ألقى الرئيس جورج بوش خطابَ الإتحاد بين يدَي رنْد فرانكي رحيم ، سفيرةِ واشنطن في واشنطن ، وكذلك بين
يدَي الطفلِ المعجزةِ ، عدنان الباججي ، الذي تهلّلتْ أساريرُه ، كالهرّ ، يحكي انتفاخاً صورةَ الأسـدِ ، حين قال له
الرئيسُ الأميركي : " يا سيدي ، أميركا تقف إلى جانبكم… " ، فارأفْ بها وبجنودها ، وأكرمْ مع هؤلاءِ جنودَ ثماني
عشرةَ أمّــةً ، حلّـوا ضيوفاً … صحيحٌ أن بلادك هي في مثل مساحة فرنسا ، لكنّ الناس هم نصفُ مَن في فرنسا ،
ربما بسبب الجوع ، والمرض ، واليورانيوم المنضّب ، وحروب الأعوام الثلاثين …
أعتقدُ ، مخْـلِصاً ، ومخَـلِّـصاً ، أن جنود الأمم الثماني عشرة يكْــفونَ لحراسة المؤسسات الديمقراطية التي بنيناها
بجهودكم وجهودنا …
لكنّ وزير خارجيتي ، الجنرال كولِن باول _ وهو كما تعرف محاربٌ في فييتنام _ أســرّني أنّ رجُـلَـنا عندكم ،
هوشيار زيباري ( أهذا هو اسمُــهُ ؟ ) وجّــهَ رسالةً إلى حلف شماليّ الأطلسي ، يطلبُ فيها إرسالَ جنودٍ من الحلف
إلى بلاد ما بين النهرَين . أتعتقدُ ، يا سيّـدي الطفل المعجزة ، أنّ هذا الطلب معقولٌ ؟
قال لي كولن باول إن هذا الأمرَ سوف يثير إشكالاتٍ عدّةً لإدارتنا ، في أوربا ، وفي العالَــم …
كما أن شعبكم ، أيها الطفلُ المعجزةُ ، جائعٌ ، فقيرٌ ، مبتلىً بما تَـوَطَّـنَ من أمراضٍ ، فلماذا يُــلِـحُّ هذا الهوشيارُ
على إرسال قوّاتٍ إضافيّــةٍ ؟
نحن ، كما تعرفُ ، باركْــنا ، ســرّاً ، التشكيلَ الجديدَ لفِرقِ القتلِ ، التي يتولاّها علاّوي والجلبي وآخرون ، ونحن غيرُ مستعدين
لإجراءاتٍ إضافيةٍ تثيرُ علينا غضبَ الرأي العام في الولايات المتحدة والعالَــم …
وبالمناسبة ، يمكنك أن تُــبْــلِغَ رجُـلَـنا هوشيار زيباري بأننا مستعدون لنقله بطائرة هليكوبتر في حالة الخطر ، حتى لو خـصصْـنا له وحدَه طائرةً ( بسبب خفّــة وزْنِــه ! ) .
إن الولايات المتحدة الأميركية لن تنسى رجالَــها . وأرجوك أن تنصحه بنسيان صورةِ عملائنا الفيتناميين الذين لم نستطع إنقاذهم
في اللحظة الأخيرة من ســايغون …
أعتقدُ الآنَ أنّ كولن باول نفسه ليس في المزاج المناسب لذكرياتٍ من هذا النوع .
لندن 23/1/2004