هروب نحو الجذور

علم الدين بدرية

الحوار المتمدن-العدد: 2338 - 2008 / 7 / 10 - 05:46
المحور: الادب والفن
    

لا تَعْبَأ بِرَحِيلي ...
أنا لاجَئٌ مُنْذُ الأَزَلْ
ثَبِّت أَقْدَامَكَ ...
وأَكْمِلْ خُطواتِكَ عَبْرَ الصَّدى
فَعِبْءُ الأَرضِ الْمَوءُودَةِ ..
يُنَاشِدُكَ .. لا تَرْحَلْ .. لا تَرْحَلْ!!
لا تَكْتُبْ أَشْعَاراً بِلَونِ الدِّمَاءِ ..
لا تُلوِّثْ رِيشَتَكَ بِدَمْدَمَاتِ السِّنِينِ وتَعْتَعَاتِ الْقَدَرْ!!
ثَبِّت أَقْدَامَكَ .. واطْوِ الشِّرَاعَ
إنَّكَ مَاثِلٌ كَعِبْقِ الأَرضِ .. صَامِدٌ كَنُورِ الصَّبَاحْ!!
نَازِحٌ مِثْلي لا تَعْبَأ بِرَحِيلهِ ...
هو وإن زَمْجَرَ يَزُولُ كَصَوتِ الرِّيَاحِ كَهَمْسِ المَطَرْ!!
*** *** ***
يا وَطَنَاً مُثَخَنَاً بِالجِرَاحِ ..
يا وَطَنَاً يَمُوتُ كُلَّ صَبَاحْ
أضْحَيتَ مَنْفَىً في زَمَنِ التِيهِ والصّرَاعْ
وأكاليلَ غَارٍ فَوْقَ الذِّرَاعِ ...
وعِطْرَ نِزِيفٍ لا يَنْضُبُ.. مَورِدُهُ فَوَّاحْ
*** *** ***
بالأَمْسِ كَانَ وَطَني..جَبَل زَيْتُونٍ يَرْقُصْ..
طَابونَ أُمٍ تَخْبِزْ
عَرُوسَاً تَخْرُجُ مِن زَهْرِ اللَّوزِ الأَبْيَضْ ..
جَدَائِلُهَا شَلاَّلٌ أَخْضَرْ..
عَيْنَاهَا وَرْدٌ أَصْفَرْ..
زِينَتُهَا حَبُّ الرُّمَانْ
*** *** ***
وَطَني يَالَيْلاً يُشْرِقْ..ياعِشْقَاً يُورِقْ..
يا مَهْدَاً يُغْدِقْ وَعْدَاً وَحَياة..
ياصَوْتَاً يُهَدْهِدُ ... ...
ثَبَّت أَقْدَامَكَ يابْنَ الأَرْضِ..
فَخُطُوطُ الطُّولِ والْعَرْضِ مَدْفُونَةٌ تَحْتَ قَدَمَيْكَ
*** *** ***
ثَبِّت قَدَمَيْكَ والْمِسِ الثَّرَى..
فَدَمْعُ الْعَيْنِ يَسْري
وَجُرْحُ الْقَلْبِ يَدْمِي
وأَنْتَ..ثَبِّت أَقْدَامَكَ..فَجِّر أَحْزَانَكَ..
يَنَابِيعَ حُبٍّ تَرْوي..أَرْضَاً عَطْشَى ..!!
اعْشَوْشَبَ وَجْهُ الْوَطَنِ الأَسْمَرْ
أَزْهَارُ الرُّمَانِ تُنَاشِدُكَ لاتَرْحَلْ
وَعُصْفُورُ الْغَارِ يُنَادِيكَ تَمَهَلْ..تَمَهَلْ
*** *** ***
مِنْ هَامِشِ الزَّمَنِ يَخْرُجُ الصَّهِيلْ
مِنْ الْحُرُوفِ النَّازِفَةِ..
مِنْ بَاحَةِ التَّارِيخِ..يَتَجَلَّى الأَصِيلْ
فَوَجْهُ الأَرْضِ تَبَدَّلَ..
وَطَيْرُ الأُفُقِ ..عَانَقَ السَّحَابْ
وَحُزْنِي أنا دَائِمٌ في اغْتِرَابْ
دَمْعَةٌ تَأبى الإيَاب!
لا تَعْبَأ بِرَحِيلي..يا صَدِيقْ
فَأُفُولي يَبْقَى عِنْوَانَاً عَلى الطَّرِيقْ
ثَبِّت أَقْدَامَكَ واصْنَعِ الْمُسْتَحِيلْ!!

#علم_الدين_بدرية (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات