلموا ملء ارادتكم ، لاخوف من سلطة او قانون، انشئوا ممالك وولايات وواحات خضر ليست على هيئة المنطقة الخضراء وبدون عسكرة للمدينة او قوات احتلال او شركات حمايات خاصة او بالاحرى (شركات انتهاك سيادة) تقتل بدم بارد وبلاخوف من سلطة او قانون لانها محصنة بحصن حصين ومنزلة من السماء...!!

#جمال_المظفر (هاشتاغ)

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات