حنان كوتاري
الحوار المتمدن-العدد: 2339 - 2008 / 7 / 11 - 06:10
المحور:
الادب والفن
لمعت عيناها ببريق حب و إعجاب و انبهار ... فذكرتني بمشاعر عشتها في ماضي حياتي ثم نسيتها ... و هذا هو الإنسان ....دائم النسيان .... حتى إذا ما صادف في حاضره ما يرده إلى محطات من حياته الماضية ... وقف مسترجعا ذكرياته ، ناظرا إلى المدى البعيد ثم تنهد و هو يقول : كان ذلك منذ زمن .. و مضى الزمن ...
و يتوهم أن حياته حلقات منفصلة و الحقيقة غير ذلك ...
هذا ما حدث لي في لقائنا الأول بضيفنا العزيز ... و في اللقاء الثاني وقع ما توقعته ... جاءت فتاتي الصغيرة ... أنيقة ... تتعثر في أذيال ثوب جميل زاه ، رسمت على صفحته الخضراء زهور الأقحوان ، و قد لونت حمرة الخجل وجنتيها و زاد ارتباك حركاتها و لمعان عينيها ... و ضيفنا العزيز رقيق المشاعر .. حلو الحديث .. لطيف المعاملة ... و الأكيد أن صغيرتي استخلصت لنفسها كل كلمة و ابتسامة و نظرة صدرت منه ، لأنها تعنيها وحدها دون غيرها.
انتهى اللقاء و ودعنا الضيف العزيز ... و صرت أفتش عنها كلما زرت المكان لأشرف على أنشطته الثقافية ... أشفقت عليها من ألم سيسكنها حينما يطول الانتظار و تحث الأيام الخطى ... و تزاحم الحيرة النشوة ... و يتجاذب العقل و القلب الحديث ، فيشكك العقل و يصدق القلب ...
ترى أمـازال يذكرني أم نسيني ؟ ... أكان كل ذلك وهما ؟ ... لـكـن ماذا عن نظراته
و كلماته .... فلماذا لم يحدث شيء إلى الآن ؟....
و تستحيل الوجوه وجها واحدا و الأصوات صوتا واحدا ... و لا تعجب إن رأيتها و هي جالسة بين صديقاتها... تنتفض فجأة و تلتفت يمنة و يسرة بحثا عن خيال ... أيقظ الأنثى ... و رمى بالحصى في بحر قلبها الساكن فحرك أمواجه.
#حنان_كوتاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟