أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالجليل الكناني - حسد أم حقد














المزيد.....


حسد أم حقد


عبدالجليل الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 2341 - 2008 / 7 / 13 - 06:43
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كلما تأخر علينا زميلنا الذي يقلنا الى الدائرة بسيارته الحكومية استبد بي الضجر ورحت أجوب منطقتنا التي لا أستطيع تسميتها بالمدينة أو المحلة لمحدودية الدور فيها وهي في واقعها حي سكني للموظفين ، وجميعنا نعرف بعضا بل ونعمل في ذات الدائرة وحيث ان الحي السكني يجاور بضعة قطع الأرض السكنية لبعض الموظفين فقد راح إخواننا يبنون بيوتا فيها حارصين على أن تكون بواجهات جميلة ومتقنة وكلما حاولت النظر إلى تلك البيوت قيد الإنشاء أو التي اكتملت أو كادت ، ثمة ما يدفعني إلى غض النظر وكأنني انظر إلى زوجة صاحبها فاستحي . لم أكن ، بدأً ، أعرف سر إحساسي بالذنب فيما لو أمعنت النظر في مظهرها الجميل وتأملت ما في داخلها من تفاصيل ، اشعر أنها ستكون مثيرة ومشوقة ، وأكثر من ذلك لو حلمت ببناء دار مثلها أو تلمست الفائدة والعبرة من هذا وذاك لو واتتني الظروف لابني تلك الدار التي أحلم بها منذ زواجي ، قبل ما يقارب الثلاثة وعشرين عاما . ولعلي لم أكن قادرا على مواجهة دواعي شعوري بالإثم ، لتأملي حرمات تلك الهياكل والبيوت ، حتى لو لجأت إلى المنطق ، في تبرير تأملي لها حين يضبطني أحد زملائي وأنا أتطلع إلى جسد بيته العاري ، وحتى أن لم يضبطني متلبسا بالجرم المشهود فأن السبعة عيون المعلقة على الجدران الخارجية ستشي بي لديه . وهنا وكأي لص انطوي على ذنبي الكبير وابتعد . حتى إذا جاء الزميل بسيارة الحكومة جلست الى جانبه وفي نفسي غصة وحيرة لم تنجل . لماذا إذن يحرصون على التنافس بأجمل الواجهات والتباهي بها ، إذا كانوا يخشون الحسد ؟؟
كلما عثر احدهم خلال مراحل البناء على قطعة بلاستك زرقاء ، أو وصلة نعال أزرق ، أو إبريق أو دبة بلاستك زرقاء ، قام بغرزها بالبناء حارصا على انتشارها في كل الاتجاهات على أن لا تخطئها عين .
من يحسد من ؟ الجميع هنا زملاء وغالبهم يبنون بيوتهم بعد نعمة الخلاص التي صاروا يجحدونها بالتباكي على أيام خلت ؟ . وفي غالبهم يقول ، كان وكان والله يرحم أيام زمان ، لكان فلان وفلان لا يستطيعون الكلام ولا التشدق بالأحلام ، لقد راح خاصيهم ، أيام كان القانون قوة ، وكان يطيِّح حظ أكبر واحد .
وإذا نظر إليك تشعر انه يقول لك وقد شنّف أنفه :- الله يعطيك .
- لم الأزرق إذا ؟!

قال زميلي :- يرون أن الأزرق يمتص موجات الحسد وربما هذه حقيقة ، وقد ورد الحسد في القرآن الكريم
قلت :- ولكن ما ورد يعني تمني زوال نعمة الغير ، ولا يعني قدرة الغير الخارقة على تدمير المحسود .
قال الزميل الآخر بحكمة الواثق :- الحسد موجود . أنت مثقف ، الم تقرأ عن الباراسيكولوجي ؟!!
- إذن ما يفعلونه طبيعي . أنا لا أتطلع إلى بيوتهم دائما إلا أن تلك البيوت تقابل دوركم التي تسكنوها و بمزرقاتهم سيحمون بيوتهم من عيونكم، وعيون أهلكم ، التي تفعل فعل القاذفات .
في يوم غير هذا رأيت أحد الزميلين وقد شد ناظريه قطعة تحمل رقم المحلة والشارع وقد طليت بصبغة زرقاء متألقة ، حينها لم تصمد مقاومتها ولا عناد المسامير الكونكريتية إزاء إصراره على أن تكون حجر الاساس لبيته الجديد .



#عبدالجليل_الكناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسد أم حقد
- اسقاطات
- هل حقا أهل مكة أدرى بشعابها؟؟
- قصيدة الليل
- الأنا الحاضرة
- الأنا .. كل ما ينتمي الينا وننتمي اليه
- صناعة الخرافة ... خرافة العلم ، وخرافة الجهل
- الامريكا يحتفل ....... أحداث في ذاكرة طفلة ، في الرابعة من ع ...
- راعية السلام والحرية
- مقدمة لسمفونية الحياة
- إنّا رجال الوطن الآتون من النار
- الغرباء
- الخيانة ... خيانة الذات
- القصيدة تتشظى في فضاء الروح
- بين دواب القاع وبين مروج السطح
- سلام يا وطن
- الملاذ الأخير
- العودة الى الحياة
- قصة من الواقع - من قتل الجايجي ؟؟
- قصة من الواقع


المزيد.....




- تصعيد روسي في شرق أوكرانيا: اشتباكات عنيفة قرب بوكروفسك وتدم ...
- روبيو يلتقي نتانياهو واسرائيل تتسلم شحنة القنابل الثقيلة
- مئات يزورون قبرالمعارض نافالني في الذكرى السنوية الأولى لوفا ...
- السيسي يلتقي ولي العهد الأردني في القاهرة
- بعد حلب وإدلب.. الشرع في اللاذقية للمرة الأولى منذ تنصيبه
- إيمان ثم أمينة.. ولادة الحفيدة الثانية للملك الأردني (صور)
- السعودية تعلق على الأحداث في لبنان
- إسرائيل تتسلم شحنة من القنابل الثقيلة الأمريكية بعد موافقة إ ...
- حوار حصري مع فرانس24: وزير الخارجية السوداني يؤكد غياب قوات ...
- واشنطن وطوكيو وسول تتعهد بالحزم لنزع نووي كوريا الشمالية


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالجليل الكناني - حسد أم حقد